كيفية تطوير الحدس السليم لديك

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

لا يفكر الأشخاص الأذكياء دائمًا بطريقة ذكية، إذ يفعل الأذكياء أحيانًا أشيائًا لا عقلانية، كالمضاربة بأموالهم كلها في البورصة أو نسيان أخذ ما يكفي من الملابس لرحلة تجوال في منطقة برية غير مأهولة في وسط طقس شديد التغير. يمكن تعلم واستخدام الحدس السليم في المواقف اليومية،

مهما كانت خلفيتك أو تدريبك أو مستوى ذكائك أو خبراتك. وعلى الرغم من أنه قد يبدو اقتراح أن الأذكياء لا يستخدمون الحدس السليم اقتراحًا مستفزًا للوهلة الأولى، إلا أن هذا الربط المتعمد قيمته الوحيدة هي إلقاء الضوء على حقيقة أن “كل الناس” لهم سقطاتهم حين يتعلق الأمر بالحدس السليم.

فكلما تدربنا أكثر على استخدام طريقة واحدة في التفكير (بواسطة بيئة العمل أو العائلة أو الثقافة، إلخ.)، كلما زادت فرص سماحنا للتفكير الصبياني أو نترك ما يشبه الطيار الآلي ليفكر عنا بدلًا من استخدام الحدس السليم. فالحدس السليم ليس بوجهة على بعد محطة واحدة، وإنما هو طريقة تفكير تتطلب تغذية وتطبيق بشكل مستمر وتوضح هذه المقالة أحد طرق تطوير الحدس السليم إلى صورة أفضل

يمكن للحس العام أيضًا أن يخدم غرض إيقافك عن التشبث ضيق الأفق بالقواعد أو النظريات أو الأفكار أو الإرشادات، التي قد تكبت أو تعوق اتخاذاك للقرار الأفضل في موقف معين. أو بمعنى آخر، ليس لأن هناك ما يفرض القيام بالأمور بطريقة ما، أو لأنها لطالما تم القيام بتلك الأمور بتلك الطريقة، لا يعني ذلك أنه ينبغي تجاهل الحدس السليم فيما يخص الحاجات الراهنة وتغير الظروف

نحن بشر، نحن عرضة للوقوع في الأخطاء. تعمل عقولنا بطرق معينة، كوسيلة لتتيح طرق مختصرة تضمن البقاء في عالم قد يسبب نهاية حياة الفرد فيه كونه مطاردًا بواسطة الوحوش المفترسة، أما في العالم الحديث، حيث لم يعد هناك وجود للكهوف والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيوف، قد يضعنا الحكم الإنفعالي الذي يستغرق جزءًا من الثانية في موقف لا نحسد عليه، بدلًا من التفكير المتمعن

الحفاظ على إداركنا للواقع بما لا يتناسب مع الواقع المتعارف عليه. إذ أن كلًا منا يخلق واقعًا خاصًا به من وحي خبراته، وينظر للعالم بعدسته الخاصة، وغالبًا ما ندرك أن استيعابنا للواقع هو جزء صغير من الصورة الكبيرة. ولكن إدراك بعض الناس للواقع أحيانًا يتحول عندهم إلى صورتهم عن الواقع نفسه، ويقتنعون بإمكانية التلاعب أو سحر المواقف لتحويل مسارها إلى ما يريدون حدوثه. وقد يظهر في صورة تفكير لاعقلاني عند البعض، وفي صورة جنون عند الأقل حظًا

الاعتماد على الحقائق المطلقة. التفكير المطلق الأبيض والأسود بشأن العالم والآخرين بطريقة لا تدع مجالًا للشك غالبًا ما يسبب نسيان استخدام الحدس السليم. فبالنسبة لمن يفكرون بهذه الطريقة، هناك طريق صحيح واحد فقط، ولذلك فهو يشبه الحدس السليم، بالرغم من أنه ليس الحدس السليم

Advertissement

التفكير الترابطي، أو الانفعالي. وهو تفكير انفعالي مبني ببساطة على ما تعلمناه خلال الحياة، تكرار النماذج التي سبق تعلمها وتطبيقها على كل موقف جديد بمجرد ظهوره، بدون إجراء أي تعديلات على عملية التفكير خلال تطبيقها. يؤدي هذا النوع من التفكير إلى أخطاء فكرية، لأننا نرفض قبول أي شئ يخالف الروابط الأساسية المتكونة في عقولنا عن كيفية عمل الأشياء. فحين نطبق ما نعرفه على موقف راهن عن طريق مقارنته بموقف مشابه في الماضي

‫0 تعليق