أين كان عرش الله قبل خلق السموات والأرض؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان ،لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط بهشيئ من خلقه ،بل هو خالق كل شيئ

.


بعض الديانات الأخرى يعلمون أن “الله موجود في كل مكان”. هذا هو في الواقع اسم “وحدة الوجود” وذلك هو عكس نظامنا العقيدة في الإسلام. الله يقول لنا بوضوح أنه ليس هناك أي شيء  في أي مكان من الكون مماثل له ، ولا هو مخلوقه.قال تعالى في القرآن الكريم أنه خلق الكون في ستة أيام ثم استوى.كما جاء في سورة الأعراف بقوله على عرشه وأنه هناك (مستو على عرشه)  وسيبقى هناك إلى الأبد  تعالى [إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين]   ولكن قد يتبادر لذهن العديد من الأشخاص السؤال حول مكان عرش الرحمان قبل خلق السموات والأرض,أين كان متواجد قبل خلق الله للكون :                                                           

إن الله عزوجللديه المعرفة الكاملة بحيث يكون قادرا على معرفة كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل في جميع الأماكن في نفس الوقت بالضبط. ونفس الشيء بالنسبة للسمع و البصر. وبالتالي ، فإن معرفته ، وسمعه ، وبصره في كل مكان في آن واحد.

و في هذا الصدد، قال لنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد. كما أوضح أن الله “معنا” عندما نخلص له العبادة وفي أوقات الحاجة. و بطبيعة الحال، هذا لا ينقص من ملكه و قدرته شيئا، فهو غني عن كل خلقه.كما جاء في آية الكرسي بقوله تعالى [ وسع كرسيه السموات والأرض ] ويتبين لنا من خلال هذه الآية معرفة الله غير محدودة وهو مستو على عرشه، فدعنا نتعرف أولا على ما هو العرش:                                

كلمة عرش تعني الارتفاع والعلو في المبنى، وفي الاصطلاح فإنّه المخلوق العظيم الذي خلقه الله تعالى، ثمّ استوى عليه استواء يليق بجلاله وعظمته، إذ إن عرش الرحمن من الأمور الغيبيّة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين، في عدّة مواطن وجاء بعدّة أوصاف، يؤمن به المؤمنون ويعتقدون بوجوده، وبكلّ ما جاء في وصفه في القرآن والسنة.                                                           ومن صفات عرش الرحمان

Advertissement

العرش العظيم: وصف الله عرشه بأنه عظيم، في ثلاث آيات من القرآن الكريم، ولفظ العظيم تدل على الكبر والقوة، وورد في السنة النبوية وصف لعظمة عرش الرحمن؛ في قول النبيّ عليه السلام لأبي ذرّ: (يا أبا ذر، ما السماوات السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)، وفي ذلك دلالة على كبر مساحة العرش؛ بما لا يعلمه إلا الله سبحانه.          العرش الكريم:قال تعالى في سورة المؤمنون: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} ولفظ الكريم هي اسم جامع لكل ما يحمد، وله شرف في بابه.                                                  العرش المجيد:قال الله تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} [البروج: 15]، وصف العرش بالمجيد أبلغ وأعظم في تمجيد قدره ورفعته؛ وذو العرش هو صاجب العرش وخالقه سبحانه وتعالى، فكان تمجيد العرش بهذا الوصف دليل على أن خالقه ومالكه الذي استوى عليه؛ أحق بالمجد منه وأعظم.                             والآن دعونا نتعرف عن مكان تواجد العرش قبل الخلق:                                                      قبل أن يخلق الله السموات والأرض كان مكان عرشه على الماء؛ لقوله تعالى:[وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ]
ويعد مكان العرش بالنسبة لقربه من الله؛ فهو أقرب المخلوقات إليه سبحانه، ومكان العرش بالنسبة للمخلوقات فهو أعلا من باقي المخلوقات، والكل دونه فهو سقف الجنة ومنه تتفجر أنهارها، وأخبر النبيّ عليه السلام أن العرش فوق الفردوس وهو أعلى الجنة، فقال: (فإذا سألتم الله، فسلوه الفردوس ؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) [صحيح البخاري ] وقد سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن مكان الله عزوجل قبل خلق السموات والأرض ،كما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم، عن أبي رزين قال: “قلت يا رسول الله أين كان ربنا عزوجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال:(كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء ، ثم خلقعرشه على الماء)”فإتضح لنا من خلال القرآن والسنة أن العرش كان على الماء قبل خلق السموات والأرض، لكن بعد أن خلق الله سبحانه وتعالى الكون وسواه في ستة أيام أصبح العرش محمول من طرف الملائكة المسمون بحملة العرش كانت للملائكة وظيفةٌ واحدة ألا وهي التسبيح والتهليل فقط، ولكن بعد خلق آدم، فإن هنالك مهامَّ قد وزّعها الله تعالى على خلقه من الملائكة، ومن الوظائفِ للعديدِ من الملائكة، وأعلاهم مكانة جبريل -عليه السّلام-، والذي هو مسؤولٌ عن الوحي منذ خلق آدم حتى رسالة خاتم الأنبياء محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وهناك ملكان لا يفارقان آدم، لتسجيل الحسنات والسيئات، وهناك الملائكةُ السيارة في السماء والأرض، وهناك مَن هو خازنٌ للجنة وخازنٌ للنار وغيرهم، وصولاً إلى حملة العرش.
، وجاء في قوله عزوجل: [الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ] ويقول سبحانه في هذا الشأن أيضا: [وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ] كما أن هناك كذالك صفات لحملة عرش الرحمن الخلقية، وقدجاء في صفاتهم أنّ خلقهم عظيم جداً، وقد جاء فيها من الأحاديث النبوية في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن ملكٍ من حملةِ العرشِ ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ )، وفي الحديث الآخر: (أُذِن لي أن أُحدِّثَ عن مَلَكٍ قد مرَقَت رِجلاه الأرضَ السَّابعةَ والعرشُ على مَنْكِبِه وهو يقولُ سُبحانَك أين كُنْتُ وأين تكونُ) ومن صفاته الآتي:                                                                                                     التسبيح، فملائكة الرحمن ومن بينهم حملة العرش يذكرون ربهم جل وعلا، ومن بين هذا الذكر التسبيح، قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ).                                          الاستغفار، فحملة عرش الرحمن يخصون المؤمنين التائبين بالاستغفار، كما يدعون ربهم جل وعلا أن يصرف عنهم عذاب جهنم، وأن يدخل جنة النعيم، كما يدعون ربهم أن يحفظهم من فعل الذنوب والخطايا، قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ*رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

وقد ثبت في الكتاب والسنة أنلعرش الرحمن حملة يحملونه، فتلك الآيات كما ذكر ابن تيمية تدل دلالة واضحة على أنّ للعرش حملة يحملونه اليوم ويوم القيامة، وأنّهم ملائكة من خلقه، وكّلهم رب العزة بحمل عرشه، وعددهم يوم القيامة ثمانية،أما عددهم الآن ومن يحمل العرش بعد موتهم فلم تصح في ذلك أية اسانيد، فقيل إنّهم أربعة اليوم ويكونون يوم القيامة ثمانية، وقيل إنّهم ثمانية، وقيل إنّهم ثمانية آلاف، وقيل ثمانية أجزاء كل جزء منهم بعدة الإنس والجن، وقيل ثمانية صفوف ،فالله سبحانه وتعالى يعلمُ وحدَه بما هو المقصود بذلك ، علما أن حملة العرش من أعظم الملائكة المقربين إلى الله.

‫0 تعليق