اين ولد سيدنا يوسف

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

تُعَدّ سورة يوسف السورة الثالثة من حيث نزولها بعد سورة الإسراء، وهي مكيّة نزلت بعد، أمّا المرتبة التي تحتلّها من حيث ترتيب النزول، فهي الثالثة والخمسون، وعدد آياتها هو مئة وإحدى عشرة آية، وقد نزلت في وقتٍ كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يعاني فيه من الحزن والألم بسبب موت عمَه أبي طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها-، وهذه السورة كغيرها من السور التي تحتوي على القصص القرآني الذي يعدّ طريقة بيان للأسلوب الدعويّ الذي اتّبعه الأنبياء -عليهم السلام-، كما تعدّ مصدراً إلهيّاً لمعرفة أنبيائه -عليهم السلام- وقصصهم، وبهذه المعرفة تستقيم حال العبد، وتصحّ هدايته وإيمانه؛ لأنّه يتّبع الأنبياء -عليهم السلام- ويقتدي بهم عند معرفته لحقيقة ما حصل معهم واليوم سنتعرف على مكان ولادة نبي الله يوسف عليه السلام

تعلق قلب يعقوب بابنه يوسف أكثر وأكثر مع الوقت، فكان هذا سبب حسد إخوته له ففكروا بالخلاص منه ليخلو لهم قلب أبيهم فراودوع على يوسف حتى سمح لهم بأخذه إلى الرعي وكان أخذ المواشي الى الرعي يأخذ عدة أيام ويطول أحياناً أكثر، خاف يعقوب عليه من الذئب لكن إخوته نجحوا بإقناعه أخيراً فذهب معهم. فما كان منهم بعد أن أخذو يوسف إلا أن ألقوه في بئر عميق، فمرت قافلة استطاعت التقاطه فأخذته معهم كعبدٍ باعوه في سوق مصر، فاشتراه من السوق رجل كان هو عزيز مصر، فأخذه إلى منزله يستبشر به خيراً، ويقال أنّ هذا حدث زمن الملك أبابي بالعام 1600 ق. م، ولد يوسف في (فدان أرام) في العراق، وكان والده وقتها عند خاله لاب ان، ويقال أن عمر يعقوب عندما جاءه يوسف كان قد بلغ واحداً وتسعين عاماً، وأنّ يوسف جاء بعد مئتين وواحد وخمسين عام لموت سيدنا إبراهيم، وعاد بعد يعقوب إلى الشام مهجر آل إبراهيم وهو حدث صغير،

فكان ليوسف ما طلبه من ربه فدخل السجن بضع سنين، وفي تلك السنين حدث أن اتّهم بمحاولة تسميم الملك رجلان زجاة في السجن مع يوسف، وذات يوم استيقذ فتيان وكلٌ منهما قد رآى رؤيا، فسألا يوسف لما ظنا أن به صلاحاً، وأخبره الأول رؤياه وقال أنه رى الطيور تأكل الخبز من طبق فوق رأسه، والثاني رأى أنه يعصر خمراً، فأخبرهما أنه سيأول لهما رؤياهما بعد حين وصار يدعوهما إلى دين يعقوب، وعندما جائهما طعامهما بشر أحدهما بالنجاة وأخبر الآخر أنه سيصلب ويأكل الطير من رأسه. كان يوسف قد طلب من من ظنّه ناجٍ أن يذكره عند الملك فأنساه الشيطان، حتى جاء يوم شاهد الملك رؤيا غريبة ما استطاع الكهنة تأويلها فأرشدهم الساقي (وهو الفتى الذي نجا) إلى يوسف، وأوّل يوسف للمكل رؤياه الشهيرة وبسبب هذه الرؤيا استطاعت مصر تجاوز اثنتي عشرة سنة صعبة. في السنوات العجاف جاء إخوة يوسف ليشتروا الطعام من مصر فعرفهم يوسف فطلب أن يحضروا لهم أخ من أبيهم بالمرة القادمة وأعاد لهم أموالهم ليجعلهم يثقون به، وكان يقصد أخاه من أمه، فراود أخوة يوسف أباهم مرّة أخرى لكن صادقين هذه المرة ليأمنهم على أخاهم ونجحوا بعد أن أقسموا بالله أن يعود معهم، لكن يوسف وضع مكيال الملك في بضاعة أخيه، وكان كلّ رجل يأخذ مقداراً من الحبوب من باب العدل فما كانت الأموال هدف العزيز بل أن يغيث الناس، فما كان من يوسف إلا أن سأل الأخوة في دينكم ماذا يحصل للسارق، وكما حصل وهو صغير فعل ببنيامين فأخذه عبداً له. لم يصدق يعقوب أن ابنه سرق واحتسب الأخ الأصغر كما يوسف عند الله، فعاد الأخوة يرجون العزيز أنّ أبانا مسّه الضرّ فأعد لنا أخانا وهنا ذكّرهم يوسف بنفسه فعرفوه، وغفر لهم صنيعهم به من قبل وطلب أن يعودوا ويحضروا قومه وأبيه إلى مصر ففعلوا وسجد له قومه لتتحقّق الرؤيا ولو بعد حين،

Advertissement

‫0 تعليق