لماذا أقسم الله بالعاديات ضبحا؟ وما الذي اكتشفه العلماء وذهلوا من معجزات هذا القسم؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

لا بد أن نعلم أن الله تعالى فعال لما يريد ، لا يُسأل عما يفعل، هذه الأشياء التي أقسم الله بها ، من آياته وأدلة توحيده ، وبراهين قدرته ، وبعثه الأموات ، وإقسامُه بها تعظيم له سبحانه ، وتنبيه للناس إلى ما تدل عليه من أدلة وحدانيته ، وآياته الدالة على عظيم قدرته ، وتمام ربوبيته ، وهذا من تمام إقامة الحجة على عباده ؛ حيث أقسم لهم بتلك المخلوقات العظيمة ليلتفتوا إلى جلال المقسم عليه ، وكون المقسم به دليلا على المقسم عليه،وقد أقسم عزوجل بالعاديات ضبحا،فقدتتسائل عزيزي المشاهد عن سبب قسم الله عزوجل بالعاديات ضبحا؟ وما وجدوه العلماء في هذا القسم من معجزات؟

حلف سبحانه في هذه السورة بأُمور ثلاثة: العاديات، الموريات، المغيرات. قال سبحانه:[ وَالعادِيات ضَبحاً * فَالمُورياتِ قَدحاً * فَالمُغيراتِ صُبحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِِهِ جَمْعاً * إِنَّ الاِِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود * وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهيد * وَانّهُ لحبّ الخَيْر لَشديد]،

﴿العاديات)، من العدو وهو الجري بسرعة.”الضبح” صوت أنفاس الخيل عند عدوها، وهو المعهود المعروف من الخيل، ومعنى الآية أُقسم بالخيل التي تعدو وتضبح ضبحاً، ﴿فَالمُوريات قدحاً﴾، فالموريات من الايراء وهو إخراج النار، و”القدح” الضرب، يقال: قدح فأورى: إذا أخرج النار بالقدح،والمراد بها الخيل التي تخرج النار بحوافرها حين ضربها الاَحجار،

وعلى كلّ حال فالآيات تحلف بالخيول التي تسرع إلى ميدان الجهاد بسرعة حتى تضبح ويتطاير الشررَ من تحت حوافرها باستدامة ضرب الحافر للاَحجار، وعند انجلاء الصبح تشنّ هجوماً شديداً يثير الغبار في كلّ جانب ثمّ تتوغل إلى قلب العدو وتشتت صفوفه. وهذا يعرب انّ الجهاد له منزلة عظيمة إلى حد استحق أن يقسم بخيوله والشرر التي تتطاير من حوافرها والغبار الذي تثيره في الهواء،

كما إكتشف العلماء في هذه العاديات أو الخيول أنظمة للتكييف في رأسها يعني أن في رأس الخيل أنظمة أو أجهزة تساعد على تبريد الدم ولولا هذه الأنظمة لم يتمكن هذا الخيل من العدو سريعا،

ففي دراسة لجامعة بريطانية أكدت أن الخيول تتعلم من من خلال مراقبةتعابير الوجوه البشرية،وهذه نتيجة مفاجئة وغير متوقعة للباحثين أبدو إستغرابهم  من القدرى الهائلة ،للخيول على قراءة الوجوه،

فالخيول تميز التعابير على وجه البشر بل أن الدراسات أثبتت أن الخيول تتعلم من البشر من خلال مراقبة الوجوه،أماالشيئ الغريب أن هناك نظاما للتكيف معقد جدا عند الخيول،تستخدمه أثناء العدو السريع سبحان الله،نتذكر هنا أن الله أقسم بالعاديات ففي دراسة نشرة في مجلة الطبيعة الأمريكية الشهيرة يقزلز علماء كنديون إن رأووس الخيول تتمتع بنظام تبريد ذاتي عندما ترتفع حرارتها أثناء العدو أو أثناء الركد السريع،

ويقولو الباحثون إن أهم صفة تميز الخيول أنها تركد لمسافاة طويلة جدا وبسرعة كبيرة دون أن يسخن دمها ولولا هذا النزام المتطور في التبريد لأتلفت أجزاء مهمة في دماغ الخيل وربما يموت على الفور سبحان الله،

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
” قسم الله بهذه الآيات دليل على عظمته وكمال قدرته وحكمته ، فيكون القسم به الدال على تعظيمها ورفع شأنها متضمنا للثناء على الله عز وجل ، بما تقتضيه من الدلالة على عظمته . وأما نحن ، فلا نقسم بغير الله أو صفاته ؛ لأننا منهيون عن ذلك ” انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (10 /798)،

Advertissement

وقد فصّل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الحكمة في قسم الله بمخلوقاته بقوله:
” فإن قيل : ما الفائدة من إقسامه سبحانه مع أنه صادق بلا قسم ؛ لأن القسم إن كان لقوم يؤمنون به ويصدقون كلامه فلا حاجة إليه ، وإن كان لقوم لا يؤمنون به فلا فائدة منه ، قال تعالى : ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ) البقرة / 145.
أجيب : أن فائدة القسم من وجوه:
الأول : أن هذا أسلوب عربي لتأكيد الأشياء بالقسم ، وإن كانت معلومة عند الجميع ، أو كانت منكرة عند المخاطب ، والقرآن نزل بلسان عربي مبين.
الثاني : أن المؤمن يزداد يقينا من ذلك ، ولا مانع من زيادة المؤكدات التي تزيد في يقين العبد ، قال تعالى عن إبراهيم : ( رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ) البقرة / 260
الثالث : أن الله يقسم بأمور عظيمة دالة على كمال قدرته وعظمته وعلمه ، فكأنه يقيم في هذا المقسم به البراهين على صحة ما أقسم عليه بواسطة عظم ما أقسم به.
الرابع : التنويه بحال المقسم به ؛ لأنه لا يقسم إلا بشيء عظيم ، وهذان الوجهان لا يعودان إلى تصديق الخبر ، بل إلى ذكر الآيات التي أقسم بها تنويها له بها وتنبيها على عظمها.
الخامس : الاهتمام بالمقسم عليه ، وأنه جدير بالعناية والإثبات ” انتهى.
“مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين” (10 /612-613)

‫0 تعليق