من سيفتح ابواب الجنة ؟ وكيف ذلك ؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

حُفّت الجنة بالمكاره، وحُفّت النار بالشهوات، لذا كان على المرء الساعي إلى الجنة الانتصار على نفسه الأمارة بالسوء، وعلى وساوس الشيطان، والالتزام بطاعة الله عزّ وجلّ وعبادته، والابتعاد عن كلّ ما حرّم. أمّا من اتبع شيطانه وشهواته وسار في طريق الحرام السهل، قاده ذلك إلى طريق جهنم والعياذ بالله. فهما طريقان لا ثالث لهما، طريقٌ صعبةٌ في الدنيا لكنّ نهايتها سعيدة، وهي جنةٌ عرضها السماوات والأرض، وطريق ممتعةٌ وسهلةٌ ولكنّ عاقبته وخيمةٌ وهي جهنم وبئس المصير، ولكن عزيزي المشاهد هل سبق لك وأن تسألت من أول من يدخل الجنة ويفتح أبوابها؟

بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح الذي رواه الإمام مسلم أنّه أوّل من يدخل الجنّة من النّاس، قال :(آتي باب الجنّة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول: محمّد، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك )، وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وفيه (أنا سيد بني آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر )، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام قطعًا هو أوّل رجلٍ يفتتح دخول الجنّة بفضله على النّاس ومقامه عند ربّ العالمين، ثمّ يدخل أولي العزم من الأنبياء الذين اصطفاهم الله على عباده بالرّسالة والنّبوّة،

وردت أحاديث في أوّل من يدخل الجنّة من فئات النّاس، فقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الفقراء يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بنصف يوم يعدل خمسمئة سنة عند الله، وقد ناسب أن يكون حالهم كذلك بسبب قصر مدّة الحساب لهم خلافًا للأغنياء، والفقير بلا شكّ يعاني من أمور الحياة ومآسيها وابتلاءاتها. كما أنّ حياة الغنيّ الماديّة في الدّنيا تتّسم بالرّاحة والدّعة بخلاف الفقير الذي قد يعيش البؤس والحرمان من المتع والملذّات المباحة، وفي الحديث الآخر أنّ أوّل زمرةٍ يدخلون الجنّة صورتهم كصورة القمر في ليلة البدر بتوافر عددٍ من الصّفات عندهم، والتي تدلّ على إيمانهم الصّادق بالله تعالى وصحّة توحيدهم،

كما يبعث الرجال على صورة أبيهم إبراهيم طوال القامة، مكحّلين بعمر الثالثة والثلاثين بجمال سيدنا يوسف عليه السلام، وبقلب النبي أيوب عليه السلام وبلسان نبينا محمدٍ الكريم أي إنّهم يتكلّمون العربية، لا يموتون، ولا ينامون، أمّا النساء فوصفهنّ الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم بالحور العين كأنهنّ الياقوت والمرجان كأمثال اللؤلؤ المكنون نساءٌ جميلاتٌ ناعماتٌ أعطاهن الله شباباً دائماً، وجمالاً لم تره عينٌ من قبل على رؤوسهن تيجانٌ وثيابهنّ من حريرٍ،

وأما أول من يدخلها من النساء، فلم نقف عليه من وجه صحيح، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن سيدات نساء أهل الجنة، فقال هن: خديجة بنت خويلد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وفاطمة بنت محمد،

وللجنة أنهار وعيون وأشجار وقصور ونور وريح، أما أنهار الجنة فحدثنا عنها الرسول الكريم حين قال أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، وهما النيل والفرات، ونهران باطنان هما نهران في الجنة. ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء واللبن والخمر والعسل المصفى وأما عيون الجنة فعين الكافور، وعين التسنيم، وهناك عين تسمى السلسبيل،

وروى أنس بن مالك رضي اللَّه عنه قال:

Advertissement

جاء جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: يا جبريل ما هذه المرآة البيضاء؟ قال:هذه الجمعة وهذه النكتة السوداء الساعة التي تقوم في الجمعة قد فضلت أنت بها وقومك على من كان قبلك، فالناس لكم فيها تبع: يعني اليهود والنصارى، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يسأل اللَّه تعالى من خير إلا استجاب اللَّه له ولا يستعيذه من شر إلا أعاذه منه. قال: وهي عندنا يوم المزيد. قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: وما يوم المزيد؟ قال : إن ربك اتخذ وادياً في الفردوس فيه كثيب من مسك فإذا كان يوم الجمعة حفت بمنابر من نور عليها النبيون، وحفت بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الصديقون والشهداء والصالحون، وينزل أهل الغرف فيجلسون من ورائهم على ذلك الكثيب، فيجتمعون إلى ربهم فيحمدونه ويثنون عليه فيقول اللَّه تعالى لهم: سلوني؟ فيقولون: نسألك الرضا، فيقول: قد رضيت عنكم رضاءً أحلكم داري وأنيلكم كرامتي، فيتجلى لهم حتى يرونه فليس يوم أحب إليهم من يوم الجمعة لما يزيدهم من الكرامة”،

‫0 تعليق