اول من ينادى عليهم يوم القيامة للحساب

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

إن للقيامة شأناً عظيماً، فهذا الكون يتغير، ولو لم يكن يوم القيامة من الأهوال إلا تغير، هذا العالم العلوي والسفلي من الأرض والسموات لكان ذلك كافياً، فكيف بالعرض والحساب والبعث والصراط والميزان والحوض، كيف بالأهوال في النار، إن هذه التغيرات الهائلة التي تكون يوم القيامة تشمل هذا الكون فالسماء تنشق وتتفطر:فقال تعالى: [ذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ]،الإنفطار:5]،ولكن قد يتسائل الإنسان عن من هم الذين أول من ينادى عليهم يوم القيامة؟وكيف يكون ذالك؟

يقول النبى صلى الله عليه وسلم ” إذا وقف العباد للحساب ، جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دما ، فازدحموا على باب الجنة ، فقيل : من هؤلاء ؟ قال : الشهداء كانوا أحياء مرزوقين، ثم نادى مناد : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ، ثم نادى الثانية : ليقم

من أجره على الله فليدخل الجنة ، قال : و من ذا الذي أجره على الله ؟ قال : العافون عن الناس ، ثم نادى الثالثة : ليقم منأجره على الله فليدخل الجنة ، فقام كذا و كذا ألفا فدخلوها بغير حساب”،

ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي : ألا ليقم من كان له على الله أجر فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا فذلك قوله : فمن عفا وأصلح فأجره على الله . أو يقول أيضا ” إذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم فيقوم عنق كثير فيقال لهم : ما أجركم على الله؟ فيقولون : نحن الذين عفونا عمن ظلمنا . وذلك قول الله : فمن عفا وأصلح فأجره على الله فيقال لهم : ادخلوا الجنة بإذن الله،

ذكر في بعض الأخبار ان أول ما يحاسب الله من الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا اجتمع الأولون والآخرون في أرض القيامة وقفت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأول من يدعى منهم إلى الحساب رجل من قريش من بني مخزوم يقال له عبد الله بن العبد الأسد, وله أخ يقال له الأسود بن عبد الأسد وفيهما نزلت هاتان الآيتان (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) نزلت هذه الآية في عبد الله بن عبد الأسد… (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ) وهو الأسود بن عبد الأسد
،( الذي يتناول كتابه بيمينه (

فأما عبد الله وهو المؤمن فيدخل من وراء الحجب فيوقف بين يدي الله عز وجل, فترعد فرائضه, وتنفكّ أوصاله, وتذهل نفسه من شدة الخوف من الله تعالى, فبينما هو على أشد الأحوال من الخوف بين يدي الجبار جل جلاله إذ يأتيه ملك من عند الله تعالى وبيده صحيفة بيضاء مختومة بخاتم الخلد,فيقول له الملك: هذا كتابك فيتناول الكتاب بيمينه, وكل من كان من أهل الشقاوة إذا أوتي كتابه يروم أن يمد اليمين لأخذه فلا يقدر لأنه يجد يمينه كأنما علّقت فيها جبال ادنيا, فلا يطيق أن يرفعها من الثقل, وقيل إنها تغلّ يده وقيل إنها تلصق بجسده, وقيل إن الملك يقول له: يا عدوّ الله خذ كتابك بشمالك فإنك من أصحاب الشمال, جعلنا الله وإياكم من أصحاب اليمين،

وفى حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أول مناد من عند الله يقول : أين الذين أجرهم على الله؟ فيقوم من عفا في الدنيا فيقول الله . أنتم الذين عفوتم لي بوأتكم الجنة أو قال : ثوابكم الجنة ” ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم ” إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ ألا من كان له على الله حق فليقم . فيقوم من عفا وأصلح”،

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينادي مناد يوم القيامة : لا يقوم اليوم أحد إلا من له عند الله يد. فتقول الخلائق : سبحانك بل لك اليد فيقول : بلى من عفا في الدنيا بعد قدرة “. وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قال موسى بن عمران : يا رب من أعز عبادك عندك؟ قال : من إذا قدر غفر،

وورد عن أنس قال بينما رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسٌ، إذ رأيناه ضحك، حتى بدَت ثناياه، فقال عمرُ: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمِّي؟ قال: ” رجُلان جثيا بين يدي ربِّ العزَّة عزَّ وجلَّ، فقال أحدهما: خُذ لي بمظلمتي من أخي، قال الله: أعط أخاك مظلمتَه، قال: يا رب، لم يبقَ من حسناتي شيءٌ، قال الله تعالى للطَّالب: كيف تصنعُ بأخيك، ولم يبقَ من حسناته شيءٌ؟ قال: يا رب، فيَحملُ من أوزاري”،

Advertissement

ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبُكاء، ثُمَّ قال: ” إنَّ ذاك ليومٌ عظيمٌ، يحتاجُ فيه الناسُ إلى أن يُحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله عزَّ وجل للطَّالب: ارفع بصَرك، فانظُر في الجنان، فيرفعُ رأسَه، فقال: أرى مدائنَ من فضَّةٍ، وقُصورًا من ذهبٍ مُكلَّلةً باللُّؤلؤ، لأيِّ نبيٍّ هذا؟ لأيِّ صدِّيقٍ هذا؟ لأيِّ شهيدٍ هذا؟ قال جل وعزَّ: هذا لِمن أعطاني الثَّمن، قال: يا رب، ومَن يمتلِك ثمنَ هذا؟ قال: أنت تملكُه، قال: بم؟ قال: بعفوك عن أخيك، قال: يا رب، فقد عفوتُ عنه، فيقولُ: خُذ بيد أخيك، وأدخله الجنَّةَ “، قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” فاتَّقوا الله وأصلحُوا ذاتَ بينكم؛ فإنَّ الله يُصلحُ بين المُؤمنين يوم القيامة”،

‫0 تعليق