هل تعلم لماذا سيشق قبر النبي يوم القيامة أولا؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

يجتمع جميع النّاس يوم القيامة في أرض المحشر ينتظرون الحساب، ويستمرّ ذلك المشهد وقتاً طويلاً ويكون المشهد مفزعاً ومُخيفاً، ومن التّغيرات التي تحصل يوم القيامة أنّ الأرض تتبدّل والسماوات كذلك، ويكون التبدّل تبدّلاً عجيباً ومُرعباً، ويكون النّاس حُفاةً عُراةً كما أخبر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك، عن عائشة رضي الله عنها قالت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرلاً، قلتُ: يا رسولَ اللهِ؛ النساءُ والرجالُ جميعاً، يَنظرُ بعضُهُمْ إلى بعضٍ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: يا عائشةُ؛ الأمرُ أشدُّ مِنْ أنْ ينظرَ بعضُهمْ إلى بعضٍ)، ويبلغ التّعب والفزع من النّاس مبلغاً عظيماً وتدنو الشّمس منهم دنوّاً عظيماً، حتى يصيبهم العَرق بحسب أعمالهم،كما أن قبر النبي هو القبر الذي سيشق يوم القيامة أولا فما السبب،هذا ما سنتعرف عليه فتابعو معنا:

وصف النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة كما جاء في الحديث النبوي الشريف؛ حيث قال: (تُدْني الشمسُ يومَ القيامةِ مِنَ الخلقِ، حتى تكونَ منهمْ كمقدارِ ميلٍ، قال سليمُ بنُ عامرٍ: فواللهِ ما أدري ما يعني بالميلِ؛ أمسافةُ الأرضِ، أمْ الميلُ الذي تَكتحلُ بهِ العينُ، قال: فيكونُ الناسُ على قدرِ أعمالِهمْ في العرقِ، فمنهمْ مَنْ يكونُ إلى كعبيهِ، ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى ركبتيهِ، ومنهمْ مَنْ يكونُ إلى حقويهِ، ومنهمْ مَنْ يُلجمُهُ العرقُ إلجاماً، قال وأشارَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بيدِهِ إلى فيهِ)، ومن أحداث يوم القيامة أنّ السّماء تنّشقّ فتصبح رقيقةً وهشّةً، ويتغيّر لونها إلى الاحمرار، وتطوى كما تطوى السّجلات، قال الله تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)[ الأنبياء:104]، ويُجمع الشّمس والقمر في آنٍ واحدٍ على خلاف العادة، وفي ذلك أخبر القرآن الكريم: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)[القيامة:109]، ثمّ يذهب ضوء الشّمس ويُخسف القمر، ويلقيان في النّار؛ ليعلم عبّادهما أنّهما مسخّران لله تعالى، وتتناثر الكواكب والنّجوم ويُخفت نورهما كذلك،أمّا التغيّرات التي تحصل على الأرض فإنّها تتزلزل زلزلةً عظيمة، وتُدكُّ الجبال وتُنسف كأنّها لم تكن، وقد قال الله تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ*وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً*فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ)[الحاقة:13]، فالأرض تصبح كالبِساط، أمّا البحار فتشّتعل فيها النّيران وتتوقّد، فتُخرج الأرض أثقالها من الأموات والكنوز، أمّا الإنسان فيكون مذعوراً وخائفاً من كلّ هذه المظاهر، قال الله تعالى: (يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)[القيامة:10]، ويُشار إلى أنّ يوم القيامة طويل جداً، لذا فإنّ هذه كلّ الأحداث تحصل على مراحل

كرّم الله -تعالى- نبيّه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- في مواقف كثيرةٍ جدّاً، حتى خصّه من بين الأنبياء كذلك ورفعه فوقهم،وكما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح أنّه قال: (أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)، ويراد من الحديث الشريف أنّ الناس يكونون في قبورهم قبل البدء بالبعث، فإذا أذن الله -تعالى- للبشر بالخروج من القبور كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أوّل من تنشقّ عنه الأرض ويخرج من قبره،

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو خيثمة،أخبرنى حجيم بن المثنى، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة،عن عبد الله بن عبد الله بن الفضل الهاشمي،عن عبد الرحمان الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ينفخ في السور ويصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله،ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أو من بعث،فأذا موسى أخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور،أو بعث قبلي؟]، وهو في الصحيح بقريب من هذا السياق،والحديث في صحيح مسلم:”أنا أول من تنشق عنه الأرض،فأجد موسى باطشا بقائمة العرش،فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور”،وكم اتضح لنا من خلال الأحاديث النبوية أن أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة رسول الله صلى الله عليه وصلم هذه فضيلة خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم، فهو أول مَن يُبعَث من إخوانه الأنبياء، وهم صلوات الله وسلامه عليهم أول زمرة تَنشقُّ عنهم الأرض حين البعث،ولكي يكون كذالك أول شافع ومشفع،فيقوم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالشّفاعة الكبرى للخلائق عند الله -تعالى- ليعجّل حسابهم و الشفاعة هنا: هي التوسُّط بالقول في وصول شخص إلى منفعة دنيويَّة أو أخروية، أو خلاصه من مضرَّة ما، وتكون حسنة وسيئة؛ كما قال تعالى:[ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا]،[النساء:85]،

ومن مظاهر تكريم الله -تعالى- للنبيّ محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- وتفضيله على باقي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: جعله صاحب المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة. جعل رسالته إجابةً لدعوة إبراهيم، وبشارةً بشّر فيها عيسى عليه السلام. جعل رسالته عامّةً للناس كافّةً. كرّمه بتلقيبه بأجمل الألقاب، ومنها الواردة في قول الله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)[ الأحزاب:45]، فلم يخاطبه باسمه كما خاطب باقي الانبياء،

Advertissement

كرّم الله -تعالى- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين أمّته حين أوجب اتّباعه والتأسي به، وجعل تمام إيمان العبد مشروطٌ بحبّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر من المال والولد والنفس والوالدين، ومن ثمّ قرن بين محبته ومحبّة النبيّ عليه السلام، وجعل من لوازم نيل محبته اتّباع سنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، كما حذّر من مخالفة أوامره، وأوجب توقيره واحترامه، والصلاة عليه، وجعل طاعته سبباً من أسباب نيل الرحمة، وجعل في المقابل معصيته من أسباب الضلال،وكما أنّ للإيمان باليوم الآخر عدّة ثمرات على الإنسان، منها استعداد الإنسان ليوم القيامة؛ بالتّوبة إلى الله تعالى، وإحسان العمل. اطمئنان الإنسان بأنّ الظّالمين والكفّار سيحاسبون على ظلمهم وكفرهم يوم القيامة. استبشار الإنسان بتخفيف الله -تعالى- كُربات يوم القيامة على المؤمنين، بالرغم من شدّته وصعوبته. اجتهاد الإنسان في تحصيل أسباب الاستظلال بظلّ الله -تعالى- يوم القيامة









‫0 تعليق