هل تعلم مصير الملائكة يوم القيامة.. هل سيدخلون الجنة أم سينتهي دورهم؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

حديثنا اليوم عن عالم من عوالم الكون العظيمة، وعن جُندٍ من جنود الله العجيبة، صادق الإيمان لا يملك ـ والله ـ إلا أن يحبهم وينزلهم قدرهم ومكانهم، ناصَروا الدين وحموه، وقاموا بالحق وبذلوه، يصرف الله بهم حادثات البشر، ويسوق سبحانه بأفعالهم الحوادث والعبر، من سمع عنهم بصدق لهج لسانه بالتسبيح والتعظيم ليس لهم، بل للذي خلقهم، وبإبداع محكم سوّاهم، ولك أن تعجب إذا علمت أنهم في النار، نعم في النار لا تخف وهم في الجنة كذلك، وهم في السماء، وهم في الأرض، وهم عند النطفة في رحم المرأة، ومع الميت في قبره، وما بينهما في الحياة، هم معه لا يفارقونه، شهدت لهم أراضي الجهاد،ولكن عزيزي المشاهد قد تتسائل عن مصير الملائكة يوم القيامة؟ هل سيدخلون الجنة أم سينتهي دورهم؟

فقد قال الله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {القصص:88}، وهذا دليل على، أن الملائكة يموتون كما يموت غيرهم، قال المناوي في فيض القدير 3/423: وأما الملائكة، فيموتون بالنص والإجماع، ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت، ويموت ملك الموت بلا ملك الموت،

فالملائكة لا يقولون قولا مما يتعلق بتدبير الأكوان ، حتى يقول الله ، لكمال أدبهم ، وعلمهم بكمال حكمته وعلمه . ومهما أمرهم امتثلوا لأمره ، ومهما دبرهم عليه فعلوه ، فلا يعصونه طرفة عين ، ولا يكون لهم عمل بأهواء أنفسهم من دون أمر الله،
ومع هذا : فقد أحاط الله تعالى بهم علما ، فعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ، من أمورهم الماضية والمستقبلة ، فلا خروج لهم عن علمه ، كما لا خروج لهم عن أمره وتدبيره،

وحالهم لا يختلف ، سواء قبل خلق آدم عليه السلام ، أو بعد فناء الدنيا وانقضاء أيامها ، أو يوم البعث والنشور والحساب والجزاء ، أو بعد أن ينصرف الناس يوم القيامة فريقين : فريق في الجنة وفريق في السعير،

فملائكة الله في كل ذلك : لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون،
وليسوا من أهل التكليف ، ولا حساب عليهم يوم القيامة ، ولكن تتنوع أعمالهم ووظائفهم في الآخرة بحسب هذا الأصل : تمام الطاعة والانقياد لله رب العالمين،
فمنهم من يحمل العرش ، قال تعالى : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) الحاقة/17
ومنهم الحافون حول العرش المسبحون بحمد ربهم ، قال تعالى:
( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الزمر/ 75
ومنهم الموكلون بأهل الجنة ، قال تعالى : ( جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد/ 23، 24
وقال تعالى : ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) الزمر/ 73
ومنهم الموكلون بأهل النار ، قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) المدثر/ 31،

وسئل الصفار – من علماء الحنفية – : أتكون الملائكة في الجنة ؟ قال : ” نعم إنهم موحدون ، وبعضهم يطوفون حول العرش يسبحون بحمد ربهم ، وبعضهم يبلغون السلام من الله تعالى على المؤمنين كما قال تعالى : ( يَدخَلونَ عَلَيهِم مِن كُلِ بابٍ، سَلامُ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فَنِعمَ عُقبى الَدار ) ” . “الحبائك في أخبار الملائك” ، للسيوطي (ص 88)،

Advertissement

وسئل علماء اللجنة الدائمة:
نعتقد أن الله تعالى يدخل من آمن به من الثقلين الجنة ، ويدخل من كفر به منهما النار يوم القيامة ، فما منزل الملائكة ؟
فأجابوا : ” قد أخبر الله سبحانه عن الملائكة بأنهم ( عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) الآيات ، فهم محل كرامته وإحسانه وتحت تصرفه وأمره . فمنهم الموكل بأهل الجنة ، ومنهم الموكل بأهل النار ، ومنهم حملة العرش ، ومنهم الحافون بالعرش ، والله أعلم بتفاصيل أعمال بقيتهم ” انتهى،
،”فتاوى اللجنة الدائمة” (3 /468-469)

‫0 تعليق