،ما هو أفضل نعيم الجنة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

أعد الله سبحانه وتعالى نعماً عظيمةً في الآخرة للمُتّقين، وهي نعم ليست كنعم الدنيا، هذه النعم ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة لتكون حافزاً ومُشجّعاً للعباد للإقبال على الطاعات، والبُعد عن المعاصي والآثم التي تغضب وجه الله تعالى، وأبلغ وصفٍ لنعيم الجنة وما فيها وما أعد الله لعباده ما ذُكر في الحديث الشريف، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أعدَدْتُ لعبادي الصَّالحينَ: ما لا عينٌ رأت، ولا أذُنٌ سَمِعَت، ولا خطَرَ على قلبِ بَشرٍ، ذُخرًا بَلْهَ ما اطَّلعتم عليه. ثم قرأ: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))،ومهما حاول الإنسان وصف نعم الجنة،لن يحصي ولو جزئ منها،لكن تبقى العديد من الأسئلة تتبادر إلى ذهن الإنسان ومن بين هذه الأسئلة،ما هو أفضل نعيم الجنة؟

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
إذا دخل أهل الجنّة الجنّة يقول الله عز وجل : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجّنا من النّار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحبّ إليهم من النّظر الى ربهم ، ثمّ تلا هذه الآية :[للّذين أحسنوا الحسنى وزيادة]،
رواه مسلم والترمذي والنسائي
فالحسنى : الجنة
والزيادة : النظر إلى وجه الله الكريم

وقال تعالى: ( لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)،
قال الطبري إمام المفسرين : قال علي بن أبي طالب وأنس بن مالك في قوله
[ولدينا مزيد] : هو النظر إلى وجه الله عز وجل
أما اهل النار فإنهم لايرون ربهم
فكما ان أعظم نعمه لاهلالجنه هو رؤيه الله عزوجل فإن أعظم عذاب أهل النار هو حرمانهم من رؤية ربهم
،{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}

قال ابن القيم : الجنة ليست اسماً لمجرد الأشجار والفواكه والطعام والشراب والحور العين والأنهار والقصور ، وأكثر الناس يغلطون في مسمى الجنة ، فإن الجنة اسم لدار النعيم المطلق الكامل ، ومن أعظم نعيم الجنة : التمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم ، وسماع كلامه ، وقرة العين بالقرب منه وبرضوانه ، فلا نسبة للذة ما فيها من المأكول والمشروب والملبوس والصور إلى هذه اللذة أبدا،

قال الحسن رحمه الله : لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الآخرة لذابت أنفسهم في الدنيا ولتقطعت كبودهم كمدا،

ًفمن القرآن الكريم قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، وقوله جلّ وعلا:(عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ)،

ومن السنة النبوية قول الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (كنا جلوسًا عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ، قال: إنكم سترون ربَّكم كما تروْن هذا القمرَ، لا تُضامون في رؤيتِه، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل الشمسِ، وصلاةٍ قبل غروبِ الشمسِ، فافعلوا)،

وقال النبي -عليه الصّلاة والسّلام-: (إنَّكم ستروْنَ ربَّكم عَيَانًا)،إنّ نعيم الجنة باقٍ لا يفنى ولا ينفد، وقد ذكرت الآيات أوصاف هذا النعيم الدائم المُقيم، قال تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ)، بين العلماء في تفسير هذه الآية أنّ الله جلّ وعلا ذكر أنّ المُتّقين يدخلون جنّات عدن يوم القيامة، والعَدَن في لغة وكلامهم العرب تعني الإقامة؛ فمعنى جنّات عدن: أي جنّات إقامة في النعيم، فهم لا يرحلون منها ولا يتحوّلون. وبين سبحانه في آيات كثيرة أنّهم يُقيمون في الجنة على الدوام، قال: (لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا)،

Advertissement

أما الجنّة درجات يأتي بعضها فوق بعض، وأمّا أهلها فهم مُتفاضِلون فيها حسب منازلهم فيها، قال سبحانه وتعالى: (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ)، والتفاضل يكون بحسب الإيمان والتقوى. وأعلى منزلة في الجنّة تكون لشخص واحد وهو الرسول محمد -عليه الصّلاة والسّلام،

‫0 تعليق