لماذا يهرب سيدنا ابراهيم من ابيه يوم القيامة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

من منا لا يعرف قصّة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه عندما دعاهم إلى عبادة الله، وترك عبادة الأصنام لكنّهم رفضوا دعوته متمسّكين بدين آبائهم

فأرادوا أن ينتقموا منه واحرقه في النار، ولكنّ الله جعل النّار برداً وسلاماً على سيّدنا إبراهيم؛ حيث ظلّت النار مشتعلةً عدّة أيّام دون أن يحترق حين انطفأت النار خرج سيدنا إبراهيم سالماً لم يمسّه شيء. وكان ابيه آزَرَ من اشد المعارضين له

ولكن عندما يأتي يوم القيامة يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ يتبري سيدنا إبراهيم عليه السلام من أبيه يوم القيامة ويسخط الله والده ضبعاً امام عيناه

قد يسأل البعض: لماذا رفض سيدنا ابراهيم – عليه السلام – الشَّفَاعة لأبيه آزَر وهرب منه بعدما عَلِمَ أنه مَاتَ مُشْرِكًا؟ ولماذا سيسخط الله والده ضبعاً امام عيناه ؟

تبدأ قصة سيدنا ابراهيم – عليه السلام

عندما دعاهم إلى عبادة الله، وترك عبادة الأصنام لكنّهم رفضوا دعوته متمسّكين بدين آبائهم ظنّاً منهم أنّها تقضي حوائجهم،  فكان أول ما بدأ به دعوة أبيه إلى الإسلام وإلى التوحيد فقال له، بسم الله الرحمن الرحيم  إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) صدق الله العظيم

وعندها انتفض ابيه واقفا وهو يرتعش من الغضب. قال لإبراهيم وهو ثائر إذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف أرجمك، سأقتلك ضربا بالحجارة. هذا جزاء من يقف ضد الآلهة.. اخرج من بيتي.. لا أريد أن أراك . وانتهى الأمر وأسفر الصراع عن طرد إبراهيم من بيته. كما أسفر عن تهديده بالقتل رميا بالحجارة. رغم ذلك تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم. خاطب أباه بأدب الأنبياء. قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد والتهديد بالقتل: قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)

وشرع إبراهيم بدعوة قومه إلى الله تعالى، ويأمرهم بنبذ الأصنام، ولكن.. القوم لم يستجيبوا لإبراهيم دعوته وأصرّوا على الشرك

وقد روى البخاريُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ).

يرى إبراهيم عليه السلام أباه آزر يوم القيامة وعلى وجهه سواد من كثرة الكآبة والحزن يغطيه الغبار الأسود ..

فيقول له إبراهيم ،، ألم أقل لك ألا تعصيني؟؟

يرد عليه أباه ليقول له ،، الآن لا أعصيك يا إبراهيم ..

فيدعو إبراهيم ربه ،،

يارب! لقد وعدتني ألا تخزيني ولا تفضحني يوم القيامة يوم البعث.. فأي هلاك هذا الذى أوقع فيه أبي؟؟ إنه سيُبعد ويُلحق بأهل النار ، بعيد عن رحمة الله ، بعيد من كثرة الهلاك

(لأن الفاسق بعيد، والكافر أبعد ، ورحمة الله قريب من المحسنين ، وإلى الأولياء والأنبياء أقرب) ..

فيقول الله تعالى :: إنى حرمت الجنة على الكافرين..

وسأل الله إبراهيم :: ما هذا الذى تحت قدميك؟؟

ينظر إبراهيم تحت قدميه فيجد أباه آزر وهو أشبه بالضبع الكثيف الشعر ، متلطخ بدمه أو بالطين ..

فيُؤخذ من قوائمة (أي أرجل الدابة) رجليه وقدميه ، فيطرح فى النار..

لقد غير الله شكله كى لا يخزي خليله إبراهيم عليه السلام ويفضحه على رؤوس الخلائق..

وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ،

وبهذا يتبين أَنَّ إبراهيم الخليل  لم يتبرأ من أبيه في حياته، بل لم يزل مستغفراً لـه حتى مات، ولم يزل مستغفراً لـه حتى بعد الممات، وأنه لن ينكشف لـه أنه عدو لله إلا في الآخرة حينما يلقاه فيطلب لـه الشفاعة فيُعْلِمُه الله تعالى بأنَّ الجنة حرام على الكافرين، ويمسخ أباه ذيخاً؛ فيعلم حينئذ أنه عدو لله ويتبرأ منه.

Advertissement

ويهرب سيدنا ابراهيم من ابيه قال الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم  * يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ (35) وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ (36) * ويقصد هنا بابيه هروب سيدنا ابراهيم من والده

وهذه نهاية آزر، هذه النهاية التي لم تأت بعد، ولكنها ستأتي حتمًا، لأن الخبر من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

‫0 تعليق