هل تعلم لماذا خلق الله عيسى عليه السلام من غير أب ليس كباقي الأنبياء؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

إنّ عيسى عليه السلام هو خاتمة الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل، وقد أنزل عليه الإنجيل، وأيده رب العالمين بمجموعة من الخوارق والمعجرزات الخارجة عن العادة، مما دلّ على نبوته حتى قبل أن يصبح نبياً، لذا وفي هذا المقال سنتحدث عن معجزات سيدنا عيسى عليه السلام

:

كما هو متعارف عند الناس أن مريم العذراء هي أم عيسى عليهما السلام،و كانت مريم ابنة عمران امرأة صالحة تقية ، واجتهدت في العبادة حتى لم يكن لها نظير في النسك والعبادة ، فبشرتها الملائكة باصطفاء الله لها وجاء قوله تعالى في صورة آل عمران. ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين – يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين).

ثم بشرت الملائكة مريم بأن الله سيهب لها ولداً يخلقه بكلمة كن فيكون وهذا الولد اسمه المسيح عيسى ابن مريم ، وسيكون وجيهاً في الدنيا والآخرة ورسولاً إلى بني إسرائيل ، ويعلم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ، وله من الصفات والمعجزات ما ليس لغيره ، كما قال تعالى : ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين  – ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين – قالت رب أنى يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون )

بعد أن بشّر جبريل -عليه السلام- مريم بأنّها ستكون العذراء التي ستلد نبيّ الله عيسى عليه السلام غادرها، وأدركت مريم أنّها حملت على كاهلها مسؤوليّةٍ عظيمةٍ، وقد يسّر الله -تعالى- على مريم حملها، فكان حملاً يسيراً سهلاً، حتى أذن الله أن تضع مولودها على حين غرّةٍ منها، قال الله تعالى: (فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)، فقالت ذلك من المفاجأة والضيق الذي وقعت به، حيث لم يكن يأساً من رحمة الله -تعالى- وصِلته لها قطعاً، ولكنّه تعب اعتراها كما يعتري أيّ بشر في لحظة شديدة، ولم تتأخّر رحمة الله -تعالى- ورأفته بحالها فأنطق طفلها عيسى -عليه السلام- لتطمئن، قال الله تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا*وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا*فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)

ادّعى النّصارى أنّ عيسى -عليه السلام- إلهاً مع الله تعالى، وزعموا ذلك لِما رأوا من معجزةٍ باهرةٍ وُلد فيها دون أب،التكلم في المهد وذلك عندما خرجت السيدة مريم عليها السلام إلى قومها وهي تحمل وليدها عيسى، قد صوّر القرآن الكريم هذا المشهد تصويراً بليغاً من خلال قوله تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا*يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا*فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا*قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)، إنزال مائدة من السماء عندما طلب من الحواريين الصوم لمدة ثلاثين يوماً، وبعد أن صاموا طلبوا من النبي إنزال مائدة من المساء عليهم حتى يأكلوا منها وتكون عيداً لهم، ويقال إنّ هذه المائدة كانت تنزل مرة واحدة في اليوم فيأكل الناس منها، كما قيل إنّه كان يأكل منها كل يوم ما يقارب من سبعة آلاف شخص. رفع النبي عيسى إلى السماء عندما عزم بنوا اسرائيل على قتله رفعه الله تعالى إليه، وقد ورد ذلك صراحةً في القرآن الكريم من خلال قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).

Advertissement

أن من حكم خلقه تعالى عيسى من امرأة بغير زوج ليجعل ذلك آية للناس أي علامة دالة على كمال قدرته وأنه يخلق ما يشاء كيف يشاء ، إن شاء خلقه من أنثى بدون ذكر كما فعل بعيسى وإن شاء خلقه من ذكر بدون أنثى كما فعل بحواء كما نص على ذلك بقوله : ( وخلق منها زوجها ) النساء/1 ، أي خلق من تلك النفس التي هي آدم زوجها حواء ، وإن شاء خلقه بدون الذكر والأنثى معا كما فعل بآدم ، وإن شاء خلقه من ذكر وأنثى كما فعل بسائر بني آدم.وورد في القرآن الكريم أنّ عيسى بن مريم رسول الله ونبيّه وكلمته التي ألقاها إلى مريم عليها السلام، ورغم أنّ مولد عيسى -عليه السلام- خرق العادة التي اعتادها الناس في الإنجاب، إلا أنّها لا تخرج عن قدرة الله تعالى، وبذلك أكّد القرآن الكريم بشريّة عيسى -عليه السلام- إذْ إنّ الخلق عند الله لا يستلزم قاعدةً واحدةً للإيجاد، بل إنّ الله يُوجد من العدم إلى الخلق بالكيفيّة التي يشاء.












‫0 تعليق