من هو النبي الذي قبضت روحه بين السماء والأرض

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

 فأحيانًا ما نسمع أن هناك نبيًا من الأنبياء قد ارتقى إلى السماء وقُبضت روحه فيها، ولعل ما يفسر ذلك قول الله تعالى في سورة مريم (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) اذن هو نبي الله “إدريس” وقد ذهب بعض المفسرون إلى أن الرفع هو رفع معنوي من جهة عُلو القدر لشرف النبوة وارتفاع ذِكره في العالمين وسُمو منزلته، وإن كان ذهب البعض الآخر إلى أنه ارتفاعٌ حقيقي.

إن نبي الله إدريس من الأنبياء المتقدمين فهو ثالثهم بعد آدم وشيث ابن آدمعليهم السلام وقد حصّل من شيث الحكمة والعلم، ثم بعد ذلك أتاه الله الرسالة.

أما عن أنه قد قُبضت روحه في السماء فالأمر قد ورد في الإسرائيليات، حيث طلب إدريس من أحد الملائكة حمله إلى السماء حتى وصل إلى السماء الرابعة وفيها كان ملك الموت وقبض روحه لأنه كان مأمورًا بقبض روحه فيها، ولقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي –صلى الله عليه وسلم قال «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» وهذا يعني أنه يمكن الاستماع إلى أقوالهم من باب الاعتبار، أما إذا كان كذبًا فيُبتعد عنه.

بعد أن أخذ إدريس –عليه السلام العلم والحكمة أصبح يعلم الناس هذا العلم، واللافت للنظر أن الناس في عهده كانوا مسلمين بالفطرة فلم ينتشر بعدُ الكفر، وقد اشتهر إدريس بتعليمه الناس الآداب السمحة الطاهرة، والموعظة التي تؤهلهم لعبادة الله وحده لا شريك له، وأن يكون ذلك بإخلاصٍ ابتغاء ثواب الله تعالى.

حكم رفع الله إدريس إليه

Advertissement

قال المفسرون: إن الرفع في الآية إما رفْع مكان وإما رفع مكانة، وقد رفع الله إدريس ـ عليه السلام ـ إلى السماء الرابعة كما قال كثير منهم، وقيل: إن الرفع هنا هو رفع منزلة وقدر وشرف. وكل الأنبياء مرفوعة منزلتهم. وسبب الرفع لم يرد به خبر صحيح، وهي أقوال منسوبة لابن عباس وكعب الأحبار، ووهب بن منبه وغيرهم، منها أنه لمَّا أصابه وهج الشمس تعجب كيف يتحمله الملك الذي يحمل الشمس وسأل ربه أن يخفِّف عنه، فلما علم الملك بذلك أراد أن يكافئ إدريس، فجمع الله بينه وبينه، وطلب إدريس منه أن يشفع له عند ملك الموت ليؤخر أجله. وقيل: طلب منه أن يريه الجنة فرفعه إلى الجنة ودفنت جثته في السماء الرابعة، وقيل غير ذلك. وفي حديث الإسراء جاء في رواية مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجد إدريس في السماء الرابعة

‫0 تعليق