النبي الذي صلى بين السماء والارض

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

تتفاوت علوم الأنبياء ودرجات معرفتهم، فقد يكون عند أحدهم من العلم ما ليس عند الآخر، كما في قصة موسى والخضر وداود وسليمان عليهم الصلاة والسلام، ولكن هذا التفاوت لا يعني انتقاصا من أحدهم وتعصبا لآخر حمية وعنصرية، بل الكل من الأنبياء والرسل مكرمون مع وجود التفاضل بينهم، كما قال الله تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة:٢٥٣]، وقال جل وعلا : (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) [الإسراء:٥٥]:واليوم سنتعرف على نبي صلى بين السماء والأرض،فقدتتسائل عزيزي المشاهد عن هوية هذا النبي عليه السلام؟ ولماذا صل بين السماء والأرض؟

الصلاة التى بين السماء والأرض فهى صلاة سيدنا سليمان عليه السلام.
يعني
وسَخّرَ اللهُ تعالى لنبِيِّهِ سليمانَ عليهِ السلامُ الرِّيحَ فكانتْ تنقلُهُ إلى أيِّ أطرافِ الدنيا شاءَ، يقولُ اللهُ تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾ سورةُ ص/36 ، وذلك تبليغُ المَلَكِ له عن الله .
وأوْحَى اللهُ تعالى إليه وهو يسير بين السماء والأرض: “إني قدْ زدتُ في مُلكِكَ أن لا يتكلمَ أحدٌ بشىءٍ إلا ألقَتْهُ الريحُ في سَمعِكَ” .
فيحكى أنه مر بفلاح يحرث أرضه، مرّ سليمان وهو على بساط الريح يسير بين السماء والأرض فنظر اليه الفلاح وقال: “لقد أوتي ءال داود ملكًا عظيمًا” فألقت الريح كلام الفلاح في أذن سيدنا سليمان عليه السلامُ ، فنَزل سليمانُ عليه السلام ومشى إلى الفلاح وقال: “إني جئت إليك لئلا تتمنّى ما لا تقدر عليه” ثم قال: “لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير من الدنيا وما فيها” .

إنَّ قصة سليمان عليه السلام قصة تحمل ما تحمل من حكمة وموعظة حسنة، فقد سخّر الله تعالى الجنَّ لسليمان عليه السلام يأتمرون بأمرِهِ، والجنُّ مخلوقاتٌ غيبية عن الإنسان ولكنَّ هذا التسخير كانَ تكريمًا من الله تعالى لسليمان عليه السلام، قال تعالى: ” وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ” ، وقال أيضًا: “وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ”،

وقال ابن كثير:” ورثه في النبّوة والملك دون المال، لأنّ مال الأنبياء لا يورّث وما تركوه صدقة، وقد خصّه الله تعالى بأشياء قصّها علينا القرآن الكريم، منها أنّ الله تعالى علمه منطق الطير… وملكه على الإنس والجنّ والطير… قال الله تعالى:” وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ “، النمل/17″،

Advertissement

لقد كانَ سليمانُ مَلِكًا عظيمًا، أوتي مُلْكًا لم يكنْ لأحد من قبلِهِ ولا من بعدِهِ، فكانتْ قصَّتُهُ مليئة بالعبر والمواعظ التي يحملُها القرآن الكريم والتي يبيّنَها كتاب الله تعالى من خلال سردِهِ لقصص الأوّلين ومصائرهم، ولهذا كانتْ قصة سليمان عليه السلام خير دليل على عظمة كتاب الله في كيفية سرد القصص الواعظة، وقد حملتْ هذه القصة مضامينَ عدّة، فكانتْ خيرَ دليل على قدرة الله تعالى على إيتاء الملكِ منْ يشاءُ، وكانتْ خير دليل على أنَّ الله تعالى هو مالك كلِّ الملك، المُعزِّ المُذلِّ، قال تعالى في كتابِهِ العزيز: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖبِيَدِكَالْخَيْرُۖإِنَّكَعَلَىٰكُلِّشَيْءٍقَدِيرٌ”، لقد قصّ الله سبحانه وتعالى خبر وفاة سليمان عليه السّلام في القرآن الكريم، وكيف أنّ موته قد خفي على الجنّ، وذلك حتّى يعلم النّاس أنّ الجنّ غير مطلعين على أمور الغيب، ولم تذكر المدّة التي بقي فيها الجنّ يعملون دون أن يعلموا أنّ الله سبحانه وتعالى قد قبض روح سليمان عليه السّلام،

‫0 تعليق