هل يحاسب الله المجنون يوم القيامة؟ وكيف ذالك؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

يوم القيامة هو اليوم الذي يكون فيه بعث الله -تعالى- لجميع الخلائق للحساب بعد موتهم، وقد سُمّي بهذا الاسم لأنّ النّاس يقومون فيه لربِّ العالمين، وسُمّي أيضاً باليوم الآخر لأنّه يكون بعد نهاية الحياة الدنيا، وله عدّة أسماء أخرى وجميعها تَصِف أهواله وأحواله وتذكّر بضرورة الاستعداد له، فقد جاء في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة أنّ يوم القيامة سيكون يوماً عظيماً، وفيه الكثير من الأحوال غير المألوفة والمظاهر المُخيفة، والإيمان باليوم الآخر هو من أركان الإيمان؛ فالإيمان باليوم الآخر واجب ومن ينكره يكون كافراً، فقد قال الله تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)، والإيمان باليوم الآخر يتمثّل بالتصديق به، وما يحدث فيه من أحداث عظيمة، ويلقى كل عبد الله تعالى، ثم يجري العرض والحساب لجميع الخلائق، قال الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ*فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، وممّا يؤيد ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ما منكم من أحدٍ إلا سيُكلِّمُه اللهُ، ليس بينه وبينه تَرجُمانٌ، فينظرُ أيمَنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظرُ أشأَم منه فلا يرى إلا ما قدَّمَ، وينظرُ بين يدَيه فلا يرى إلا النارَ تِلقاءَ وجهِه، فاتَّقوا النارَ ولوبشِقِّ تمرةٍ)، وبعد ذلك يُوضع الكتاب، وتشهد أعضاء العبد عليه، وتُنشر صحائف الأعمال، فإمّا أن يأخذ العبد صحيفته باليمين وإمّا باليسار، ثمّ تُوزن الأعمال والصحائف، ويحكم الله على كلّ العباد،فهل سيحاكم الله المجنون يوم القيامة؟ وإذا كان سيحاسبه كيف سيكون ذالك؟

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ”سورة آل عمران102:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا “سورة النساء1

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا “سورة الأحزاب 70-71

إن المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم

الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب على قوم أخذوها من غير محاسبة، فكيف يكون الحساب في ذلك اليوم؟ ما هي القواعد

التي يحاسب عليها العباد، كيف تعطى الحسنات والسيئات، ما هي الموازيين؟ كيف يكون التعامل يوم الدين؟

إن هذه الأمور إذا اتضحت للعبد أصول المحاسبة، كيف سيحاسب عمل واجتهد

بناء على ذلك، إن رحمة الله سبقت غضبه، ولذلك فإن كرمه عظيم سبحانه، فقال لنا نبينا صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: (إن الله كتب الحسنات

والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف  

إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) أما بالنسبة المجنون فإنه

Advertissement

لا يحاسب، وإذا كان عاقلا ثم أصبح مجنونا بعد البلوغ فإنه يكون من لحظة الجنون كأنه قد مات فيحاسب فقط على ما مضى، وأما يوم القيامة فإن الله تعالى يمتحن من ولد مجنونا حتى مات أو صار مجنونا قبل البلوغ حتى مات، يمتحنهم يوم القيامة فمن نجا في الامتحان دخل الجنة ومن هلك دخل النار وفي ذلك ورد الحديث التالي : ـ “أربعة يوم القيامة يدلون بحجة: رجل أصم لا يسمع، و رجل أحمق، و رجل هرم، ومن مات في الفترة، فأما الأصم فيقول :يا رب جاء الإسلام و ما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول : جاء الإسلام و الصبيان يقذفوني بالبحر، و أما الهرم فيقول: لقد جاء الإسلام و ما أعقل، و أما الذي مات على الفترة فيقول: يا رب ما أتاني رسولك، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار، قال : فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا و سلاما،

‫0 تعليق