لماذا خلق الله الارض في 6 أيام وليس ب كن فتكون

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

السلام عليكم متابعنا الأعزاء ..

خلق الله سبحانه السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، كما أخبر وهو الصادق جل وعلا أنه خلقها في ستة أيام * قال تعال: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وهو قادر على أن يخلقها في لمحة بصر، كما قال : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شيئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82].  وقال تعال: ( …قال كذلك الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) آل عمران / 47 . فلماذا خلق الله جل جلاله السموات والأرض في ستة أيام ؟ ولم يخلقها في لمح البصر؟ وما الحكمة من ذلك؟

قال تعال: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

وقال : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وجاء في سورة فصلت شرح خلق السموات والارض ليس فيه لفظ “ستة أيام”، وإنما ورد لفظ “ستة أيام” في سبعة مواضع من القرآن الكريم ( في سورة الأعراف، ويونس، وهود، والفرقان، وق، والسجدة، والحديد).

وما أُجْمِل من خلق السموات والأرض في هذه السور هو الذي فصل وبين في سورة فصلت، قال تعالى: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِين* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت:9-12].

فهذه الأيام الاثنان اللذان خلق الله فيهما الأرض، والاثنان اللذان خلق فيهما الرواسي وقدر فيهما الأقوات وأحل فيهما البركة فتمت بهما الأيام الأربعة….. إنها بلا شك أيام من أيام الله التي يعلم هو مداها، وليست من أيام هذه الأرض… والأيام التي خلقت فيها الأرض أولاً، ثم تكونت فيها الجبال، وقدرت فيها الأقوات، هي أيام أخرى مقيسة بمقياس آخر لا نعلمه، ولكننا نعرف أنه أطول بكثير من أيام الأرض المعروفة وأقرب ما نستطيع تصوره وفق ما وصل إليه علمنا البشري أنها الأزمان التي مرت بها الأرض طوراً بعد طور، حتى استقرت وصلبت قشرتها، وأصبحت صالحة للحياة التي نعلمها، وهذه قد استغرقت فيما تقول النظريات التي بين أيدينا -نحو ألفي مليون سنة من سنوات أرضنا.

فى البداية ان قدرة الله تعالى لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود، فقال الله تعالى: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {النحل:40}،

قال ابن كثير في “تفسيره : الستة الأيام هي: الأحد، والاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، والجمعة، وفيه اجتمع الخلقُ كلُّه، وفيه خُلِقَ آدم – عليه السلام – واختلفوا في هذه الأيام: هل كلُّ يومٍ منها كهذه الأيام، كما هو المتبادر إلى الأذهان؟ أو كلُّ يومٍ كألف سنة،

أمَّا الحكمةُ من خلق السموات والأرض في كل هذه المدة – وكان الله قادرًا أن يخلقها في لحظة – فمنها: أن الله – عز وجل – أرادَ أن يؤدِّب عبادَه؛ فخَلَقَ السمواتِ والأرضَ في ستة أيام؛ ليعظ عباده، وليعلمهم التأني، والتثبُّتَ في أمورهم؛ فإن الإنسان مجبولٌ على العجلة، فأراد الله – عز وجل – أن يضع له مثالًا يظهر فيه التأني والتثبُّت؛ حتى يكون ذلك أدعى للمخلوق بأن يتأنى ويتثبت؛ ولذلك كان من عجيب الإشارات في كتاب الله – عز وجل – أنه لما ذكر خلق السموات والأرض في سورة الأنبياء؛ كما قال – تعالى -: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]، ثم ساق – جل وعلا – تفصيلَ شيءٍ من ذلك – قال – جل وعلا – بعدها: ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴾ [الأنبياء: 37].

فبيَّن – جل وعلا – للإنسان لشدة عَجَلتِهِ كأنه خُلِقَ من مادةِ العَجَلة نفسِها؛ كما قال في موضع آخر: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11]، فهذا فيه إشارةٌ وتعليمٌ للعباد في الرفق، والتثبُّت، والتأني في الأمور.

وقد أشار الله – سبحانه – إلى هذا المعنى في آيات؛ قال – عز وجل -: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]، فأخبَرَ أنه خلقها هكذا؛ ليبلونا، وليختبرنا، أيُّنا أحسنُ عملًا، وأتقنُ عملًا، وأكملُ عملًا؛ فالعَجِلُ الذي لا يتدبر الأمور قد يُخِل بالعمل، فالله خلقها في ستة أيام؛ ليبتلي العباد بإتقانِ أعمالهم، وإحسانِ أعمالهم، وعدم العَجَلة فيها؛ حتى لا تختلَّ شؤونهم ومصالحهم؛ ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [هود: 7]، قال – سبحانه -: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7]، وجَعَل ما على الأرض من جبالٍ وأشجارٍ، ونباتٍ، وحيواناتٍ، ومعادنَ، وغيرِ ذلك؛ ليبلوَ العباد؛ ليختبرهم أيُّهم أحسنُ عملًا في استخراج ما في هذه الأرض، والاستفادةِ من ذلك، والانتفاعِ بذلك، وقال – سبحانه -: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].

Advertissement

ففي هذه الآيات وما جاء في معناها؛ الدلالةُ على أنه – سبحانه – خلق هذه الأشياء بهذا التنظيم، وبهذه المدة المعيَّنة؛ ليبلوَ عباده، ويختبرَهم أيُّهم أحسنُ عملًا، ما قال: أكثرُ عملًا، قال: أحسنُ؛ فالاعتبارُ بالإتقانِ، والإكمالِ، والإحسانِ، لا بالكثرةِ”؛

‫0 تعليق