لماذا اعطا الله النبي محمد نهر في الجنة؟ دون سائر الانبياء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

السلام عليكم مشاهدينا الاعزاء هو محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي، كنيته أبو القاسم، ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام،

فهو وُلد في مكة، يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، حيث توفّي والده بعد ولادته بعدّة أشهرٍ؛ فعاش يتيماً في كفالة جده، ثمّ توفّي جده وهو طفلٌ صغيرٌ، فانتقل إلى كفالة عمّه أبي طالب، وبُعث محمد عندما بلغ الأربعين من عمره، وكان أول ما نزل عليه من القرآن الكريم قول الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ فالرسول صلى الله عليه وسلم كرمه الله عن سائر باقى الانبياء واعطاه نهر فى الجنة فهيا لنعرف ماذا يحدث

كيف كرم الله الرسول صلى الله عليه وسلم عن باقى سائر الانبياء

فى حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((فضلت على الأنبياء بستٍ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب – وفي رواية البخاري: ونصرت بالرعب مسيرة شهر – وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الناس كافة، وختم بي النبيون)).

وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بني بنياناً فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاّ وضعت هذه اللبنة). أي: لو وضعت هذه اللبنة لتم لهذا البنيان كماله وجماله وجلاله)، يقول – صلى الله عليه وسلم -: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين)).

وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول شافع وأول مشَّفع)).

والله اعطى للرسول صلى الله عليه وسلم نهر الكوثر؛ فقد وعد الله -تعالى- نبيه محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- بنهرٍ عظيمٍ في الجنة، واسمه نهر الكوثر، يسقي منه أمته وأتباعه دون الأمم، حيث رُوي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (بينما أنا أسيرُ في الجنةِ، إذا أنا بنهرٍ، حافَّتاهُ قِبابُ الدُّرِّ المجوَّفِ، قلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: هذا الكوثرُ، الذي أعطاك ربُّكَ).

ماهو نهر الكوثر

لقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفًا دقيقًا للنهر، إلى الدرجة التي نشعر فيها أننا نكاد نراه؛ بل نكاد نشعر بطعمه ورائحته!

إنه نهر يجري على سطح أرض الجنة، دون أن يكون له مجرى عميق! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ”. وقال: “لَيْسَ مَشقُوقًا”. وفي رواية: “فَإِذَا هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي، وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا”.

وهذا العمق الطفيف قد يكون هدفه هو إظهار أرض النهر؛ حيث إن طين أرضه المسك، وعليه اللؤلؤ والياقوت، فهذا العمق البسيط يُعطي الفرصة للاستمتاع برؤية جواهره الكريمة المنثورة في قاعه!

وحافَّتا هذا النهر من الذهب، وعلى هاتين الحافتين تنتشر الأبنية الجميلة، وهي على شكل قباب عجيبة، كل قبة منها عبارة عن لؤلؤة ضخمة مُجَوَّفة، وعلى الحافتين كذلك آنية كثيرة كثيرة، عددها كعدد نجوم السماء!

أما الطعم واللون والرائحة فليس كمياه الدنيا! الطعم أحلى من العسل، واللون أبيض من الثلج، والرائحة رائحة المسك الأذفر!

هذا هو نهر الكوثر!

ولقد مرَّ بنا عند الحديث على زيارة الرسول للسماء الدنيا؛ أعني السماء الأولى، أنه رأى هناك نهر الكوثر كذلك! ولنسترجع ما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك حتى يمكن أن نربط بين الموقفين.

قال أنس بن مالك رضي الله عنه واصفًا هذا المشهد، وكان بعد رؤية النيل والفرات كما أسلفنا هناك: “ثُمَّ مَضَى بِهِ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ بِنَهَرٍ آخَرَ عَلَيْهِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَزَبَرْجَدٍ، فَضَرَبَ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ مِسْكٌ أَذْفَرُ، قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟، قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي خَبَأَ لَكَ رَبُّكَ”

Advertissement

بعض العلماء يظنُّ أن هناك خلطًا في الفهم عند أنس رضي الله عنه، أو أحد رواة الحديث، وأنه أثبت رؤية الكوثر في السماء الدنيا؛ بينما هو في الجنة؛ ولكن الواقع أن الرواية دقيقة، وليس فيها شبهة خلط.

إن هذا الوصف الذي جاء في هذه الرواية -وهي رواية الرؤيا، ورؤيا الأنبياء حقٌّ- يصف مشهدًا مخالفًا للمشاهد التي وصفتها الروايات الأخرى الواصفة لنهر الكوثر في الجنة؛ فبينما في روايات الجنة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حول النهر بقباب اللؤلؤ نجده هنا لا يذكر شيئًا عنها البتَّة؛ بل نجزم أنها غير موجودة؛ لأنه وصف أمرًا آخر، وهو القصر، ولو كانت موجودة لذكرها لأنها أكثر انتشارًا من قصر واحد، وعلى الناحية الأخرى فإنه لم يذكر هذا القصر في روايات الجنة؛ ومع ذلك ينبغي أن نلتفت إلى أنه وصف رائحة مائه بالوصف نفسه في الموقفين: “مِسْكٌ أَذْفَرُ”. فهذا يعني أنه يصف النهر نفسه؛ ولكنه يصفه في محطتين مختلفتين من محطات سريانه، ومعنى هذا أن الكوثر يتفجَّر من الجنة، ويجري فيها، ثم ينزل إلى السماء الدنيا، فيجري فيها مشوارًا آخر، وهو يُشْبِه في ذلك ما وصفناه قبل ذلك لخطِّ سير النيل والفرات؛ حيث إنهما يتفجَّران من الجنة، ويجريان فيها، ثم يخرجان إلى السماء السابعة، وبعدها ينزلان إلى السماء الدنيا، ومنها إلى الأرض، غير أنه لم يُذْكَر أن الكوثر يجري في السماء السابعة.

‫0 تعليق