القدرة على التواصل في لُب ذاتها قدرة على التأقلم مع المواقف المختلفة وإيجاد شكل تواصلي فعّال، لذا يجب أن تتقن كيفية التواصل الرسمي المهني وكذا التواصل الحميمي البسيط في المواقف غير الرسمية. في الحياة المهنية ومقرات العمل، طبيعي أن تكون صورتك هي صورة الشخص المثقف المتعلم المُلم بمجال عمله، بينما وأنت مع أصدقائك فأنت بحاجة لإظهار شخصيتك البسيطة المتفاعلة مع جوانب إنسانية ويومية مختلفة عن النقاشات المهنية. وبناءً على اختلاف تلك السياقات، يجب بالضرورة أن تتنوع مفرداتك والطريقة التي تكوُّن بها الجمل بما يتناسب مع كل موقف
مثال: يمكنك أن تتحدث بلغة الشارع العامية مع أصدقائك، لكن لا يمكن استخدام نفس المفردات وأنت تتحدث إلى مديرك في العمل. بنفس الأمر، فإن التراكيب اللغوية الصعبة والمفردات المهنية في مجال فائق التعقيد ستكون مناسبة في اجتماعات العمل، وتُظهر خبرتك وذكائك، ولكن من انعدام الذكاء أن تتحدث بنفس تلك المفردات مع سائق التاكسي أو البائع في المحل
من طرق التأقلم مع من تتحدث إليه أن تعكس نفس سلوكياته التواصلية؛ أي تستخدم نفس مفرداتك وإيماءاته وطريقته في الحديث. يختصر ذلك المسافات أثناء النقاش ويجعل أفكارك مقنعة أكثر. المح طريقته في الإيماء ووضعية جسده واختياره للألفاظ، وحاول محاكاتها أثناء التعبير عن أفكارك
لا تفرط في الأمر، فالهدف ألا يكتشف الطرف الآخر ما تفعله ولكنه يصدق للحظة أنكما تتشاركا نفس الطريقة في التواصل؛ الإفراط سيحول الأمر وكأنك تتعمد استفزازه والسخرية من طريقته، وسينقلب السحر على الساحر
لا تحاكِ الإيماءات التي قد تبدو وكأنها تعمد للسخرية. مثال: إن كنت تتحدث مع فتاة تُمسك شنطة يد نسائية، فمن غير الذكي أن ترفع ذراعك بنفس الطريقة، وإلا سيبدو أنك تسخر من شيء يميز شخصيتها أثناء التواصل