كيف دخل ابليس الجنة وهو مطرود منها ووسوس الى ادم وحواء واخرجهم

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

بدأ إبليس لعنه الله بتنفيذ ما عقد العزم عليه، وهو الانتقام من سيدنا آدم عليه السلام وإخراجه من الجنة، وذلك من خلال بث الشكوك لدى سيدنا آدم عليه السلام، وإقناعه بأنّه يعرف سبيل الخلود، شعر سيدنا آدم بجدية الأمر، وسأل إبليس عن الوسيلة التي تساعده وزوجه حواء على الخلود في الجنة، عندها أشار إليهما بأن يأكلا من الشجرة التي منعهما الله من الاقتراب منها، ودأب إبليس يقنعهما بذلك، بعد أن حلف إبليس اطمأن له سيدنا آدم، واطمأنت له حواء، فلم يعتقدا بأن أحداً يستطيع أن يحلف بالله العظيم كذباً، فصدقا زعمه، ونسيا قول الله عز وجل لهما، وتحذيريهما من كيد وعداوة إبليس، ثم أخذ كل منهما يأكل من الشجرة، فظهرت سوءاتهما، وهرب كل منهما من الآخر، فقام الله عز وجل بإخراجهما من الجنة، وإنزالهما إلى الأرض، لبدء حياة جديدة فيها، ولكن قد تتسائل عزيزي المشاهد كيف دخل إبليس إلى الجنة ووسوس إلى آدم وحواء وهو مطرود منها وأخرجهم منها؟

عندما نفخ الله من روحه، وخُلق آدم عليه السلام، طلب الله منه أن يسلم على الملائكة، فقال لهم: السلام عليكم، فردوا عليه: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، واستأنسوا به، وطلب الله منهم جميعاً أن يسجدوا له إكراماً له، فسجدوا جميعهم، ورفض إبليس لعنه الله السجود، والذي كان في ذلك الوقت من عداد الملائكة، وهو مخلوق من الجنّ، فسأل الله عن سبب عدم سجوده، فأخبره إبليس بأنّه لا يسجد لمن خُلق من طين، وأنّه خُلق من نار، ورفض السجود، وتكبّر، وطغى،

صبّ الله القاهر الجبار على إبليس اللعين سوط عذاب، وطرده من الجنة، وحرّمها عليه، وعندما رأى إبليس غضب الخالق عليه، وطلب منه أن يجزيه أجر عبادته له آلاف السنين قبل خلق آدم، وذلك بأن يمهله في الدنيا إلى يوم القيامة، وفي نيّته الانتقام من آدم عليه السلام، الذي حُرم من الجنة بسببه، وغضب الله عليه بسببه أيضاً، كما طلب من الله عزّ وجلّ أن تكون له سلطة على آدم وذريته، وقد أعطى الله عز وجل إبليس الرجيم ما طلب، وقد عرف سيدنا آدم بذلك، ولجأ إلى الله مستعصماً به،

ذكر غير واحد من المفسرين أن إبليس لما أراد أن يدخل الجنة ، ليستزل آدم وحواء عليهما السلام ، فدَخل في جوف الحية ، فلما دخلت الحية الجنة ، خرج إبليس من جوفه،وقيل : إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دوابّ الأرض أيُّها يحمله ، حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم وزوجته ، فكلّ الدواب أبى ذلك عليه ، حتى كلّم الحية ، فقال لها : أمنعك من ابن آدم ، فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتِني الجنة، فجعلته بين نابين من أنيابها ، ثم دخلت به ، فكلمهما من فيها،

وقيل : إن الْحَيَّةَ كَانَتْ خَادِمَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْجَنَّةِ ، فَخَانَتْهُ بِأَنْ مَكَّنَتْ عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ نَفْسِهَا ، وَأَظْهَرَتِ الْعَدَاوَةَ لَهُ هُنَاكَ ، فَلَمَّا أُهْبِطُوا تَأَكَّدَتِ الْعَدَاوَةُ ، وَجُعِلَ رِزْقُهَا التُّرَابَ ، وَقِيلَ لَهَا : أَنْتِ عَدُوُّ بَنِي آدَمَ وَهُمْ أَعْدَاؤُكِ ، وَحَيْثُ لَقِيَكِ مِنْهُمْ أَحَدٌ شَدَخَ رَأْسَكِ،

يقال بما قرره الشيخ الأمين الشنقيطي في “أضواء البيان” حين قال: “والمفسرون يذكرون في ذلك قصة الحية ، وأنه دخل فيها فأدخلته الجنة ، والملائكة الموكّلون بها لا يشعرون بذلك ، وكل ذلك من الإسرائيليات ، والواقع أنه لا إشكال في ذلك ، لإمكان أن يقف إبليس خارج الجنة قريباً من طرفها ، بحيث يسمع آدم كلامه وهو في الجنة ، وإمكان أن يدخله الله إياها لامتحان آدم وزوجه ، لا لكرامة إبليس ، فلا محال – عقلاً – في شيء من ذلك ، والقرآن قد جاء بأن إبليس كلّم آدم ، وحلف له حتى غره وزوجه بذلك”

غير أن هذا الظاهر لا يفسر كيف استطاع إبليس أن يخاطب آدم وحواء بهذا الخطاب ، وهل كان على هيئته المعروفة أم تمثل لهما ، وهل دخل الجنة دخولا حقيقيا أم عارضا ، كل ذلك من الغيب الذي لا يمكننا أن نخوض فيه من غير أثارة من علم،

إلا أن نذهب إلى ما روي عن بعض الصحابة والتابعين ، ومال إليه ابن جرير الطبري  ، وأصله من كلام وهب بن منبه عن علوم أهل الكتاب أنه : ” لما أراد إبليس أن يستزلَّهما دَخل في جوف الحية ، وكانت للحية أربع قوائم كأنها بُخْتِيَّة ، من أحسن دابة خلقها الله ، فلما دخلت الحية الجنة ، خرج من جوفها إبليس”،

وذكر القرطبي عن عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال:

دخل إبليس الجنة في فم الحية، وهي ذات أربع كالبُخْتِيَة من أحسن دابة خلقها الله تعالى بعد أن عرض نفسه على كثير من الحيوان فلم يدخله الجنة، فلما دخلت به الجنة خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله آدم وزوجه عنها، فوسوس لحواء أولا حتى أكلت منها، ثم أغوى آدم، وقالت له حواء: كل فإني أكلت منها، فلم تضرني، فأكل منها فبدت لهما سوآتهما، وحصلا في حكم الذنب، فقال الله لآدم: اهبط إلى الأرض التي خلقت منها، ولعنت الحية، وردت قوائمها في جوفها، وجُعِلت العداوة بينها وبين بني آدم، ولذلك أمرنا بقتلها،

ثم قال: “وقالت طائفة: إن إبليس لم يدخل الجنةإلى آدم بعدما أخرج منها، وإنما أغوى بشيطانه وسلطانه ووساوسه التي أعطاه الله تعالى، كما قال صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم”،

هذه المسألة للناس فيها كلام والجواب عنها أن يقال الله أعلم، المقصود أنه وسوس بالطريقة التي يعلمها الله عزوجل،هو وسوس لآدم حتى وقع ما وقع من أكله من الشجرة هو وزوجته حواء، ثم اهبطوا جميعا، هبط آدم وهبطت حواء وهبط إبليس ،كلهم أهبطوا كما قال الله: [قُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ]،[سورة البقرة،36]، فالله أهبطهم جميعا بسبب عصيان إبليس أمر ربه واستكباره عن السجود لآدم وبسبب عصيان آدم وزوجته حواء بأكلهما من الشجرة التي منعا منها أما الطريقة التي حصل بها والوسوسة لآدم وحواء فالله أعلم بها لا مانع من أن يكونا دخلا الجنة لأنها حرمت على الكفار بعد البعث والنشور مو الآن، حرمت على الكفار يوم البعث والنشور، حين الجزاء، أما الآن فليس هناك دليل يدل على منعهم من دخولها لأنها مو بعد صارت محل للجزاء صارت هي الآن معدة للجزاء معدة لأهلها، فكونه دخل ووسوس وتمكن ليس هناك مانع شرعي فيما نعلم يمنع من الدخول لها ذاك الوقت وإنما يمنع الكفار يوم القيامة لا يدخلونها

Advertissement

عاش آدم في الجنة، ولكنه بعد فترة استوحش لوحدته، فاستيقظ ووجد بجانبه حواء، وزوّجه الله إياها، وعاشا سوياً في الجنة، وطلب منهما أن لا يقربا شجرة معيّنة في الجنة، ولا يأكلا منها، وحذّرهما من إبليس، وعداوته، وكيده، وهنا بدأت قصة وسوسة إبليس لآدم وحواء عليهما السلام،

‫0 تعليق