هل تعلم لماذا حرم الله أكل لحم الخنزير مع أنه هو الذي خلقه؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

(قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) القرآن الكريم، الأنعام (145)، ممّا سبق نستنتج أن لحم الخنزير حرم لذاته (فإنّه رجس) على غرار الحوم الأخرى المذكورة في القرآن فقد حرمت لعلة خاضعة عليها؛ فالشاه مثلاً حلال أكلها إذا ذكيت، وفي حال كانت ميتة أو ذبحت لغير الله فحرام أكلها.

لا شك أن الله عَزَّ وجَلَّ لم يخلق شيئاً إلا لحكمة وكذلك لم يحرم شيئاً إلا لحكمة ومصلحة، لكن لعلّك تتساءل عزيزي المشاهد عن سبب تحريم لحم الخنزير مع أنه مخلوق من مخلوقات الله، ولماذا خلقه إذا؟  فيما يلي نبذه عن الخنزير تبين لك لماذا حرم الله لحم الخنزير: الخنزير: هو حيوان سبعي بهمي، لحمي عشبي، وهو آكل لكل شيء؛ القمامة الفضلات والنجاسة، وهو مفترس إذ يأكل الجرذان والفئران، وأيضاً الجيف حتى جيف أقرانه. وهنا تكمن فوائده فهو يخلص الأرض من القذارة فهو عبارة عن مكنسة حيوانية، ومضارة بالأمراض التي يحملها الخنزير داخل جسده إذ يبلغ عددها (450) مرضاً، (57) منها طفيلي ينتقل للإنسان ويقتله، وهو المصدر الرئيسي للأمراض الوبائية، إذ يحتوي جسده على (27) مرض وبائي، أيضاً يساهم لحم الخنزير بتصلب الشرايين إذ يحتوي على كمية عالية جداً من الكولسترول على خلاف باقي الحيوانات، كما أنَّ الأحماض الدُّهنية الموجودة في لحم الخنزير يَسهُل على جسم الإنسان امتصاصها٬ ويعود ذلك لتركيبها الغريب والمُختلف عن باقي الحيوانات٬ ممّا يجعل زيادة نسبة الكولسترول في الدّم أعلى عند تناول لحومِ الخنزير، ويؤدي إلى العقم، تليف الكبد، السرطانات المختلفة، وأثبتَتِ الدّراسات التي توصَّل إليها العِلم الحديث وجود أضرارٍ كبيرةٍ وخطيرةٍ قد تُصيب الإنسان عند تناوُلِهِ للحم الخنزير، يحتوي لحمُ الخنزير على الدّودة الشريطية تينياسوليم التي يصل طولُها إلى ٣ أمتار٬ ويؤدي نمو بويضات هذه الدّودة الشريطية في الدِّماغ إلى الإصابة بالهستيريا والجنون٬ كما يؤدي نموها في القلب إلى ارتفاع ضغط الدّم وحدوث نوباتٍ قلبية٬ وتوجد أنواعٌ أخرى من الديدان في لحم الخنزير ومنها٬ دودة التريكانيلا الحلزونية، والتي يؤدي نموها في الجسم إلى الإصابة بالشلل والطّفح الجلدي٬ كما أنّهُ لا يمكِنُ القضاء عليها بالطّبخ. يُساهم دهن الخنزير المُرافق للّحم في انتشار سرطان القولون، والمستقيم، والبروستاتا، والثدي، والدّم٬ كما يسبب دُهنهُ السمنة المفرطة وما يُرافقها من أمراض، مرض الشعرية أو (الترخينية )وتسببه ديدان تعيش في لحم الخنزير، وهذه الديدان تستقر في عضلات آكل لحم الخنزير، وعلى الأخص عضلات التنفس ، كذلك تستقر تلك الديدان في الأعضاء الحيوية من الجسم : كالمخ والعين والقلب والرئة والكبد، فإذا كانت في المخ أحدثت الجنون أو الشلل واضطراب الشخصية ، وإذا وصلت إلى العين أصابتها بالعمى ، وإذا وصلت إلى جدار القلب أحدثت هبوطاً في القلب ، أو ذبحة قلبية .. وعدد المصابين بهذا المرض في أمريكا 47 مليونا، وتبلغ نسبة الموت بهذا المرض 30%. 

وأيضا الالتهاب السحائي المخي وتسمم الدم الناتج عن الإصابة بالميكروب السبحي الخنزيري، فقد أعقب اكتشاف هذا الميكروب سنة 1968م تفسير السبب وراء حالات الوفيات الغامضة التي حدثت في هولندا والدانمرك… وتبين أن هذا الميكروب الخنزيري متعطش لإصابة الإنسان والفتك به، ويتسبب في حدوث التهاب في الأغشية الملاصقة للمخ، وبإفراز سموم معينة في دم المصاب تؤدي إلى الموت… والذين يفلتون من الموت بعد علاج مركز يصابون بصمم دائم وفقدان التوازن ” الترنح”
الأمراض الفيروسية في لحم الخنزير

 فيروس نبا (Nipah Virus): في ماليزيا عام 1998 تعرف العالم إلى هذا الفايروس المميت، أعراضه تشبه أعراض الإنفلونزا، يعتقد الأطباء أن الفايروس أصاب خفاش الفواكه والذي بدوره نقله إلى الخنازير، فتوفى 117 مصابا. أثبتت المتابعات الطبية أن جميع المصابين كانت لهم علاقة وطيدة بالخنازير، تبعاً لذلك قامت الدوائر الصحية في ماليزيا بقتل مليون خنزير.

فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis): أصاب الطيور وانتقل بواسطة البعوض إلى الخنازير، وبذلك أصاب مربيي الخنازير في شرق آسيا، يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ في الإنسان، وفي بعض الحالات يكون ميتا.

 فيروس التهاب الدماغ والقلب (encephalomyocarditis): الخنازير تتغذى على الجرذان والجران عبارة عن مستودع لهذا الفيروس الخطير فتنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير إلى الإنسان، والذي يسبّب التهاب في الدماغ والقلب، ممّا يؤدي بحياة المصابين.

الأمراض البكتيرية التي يسببها لحم الخنزير

 بكتيريا السلمونيا (salmonellosis): التيفوئيد، وبارا التيفوئيد، والتسمم الغذائي ( ذلك أن من خصائص لحم وشحم الخنزير سرعة الفساد والتحلل بفعل الجراثيم ، إذا ما ترك ولو مدة قصيرة من الوقت دون .تبريد ، وقد أدى هذا التسمم إلى الموت فى مناسبات عديدة)، من الأمراض التي تسببها السلمونيا.

بكتيريا الحمرة الخبيثة (bacillus antharacis): من اللحامين والدباغين تنتقل هذه البكتيريا الخبيثة، تكون على شكل لوحة حمراء، حارقة للأيدي، تصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة، وقشعريرة والتهاب الأوعية اللمفاوية.

كما ينقل الخنزير للإنسان الذي يأكل لحمه عادات سيئة وخصال غير حميدة لدى الخنزير مثل بلادة الإحساس وعدم الغيرة على أنثاه حيث اكتشف العلماء أن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي لا يغير على زوجته وعندما يرى أنثاه تعاشر ذكر خنزير آخر فإنه لا يقاتل ولا يهتم، وهو ما يفسر البعض به حالة عدم الغيرة الموجودة لدى بعض الشعوب الغربية التي تحل أكل الخنزير، فالأب مثلا لا يغير على زوجته أو ابنته والزوجة لا تغير على زوجها أيضا، كما أن الخنازير من الممكن أن تتبادل الزوجات فالخنزير يعاشر زوجه آخر والآخر يعاشر زوجته.

 أيضا أثبتت المشاهدات العلمية أن الخنازير تقوم بممارسه الجنس الجماعي، وللأسف انتشرت في المجتمع الغربي أيضا هذه الخصال السيئة ولعل هذا ما يفسر حكمة الخالق جل وعلى من تحريم هذا اللحم نهائيا.

يقول الإمام الدميري رحمه الله: إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق، تكتنف حياته الجنسية الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة. 

ويقول ابن خلدون رحمه الله: أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة (عدم الغيرة على العرض). 

يقول الفخر الرازي رحمه الله: قال أهل العلم الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذى فلابد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية..

هذه بعض أقوال علمائنا، تصف العلاقة الوثيقة بين أكل لحم الخنزير والانحلال الخلقي في المجتمعات. فمن الأمور المؤكدة، أن الإنسان يتأثر بما يأكل، وقد وجد علماء التغذية أنّ جسم الإنسان وطباعه هما نتاج ما يأكل، فقالوا: (Your are what you eat). والناظر إلى مستوى الانحلال الخلقي في المجتمعات الغربية آكلة الخنـزير، لا يحتاج إلى دليل ليدعم به هذه الحقيقة، فسلوكياتهم المشينة هي أكبر برهان على صحة ذلك

أما عن سبب خلق الله الخِنزير:

Advertissement

 خلق الله سبحانه وتعالى آدم واستخلفهُ في الأرض٬ وسخّر له كل ما يحتاج إليهِ من مأوىً، وماء، وغذاء، وكل ما فيه نفعٌ للإنسان حتى يتمكّن من عمارة الأرض، وعبادة الله على أكملِ وأتمِ وجه، كما سخّر كلّ الموجودات والمخلوقات لخدمتِهِ؛ فقد سَخّر أيضاً الخنزير لخدمة الإنسان، وتلبية احتياجاته، ولم يُؤمر الإنسان بقتلِهِ أو القضاءِ عليه، ولكنْ عليه الامتناع عن تناوِل لحمِهِ، وتربيتِهِ، والمُتاجرة بِهِ.

يُعدُّ الخِنزير من أقذر الحيوانات على الإطلاق، ويَعود السببُ في ذلك لما يلتَهِمهُ؛ فغذاؤهُ الجيف وفضلات الحيوان والإنسان، التي كانت تُخلّف في العراء قبل نشوءِ الحضارات أو حتى إلى الآن في بعض المناطق التي تفتقر لأبسط مُقوّمات الحياة. مثالٌ على ذلك، في الرّيف الصّيني توجد مُجمّعات سكنيّة على شكل قرىً صغيرة، وما زالت مُستمرّة بالتوسّع خصوصاً مع الأمان الذي عمّ في البلاد٬ وانقضاء الحرب، ولكنْ كانت هذه القرى تعاني من مشكلة، وهي عدم وجود بنية تحتيّة للصّرف الصّحي، فكانت كلّ عائلة من سكان القرى تستخدم دلواً يُخرجونَهُ في الصّباح، ثمّ يفرغ محتواه في مزرعة الخنازير حتى يكون طعاماً للخنازير، ويتّضح هنا سبب خلقِ الله حيوان الخنزير؛ حيثُ خلقهُ الله سبحانهُ وتعالى للقضاء على القمامة والمُخلّفات المؤذية والمُسببة للأمراض.

‫0 تعليق