كيفية التخلص من الشعور بالذنب

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

جميعنا نشعر بالذنب بين الحين والآخر، وهو شعور بالمسؤولية حيال أمر سيئ أو خاطئ، للشعور بالذنب مصادر عديدة، فقد ينتج مثلًا عن الظن بأنك قد ارتكبت فعلًا خاطئًا أو تسببت بأذية أحدهم أو لم تحرك ساكنًا بينما كان عليك التصرف. قد ينجم أيضًا عن الشعور بنجاحك بينما فشل الآخرون، وذلك هو مفهوم في “ذنب الناجي

الشعور بالذنب ليس مذمومًا على الدوام، لأنه يدفع المرء للشعور بالندم وتغيير سلوكه مستقبلًا، ويمنحه الشعور بالتعاطف. وعلى الجانب الآخر، يُمكن للشعور بالذنب أن يُصبح مشكلة عندما لا يكون مثمرًا ولا يساعد في تغيير السلوك الشخصي بل يسبب حلقة مفرغة من الذنب والخزي

يمكن للشعور بالذنب أن يكون مثمرًا عندما يساعدنا على النمو والتطور، والأهم أنه يساعدنا في تعلم دروس من سلوكياتنا التي تسببنا عبرها بإيذاء الآخرين أو أنفسنا. هذا النوع من الشعور بالذنب له فائدة ويساعدنا في إعادة توجيه بوصلتنا الأخلاقية والسلوكية

لنفترض مثلًا أنك قلتَ كلامًا جارحًا بحق صديق عزيز عليك وشعرتَ بالذنب حيال ذلك، فستتعلم عدم التفوه بتلك الأقوال مرة أخرى وإلا ستُخاطر بخسارة أصدقائك. بمعنى آخر، ستتعلم من أخطائك. بهذه الطريقة نجد أن الشعور بالذنب كان مثمرًا ولعب دورًا إيجابيًا في إعادة تشكيل سلوكك

مثال آخر: إن كنت تشعر بالذنب لتناول كيسًا كاملًا من رقائق البطاطس المقلية فهذه هي الطريقة التي يذكرك بها عقلك بأن هذا التصرف غير صحي، ومن المرجح أنك تعلم ذلك بالفعل. لهذا فإن الشعور المعقول بالذنب يحفزك للتفكير في سلوكياتك وتغييرها نحو الأفضل

يمكن للشعور بالذنب أن يكون غير مثمر أيضًا، فتشعر بالذنب رغم عدم حاجتك للتفكير بتصرفك أو تحسينه. هذا هو الشعور غير العقلاني بالذنب الذي قد يتطور ليصبح حلقة مفرغة تبدأ فيها بالشعور بالذنب دون سبب حقيقية ثم تغرق في التفكير بذلك الشعور

مثال: الكثير من الآباء الجدد يخشون العودة للعمل بسبب ظنهم أن ترك ابنهم مع المربية أو في مركز رعاية أطفال سيتسبب لهم بضرر غير معروف في نموهم الجسدي والعقلي، لكن ذلك غير حقيقي. في واقع الأمر، معظم الأطفال ينمون جسديًا وعقليًا بغض النظر عن عمل الآباء من عدمه. ما من شيء يشعر المرء بالذنب حياله في هذا الموقف، ولكن ذلك ما يحدث. بمعنى آخر، هذا الشعور بالذنب لا يثمر عن شيء مفيد سوى المزيد من الشعور بالذنب غير العقلاني

الشعور غير المثمر بالذنب قد تكون له آثار سلبية على حالتك السلوكية، فقد تصبح مثلًا متماديًا في نقد الذات أو تشعر بانخفاض ثقتك بنفسك أو تشك في قيمتك الذاتية

Advertissement

من المهم أن تعلم أنه في بعض الأحيان نشعر بالذنب حيال أمر ليس لنا تحكم بها، مثل حوادث السيارات أو عدم الوصول في الموعد المناسب لتوديع أحد الأحباب قبل رحيله عن الدنيا. أحيانا ً يُبالغ الواقعون في تلك الأحداث المؤلمة في تقدير معرفتهم بها وما كان بإمكانهم فعله. بمعنى آخر، يظن أولئك الناس أنه كان يجدر بهم أو كان بإمكانهم فعل ما هو أكثر، ولكن في الحقيقة الأمر فإن ذلك غير صحيح

‫0 تعليق