فضائل ومزايا يوم الجمعة عند المؤمنين

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

يوم الجمعة، هو اليوم السادس في ترتيب أيام الأسبوع السبعة، ويأتي بين يومي الخميس والسبت، حيث يأتي يوم الخميس قبله، ويوم السّبت بعده، وفي العرف السائد يعتبر يوم الجمعة آخر أيام الأسبوع، ويوم العطلة الرسميّة في جميع الدول الإسلاميّة، حيث يعتبر يوماً ذا بعدٍ دينيٍّ، تقام فيه صلاة الجمعة جماعةً في المساجد، حيث يجتمع المصلون وخصوصاً الرجال لأداء صلاة الظهر جماعةً، وذلك بعد الاستماع لخطبة الجمعة التي يلقيها خطيب المسجد، مما يزيد من ثبات المؤمنين، وترفع بصيرتهم في شؤون الدين والدنيا،وأيام الله كلها جميلة لكن لماذا فضل الله عزوجل يوم الجمعة عن باقي أيام الأسبوع وجعله عيد للمؤمنين؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا الفيديوا فتابعوا معنا:

يوم الجمعة في الإسلام له مكانة رفيعة ومنزلة عالية، وقد وردت أحاديث صحيحة تدل على تميزه واختصاصه بخصائص عديدة. فهو اليوم الذي ادخره الله تعالى لهذه الأمة، وأضل عنه أهل الكتاب قبلهم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة وحذيفة – رضي الله عنهما – قالا : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “أضلَّ اللهُ عن الجمعةِ مَن كان قبلَنا، فكان لليهودِ يومُ السَّبتِ، وكان للنَّصارَى يومُ الأحدِ، فجاء اللهُ بنا، فهدانا اللهُ ليومِ الجمعةِ. فجعل الجمعةَ والسَّبتَ والأحدَ، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامةِ. نحن الآخِرون من أهل الدُّنيا والأوَّلون يومَ القيامةِ المقضيُّ لهم قبل الخلائقِ”.

وورد أيضا في الحديث المتفق على صحته، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : “نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، والناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد” بيد : بمعنى على أو مع أو غير(زاد المعاد ج1 صـ 414).

فلا شك في أن يوم الجمعة هو سيد أيام الأسبوع، وأفضلها عند الله، وهو اليوم الذي أمرت الأمم بتعظيمه فضلوا عنه، وهدانا الله إليه، وله الحمد والمنة،كما أن يوم الجمعة في خلق آدم عليه السلام،فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في فضل الجمعة: «وفيه خُلق آدم»( ).
كما جاء في الحديث النبوي الشريف: عن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام ) . رواه أبو داود (1047) وصححه ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود (4/273) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود (925).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) . رواه مسلم (1410).
فقد تشرف يوم الجمعة بخلق آدم عليه السلام وهو أصل البشر، ومن ولده الأنبياء والأولياء والصالحون، أي أنه يتضمن خلقهم جميعا، ومنهم سيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ولا يختص هذا التعظيم بذلك اليوم بعينه، بل يكون له خصوصا ولنوعه عموما مهما تكرر كما هو الحال في يوم الجمعة شكرا للنعمة.
ويقاس الاحتفال بيوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم بيوم الجمعة لاشتراكهما في نفس العلة، بل إنه ليكاد أن تكون العلة في يوم مولده أقوى وذلك أن الزمان تشرف بمولد آدم عليه السلام، فكيف الحال بالزمان الذي جاء فيه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي كما ورد في مسلم: « أنا سيد ولد آدم ولا فخر » .
وبعد أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم سبب تفضيل يوم الجمعة فرّع على ذلك أمره بالإكثار من الصلاة عليه، وأخبر أنها معروضة عليه.
فهذا نص في الأمر بإحياء ذكرى مولد البشرية جميعا ممثلة في أبينا آدم، وكون ذلك بإكثار الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم.

كما أن يوم يوم القيامة سيكون يوم الجمعة ، ولكن لا أحدَ يعلمُ ذلك على وجه التعيين إلا اللهُ تعالى، وقُبَيل أن تقومَ القيامة يتغير نظام الكون، ليله ونهاره، شمسه وقمره، وحتى النجوم والأفلاك، ولا يشبه هذا اليوم أيامَنا التي نحياها، حيثُ يتغيرُ بقيامها العالمان، العلوي، والسفلي، وهو يوم ذو شأن عظيم مهيب، فزمانُه لا يشبه زمانَنا ومكانه أيضاً، وسيختلُّ ميقاتُ الناس القائم على طلوع الشمس وغروبها، وفيه سيكون خرابُ الأرضِ وزوالُها وجاء في الحديث النبوي الشريف روى النسائي في ” السنن ” (3/ 127) ، وابن حبان في “صحيحه” ( 2772 ) ، والحاكم في ” المستدرك ” (1030 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ؛ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ ، إِلَّا ابْنَ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا ؛ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ . قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، والحديث صححه الألباني في ” إرواء الغليل ” برقم : (773).

وقد جاء في القرآن الكريم سورة كاملة اسمها سورة الجمعة، يذكر الله سبحانه وتعالى فيها صلاة الجمعة، وضرورة أدائها وعدم التفريط بها جماعةً في المسجد، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة:9]

Advertissement

أي مسلمٍ قرأ في يوم الجمعة سورة الكهف، أضاء الله سبحانه وتعالى له من النّور ما بين الجمعتين، كما أنها كفارة لصغائر الذنوب التي يقترفها العبد من الجمعة إلى الجمعة. فضل قيام ليلة الجمعة فضلٌ عظيم، وله الكثير من الأجر والثواب واستجابة الدعوات. يُستحب فيه الإكثار من الصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد عليه الصلاة والسلام. ولقد كان يسمى أيام الجاهلية باسم العَرُوبَة أو عَرُوبَة. ويعتبر الموت في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة، ووقاية من عذاب القبر. يعتبر يوم عيدٍ متكررٍ للمسلمين، والاغتسال والتطيب وارتداء أجمل الثياب، والتسوّك فيه من السنن النبوية الشريفة، الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وهذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.لا تنسى عزيزي المشاهد الإعجاب بالفيديو والإشتراك في القناة دعما لنا لنستمر في عرض المزيد من الفيديوهات.



‫0 تعليق