هل يتذكر أهل الجنة ماضيهم على الأرض؟ لن تتخيل الاجابة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

يسعى المسلم في هذه الحياة الدّنيا إلى أن يُرضي الله تعالى، ويفعل الخيرات، ويجتنّب المنكرات من أجل الوصول إلى رضا الله سبحانه وجائزته الكبرى وهي الجنّة، فالجنّة هي مأوى المتّقين وهدف القانتين المخبتين، وهي عزاء أهل البلاء الصّابرين، وهي ما أعدّه الله سبحانه لعباده المؤمنين جزاءً لهم على ما قدموه في حياتهم الدنيا من صبر وثبات وإيمان وعمل صالح وصف النّبي عليه الصّلاة والسّلام الجنة بأنّها لبنةٌ من ذهب ولبنةٌ من فضّة، بلاطها المسك، وحصباؤها اللّؤلؤ والياقوت، وترابها الزّعفران، وإنّ في الجنة أنهاراً من اللّبن والخمر والعسل التي أُعدّت للمتّقين، وما في الجنة لا يخطر على قلب بشر وفى هذا الفديو سنتعرف على اسرار لاهل الجنة وهل هم بالفعل سيتذكرون ماضيهم على الارض فهيا بنا لنتعرف على هذه الاسراركيف سيعيش الانسان فى الجنة وما الاختلاف عن الدنيا

حياة الإنسان في الجنّة فهي تختلف بلا شكّ عن حياته في الدّنيا، فالإنسان في الحياة الدّنيا تكون لذّته مؤقّتة تنتهي بقضاء حاجته، أمّا في الجنّة فلذّة الإنسان دائمة لا تنتهي ولا تنقطع، وإنّما تتجدّد في كلّ مرّة بأقوى وألذّ ممّا سبق، كما ورد في تفسير قوله تعالى (إنّ أصحاب الجنّة اليوم في شغل فاكهون )، أنّ شغل أهل الجنّة التّلذذ بالنّعم من طعامٍ وشرابٍ مع الحور العين بخلاف شغل أهل الدّنيا حيث يكون فيها النّصب والتّعب والهمّ والغمّ والحزن.

كما إنّ من جوانب حياة الإنسان في الجنّة أنّه لا يخرج ما يخرجه أهل الدّنيا من فضلاتٍ وأوساخ كالبول والغائط والعرق، فأهل الجنّة لا يبولون ولا يتغوّطون، وإنّما يرشح ذلك منهم ريحُ مسكٍ طيّبة، كما أنّ أهل الجنّة لا ينامون كما ينام أهل الدّنيا، ذلك لأنّ النّوم هو الموتة الصّغرى، وإنّ أهل الجنّة لا ينبغي لهم الموت، فقد أكرمهم الله تعالى بأن منحهم الخلود الأبديّ، بعيدًا عن التّفكير في هواجس الأجل المؤقّت والموت المتربّص.

وإنّ صورة أهل الجنّة هي صورة في غاية الجمال والبهاء والتألّق والنضرة، فأهل الجنّة جردٌ مردٌ مكحّلين، ومعنى مرد أي أنّهم مجرّدين من الشّعر على وجوههم وأجسادهم، كما أنّ الكحل يزيّن عيونهم ويمدّها بقوّة الإبصار، وهم بالعمر والسّنّ في ذروة الفتوّة والقوّة، حيث يكونون في عمر ثلاثة وثلاثين، وهو عمر سيّدنا المسيح عليه السّلام حينما رفعه الله إليه. كما أنّ من جوانب حياة الإنسان في الجنّة أنّه لا يسأم ولا يملّ، فهو بعيدٌ عن آفات النّفس، التي يعانيها الإنسان في الدّنيا، حيث يضجر أحيانًا ويقلق أحيانًا أخرى، فهو في صحّة نفسيّة كاملة.

ولكن هل اهل الجنة سيتذكرون ماكانوا عليه فى الدنيا

اهل الجنة يتذكرون ما كانوا عليه في الدنيا وقد وردت أدلة في القرآن تدل على ذلك منها ما جاء في سورة الطور  : ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبلُ في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) .

وكذلك تذكّرهم لأهل الشر الذي كانوا يشككون أهل الإيمان ، ويدعونهم إلى الكفر ، قال تعالى في سورة الصافات : ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قال قائل منهم إني كان لي قرين ، يقول أئنك لمن المصدقين ، أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون  ) الآيات

ويتذكرون أيام الدنيا ، وما لاقوا فيها من ابتلاء ومحن في أنفسهم وأبنائهم وأهليهم وأموالهم ، فيقولون مسرورين : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) .

ثم تثور ذكريات الماضي ” في الدنيا ” عندما يرون فاكهة تشابه الفاكهة التي كانوا يأكلونها في الدنيا ، ولكن تختلف عنها في الحجم والطعم ، ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً ) .

ويتذكرون دعاءهم في أوقات الضيق ، وأكفهم المرفوعة إلى السماء طالبة القبول لأعمالهم ، والتوفيق للعمل الصالح ، وأن يكونوا من ورثة النعيم كما قال عزّ وجلّ : ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ، قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ، فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم ، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم ) .

ولكن هل يشتهوا مثل نعيم الأرض فإنّه سيشتهون فوق ذلك بكثير لأنّ أدنى أهل الجنة منزلة له أكثر من عشرة أمثال نعيم الدنيا كما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلاَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأَى فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا أَوْ إِنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بِي أَوْ أَتَضْحَكُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ قَالَ فَكَانَ يُقَالُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً . ” متفق عليه وهذه رواية مسلم

وكلّ ما يشتهيه أهل الجنّة يحصلون عليه كما قال عزّ وجلّ : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) سورة الزخرف

وقد وردت أحاديث في تلبية رغبة بعض أهل الجنّة في الولد والزرع وأنّ ذلك لا يحتاج إلى انتظار .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَنَّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ ( وهذا إخبار عن المستقبل بصيغة الماضي لبيان أنّ الوقوع متحقّق ) فَقَالَ لَهُ أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ ( أي سبق لمح البصر ) نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ فَقَالَ الاَعْرَابِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا تَجِدُ هَذَا إِلا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري

قال ابن حجر رحمه الله : وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها . فتح الباري

Advertissement

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ إِذَا اشْتَهَى الْوَلَدَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ حَمْلُهُ وَوَضْعُهُ وَسِنُّهُ فِي سَاعَةٍ كَمَا يَشْتَهِي . ” رواه الترمذي 2487 قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وهو في صحيح الجامع

نسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة بكرمه ورحمته

‫0 تعليق