ما سر اخفاء الله تعالى موت سيدنا سليمان عن الجن

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

لقد كرّم الله-تعالى- سيدنا سُليمان-عليه السّلام-، وسخّر له الجن يعملون له ما يشاء من محاريب، وتماثيل، وجفان، وقدور راسيات، ووهبه الله فَهم لغة الطّير، ومكّنه من ذلك بفضل الله- تعالى-، وقد كان من عادة سيّدنا سُليمان أنه كان يُفرّغ وقتًا محدّدًا يتعبّد فيه، قال بعض العلماء: إن هذا الوقت يبلغ السنة أو السّنتين، أو الشّهر أو الشّهرين، أو وقت محدّدٍ، وقد قام داوود- عليه السّلام- ببناء بيت المقدس، وأراد سليمان أن يبني مسجد بيت المقدس، والحكمة من أن الله قد جعل موت سليمان مخفيًّا لا يعلمه الإنس والجن هو: أنّ الجنّ قد زعموا أنهم يعلمون الغيب، وأن نفرًا منهم كانوا يصعدون إلى السماء؛ حتى يسترقوا السّمع؛ فأراد الله أن يُظهر جهل هؤلاء، ويُنَبّه أن الجنّ لا يعلمون الغيب.

وأنهم لو كانوا يعلمون الغيب كما زعموا ما لبثوا في العذاب المهين، والمقصود بالعذاب المهين هو العمل الشّاقّ الذي كلّفهم به سيّدنا سُليمان، فقد ظلّ سليمان مدة من الزمان مُستندًا على عصاه في مسجد بيت المقدس، وكان الجنّ يذهبون إلى هناك حتى يستطلعوا ما يفعله سليمان، فيجدونه مُتّكئًا على عصاه؛ فيظُنُّون أنه يتعبّد، ولم يخطر في بالهم أنه قد مات، وهذا خير دليلٍ على عدم علمهم بالغيب، ومما يدُل على ذلك، ما قُصّ في سورة سبأ عن قصّة سُليمان، وفيه يقول الحقّ – سُبحانه-:” يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ^ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ”

قصة سليمان والجن

كان الجنّ يصعدون إلى السّموات العُلى؛ ليتصنّتوا أو يتجسّسوا على ما يحدُث فيها، وحينما رجع من صعد إلى السماء إلى بقِيّتهم قالوا: إنا سمعنا قرآن عجبًا، يهدي إلى الرّشد؛ فئامنّا به، ومن الجن منه هو مؤمن، ومن هو كافر، ومن هو غيرهم، ولقد كان الجن مسخّرين إلى سيدنا سُليمان، يعملون عنده، ويفعلون ما يقوله، وظَنّ الجنّ أنهم يعلمون الأمور الغيبيّة التي استأثر الله بها في علمه، فأردت الله أن يُظهر جهلهم، وأن ما يقولونه كذبًا، فمات سليمان – عليه السلام- وهو عصاه، وظلّ فترة زمنيةً متكئًا على تلك العصا، وكان الجن يتطلّعون لما يفعله، ويظُنّون أنه يُصلّي؛ لأنه كان له فترة معيّنة يتعبّد فيها في مسجد بيت المقدس، ومن هنا ظهر بطلان زعمهم.[

Advertissement

‫0 تعليق