ماهي اللغة التي يتحدث بها أهل الجنة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

شرع الله -تعالى- عدّة أحكام في الشّريعة الإسلاميّة وجعل في النّفس البشريّة محفّزات لتدفعها إلى عبادة الله -تعالى- وطاعته، فبعض النّاس يخاف من نزول العذاب المذكور في القرآن الكريم فيه؛ ممّا يدفع ويحفّز إلى الطّاعة والالتزام بأوامر الله تعالى، وبعض النّاس يميلون بفطرتهم إلى التّرغيب وانتظار الأجر والعاقبة الحَسَنة فيقومون بأوامر الله -تعالى- رغبةً في المنقلب الحَسن، وكانت إحدى طرق ترغيب النّاس بالطّاعات والعبادات ذِكْر الجنّة ووصفها وصفاً دقيقاً؛ ليتشجّع الناس ويُقبلون على أوامر الله -تعالى- وينتظرونها بلهفةٍ ورغبةٍ، ويلتزمون بما يوصلهم إلى الجنّة ويجتنبون ما يُبعدهم عنها، وفي المقال الآتي بيان أوصاف الجنّة وذكر بعض الأحاديث النبويّة والآيات القرآنية التي وصفت الجنّة وأهلها،وكذالك اللغة التي يتحدثون بها،فقدتتسائل عزيزي المشاهد عن اللغة التي يتحدث بها أهل الجنة،

وقد تكلّم العلماء قديمًا وحديثًا عن اللّغة التي يتخاطب بها أهل الجنّة فيما بينهم، فمن العلماء من قال إنّهم يتكلّمون باللّغة العربيّة التي هي لغة القرآن الكريم التي شرّفها الله تعالى لذلك، وبسبب أنّ هذه الأمّة هي الأمّة صاحبة الرّسالة الخاتمة فهي غالبة على الأمم حتّى بلغتها،

ولم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة – فيما نعلم – بيان اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة ، والوارد في ذلك حديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، وبعض الآثار،فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي)،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العرب لثلاث : لأنه عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي : هذا حديث حسن . فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم ” انتهى من “اقتضاء الصراط المستقيم”،

وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي)،

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بماذا يخاطب الناس يوم البعث ؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية وأن لسان أهل الجنة العربية ؟

فأجاب : ” الحمد لله رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي ، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم ، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول … ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين ، فقال ناس : يتخاطبون بالعربية ، وقال آخرون : إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية ، وهى لغتهم في النار . وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات . وقال آخرون : إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية . وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقلٍ ولا نقل بل هي دعاوى عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم”،

ووجوه أهل الجنّة كالقمر ليلة البدر، ويطوف بينهم غلمانهم ويكونوا كاللؤلؤ المكنون، وزوجات رجال الجنّة وصفنّ بالكواعب الأتراب، ويُرى ما في عروق النّساء؛ ممّا يدلّ على شدّة جمالها، ولو أنّها تطّلع على أهل الأرض لملأتهم رِيحاً من ريحها، وقد تطهّرنّ نساء الجنّة من الحيض والنفاس والولادة والغائط والمخاط والبصاق ومن كلّ عيبٍ قد يلحق الإنسان في الدنيا، وفي الجنّة يعيش المؤمنون نعيماً خالداً لا يفنى، ويتمتّعون بالهناء والسّعادة والرضى والخلود، والصحّة التي ليس بعدها مرض، والجمال الذي لا يتأثر مع مرور السنين، إذ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ في الجنَّةِ لَسوقاً، يأتونَها كلَّ جمعةٍ، فتَهُبُّ ريحُ الشَّمالِ فتَحثو في وجوهِهِم وثيابِهِم، فيَزدادونَ حُسناً وجمالاً، فيرجِعونَ إلى أَهْليهم وقدِ ازدادوا حُسناً وجمالاً، فَيقولُ لَهُم أَهْلوهُم: واللَّهِ لقدِ ازددتُمْ بَعدَنا حُسناً وجَمالاً، فيقولونَ: وأنتُمْ، واللَّهِ لقدِ ازدَدتُمْ بَعدَنا حُسناً وجمالاً)،

إنّ للجنّة ثمانية أبواب ليدخل منها المؤمنون حسب أعمالهم في الحياة الدّنيا، فمَن كان من أهل الصّلاة يدخل الجنّة من باب الصّلاة، ومَن كان من أهل الصّيام يدخلها من باب الرّيان، وحين يستقرّ المؤمنون في الجنّة ويدخل أهل النّار إلى النّار يُؤتى بالموت على هيئة كبش، ويُنادى المؤمنين والكافرين ويعرفون أنّه الموت، ثمّ يذبح الكبش دلالةً على أنّ الحياة في الجنّة والنّار خالدة، فيزداد فرح أهل الجنّة ويزداد غمّ الكفّار، ويدخل المؤمنون إلى الجنّة زُمراً جماعاتٍ على هيئة القمر ليلة البدر، وأمشاطهم من الذّهب ورشحهم المِسك كما وصفهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأعدّ الله لهم نعيماً منه وفضلاً لا يخطر على بال بشر، قال الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: (أعدَدتُ لعِبادي الصَّالحين ما لا عَينٌ رأَتْ، ولا أذُنٌ سمِعَت، ولا خطَر على قلْبِ بشَرٍ، ذُخراً، بَلْهَ ما أُطْلِعْتُم عليه)، فوعد الله -تعالى- عباده بنعيمٍ لا يزول وهو أعظم من كلّ نعيم الدّنيا، ومن صفات أهل الجنّة التي ذكرها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الرّجل المؤمن ليُعطى قوّة مئة رجل في الطّعام والشّراب والشّهوة، وإنّ فضلات طعامه وشرابه تخرج كرائحة المسك من جلده،

Advertissement

إنّ أعظم نعيم أهل الجنّة هو النّظر لوجه الله تعالى، حيث ورد في القرآن الكريم: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، فوجوه أهل الجنّة تبتهج عندما تنظ إلى وجه ربّها عزّ وجلّ، وقال الله تعالى: (لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرهَقُ وُجوهَهُم قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُم فيها خالِدونَ)، وقال البعض في تفسير الآية الكريمة إنّ الحسنى هي الجنّة، والزيادة هي النّظر إلى وجه الله تعالى، فالله -تعالى- في الجنّة يستزير عباده المؤمنين وينادي فيهم منادٍ لزيارة الله -تعالى- فيلبّون النداء، فتُنصب لهم منابر من نور وزبرجد وذهب وفضة ليجلسوا عليها، ثمّ يسمعون صوت ربّهم وهو مُقبِل عليهم، فينكشف الحجاب عن وجهه الكريم فيرونه، وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في وَصْف ذلك: عندما يدخلُ المؤمنون الجنّة ويهنأون بنعيمها، يناديهم ربّهم أن هل تريدون شيئاً آخر، فيردّ المؤمنون أن لا يريدون شيئاً أكثر من هذا النعيم، فقد بيّض الله وجوههم وأدخلهم جنّاته، فيكشف الله تعالى الحجاب عن وجهه الكريم، فيقول النبيّ عليه السلام: (إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، قال يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: تريدونَ شيئاً أزيدكُم؟ فيقولونَ: ألم تبيضْ وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنةَ وتنجنا من النار، قال فيكشِفُ الحجابَ، فما أُعطوا شيئاً أحبَّ إليهِم من النظرِ إلى ربّهم عزّ وجلَّ)،

‫0 تعليق