ماذا يحدث في أول دقيقة يوم القيامة؟ وماذا سيفعل الله في البشر؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

شاء الله -تعالى- بحكمته أن تكون هُناك العديد من العلامات التي تُبيّن قُرب اليوم الآخر، وهذه العلامات تدُلّ على تغيّر الأحوال وتبدُّلها، كما وتدلّ على قرب الحساب وما يعقبه من أحداث، ومن هذه العلامات انبساط الأرض حتى تكون مُستوية، وتشقق السماء وانفطارها، وخروج الحمم من البحار، وغير ذلك من الأحداث التي تغيّر نظام الكون. وسيتمّ توضيح بعض هذه الأحوال والأهوال في هذا الفيديو بحيث سنتحدث عما يحدث في أول دقيقة يوم القيامة وماذا سيفعل الله بالبشر فتابعوا معنا:

إنّ يوم القيامة في الإسلام هو الحدّ الفاصل بين الحياة الدّنيا والحياة الآخرة، فهو اليوم الذي تكون فيه نهاية العالم ومظاهر الحياة في هذه الدّنيا، فإذا قامت السّاعة جاء وقت الحساب عند الله، فيكون الوارثون لجنّات النعيم هم عباد الله المؤمنين الصّالحين، وأمّا العاصين المذنبين والكافرين والمشركين فلهم عذاب جهنّم، وقد سمّي يوم القيامة بهذا الإسم لقيام الأموات وبعثهم بعد موتهم إلى الوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ، وقد أشارت النصوص الشرعيّة ممّا ورد في الكتاب والسّنة إلى علامات تدلّ على اقتراب يوم القيامة، وقد جعل الله سبحانه هذه الأمارات على علم البشر حتّى تكون موعظةً لهم،

كما أن الخوض في الحديث عن يوم القيامة في الإسلام يُلزم الحديث عن الأمارات والعلامات التي دلّت عليها النصوص الشرعيّة، والتي تُنذر بقيام السّاعة، وقد قسّمها أئمّة الإسلام إلى علامات كبرى وعلامات صغرى، فعلامات السّاعة الكبرى هي ما تسبق قيامها بوقتٍ قليل وهي مجموعةٌ في الحديث الصّحيح الذي رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ”، وأمّا عن علامات يوم القيامة الصغرى فهي كثيرة منها؛ بعثة النبي، وموته، وفتح بيت المقدس وكثرة الفتن، والهرج والمرج، وانتشار الربا، والزنا، والجهل، وضياع الأمانة وغيرها،

ولقد اتفق العُلماء على أنّ أحداث يوم القيامة تبدأ بالبعث، ثُمّ النشور، ثُمّ الحشر، ثُمّ الحساب وفي الحساب يكون تطاير الصُحف والكُتب والميزان، ثُمّ الصراط، وقد اختلف العُلماء في الحوض هل يكون قبل الصراط أو بعده بناءً على الأدلة الواردة فيهما، وفي بَيان كيفيَّة البعث جاء حديثُ أبي هريرة رضِي الله عنه الذي أخرَجَه الشيخان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما بين النفختين أربعون”  قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبيتُ، قال: م يُنزِل الله ماءً فينبتون منه كما ينبت البقل، ليس من الإنسان شيءٌ إلا يَبلَى إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب ـ آخر عمود الظهر ـ ومنه يُركَّب الخلق يوم القيامة”،

ويكون البعث بالروح والجسد كما جاء عن السيّد سابق، ومما يدل على ذلك قوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)، وأمّا النشور في اللُغة فهو الانتشار والتفرّق، وفي الإصطلاح الشرعي هو انتشار الناس وتفرّقهم بعد خروجهم من قبورهم إلى مكان الحساب، وقد جاء ذكر النشور في قوله -تعالى-: (ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ)، ويكون النشور بعد أن يُنزل الله -تعالى- المطر، فتنبت الأجساد كالزرع، ثُمّ يُنفخ في الصور ليقوم الناس للحساب، قال النبي -عليه السلام- في وصف البعث: (ثم يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا كأنه الطَّلُّ ، فيَنْبُتُ منه أجسادَ الناسِ ، ثم يُنْفَخُ فيه أخرى ، فإذا هم قِيامٌ ينظرونَ)،

وليوم القيامة الكثير من الأهوال التي تحدث في السماء والأرض والشمس والجبال، والتي تُصاحب خروج الناس من قبورهم، ومنها ما يأتي:

السماء: تُبدّل السماء بسماءٍ أُخرى، قال -تعالى-: (يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّـهِ الواحِدِ القَهّارِ)، ويسبق ذلك انشقاقها وانفطارها ومورها، كما أنّها تُفتح بعد أن كانت مُغلقة ومحبوكة، كما أنّها تموج وتذوب.

الأرض: تُبدّل الأرض بأرضٍ غيرها، كما أنها تمتد وتتسع؛ لكي تسع الناس في الحشر، وتُخرج كُل ما فيها من الموتى، والكُنوز والأرزاق وكُل شي، قال -تعالى-: (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)، وتسير الجبال التي عليها بعد أن كانت ثابتة، ثُمّ تُصبح سراباً، ثُم ّ ينسفها الله -تعالى- حتى تكون كالصوف المُتطاير، وأمّا الشمس فأنها تُكوّر ويذهب نورها، قال -تعالى-: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ).] الشفاعة العظمى بيّن العُلماء أنّ الشفاعة العُظمى تكون للنبي -عليه الصلاة والسلام-، وهي المقام المحمود الخاصّ به، وتكون عندما تقترب الشمس من المخلوقات بمقدار ميل حتى يغشاهم العرق، فيأتي الناس إلى آدم -عليه السلام-، وإلى نوح -عليه السلام-، وإلى إبراهيم -عليه السلام-، وإلى عددٍ من الأنبياء، وكُلهم يعتذر ويقول: نفسي نفسي، حتى يأتون إلى النبي مُحمد -عليه الصلاة والسلام- فيقول: (أنَا لَهَا، فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، ويُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أحْمَدُهُ بهَا لا تَحْضُرُنِي الآنَ، فأحْمَدُهُ بتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ له سَاجِدًا، فيَقولُ: يا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتِي…)، ويشفع لمن يشفع له في أرض المحشر؛ ليبدأ بعدها الحساب والعرض،

وبعد الحساب الأول تتطاير الصحف ، والحساب الأول من ضمن العرض ؛ لأنه فيه جدال ومعاذير ، ثُمَّ بعد ذلك تتطاير الصحف ، ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين ، وأهل الشمال كتابهم بشمالهم ، فيكون قراءة الكتاب،  ثم بعد قراءة الكتاب : يكون هناك حساب أيضاً لقطع المعذرة ، وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب، ثم بعدها يكون الميزان ، فتوزن الأشياء التي ذكرنا، ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج ؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله ، وتُقَامْ الألوية -ألوية الأنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم ، ولواء إبراهيم ، ولواء موسى إلى آخره ، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم ، كل شَكْلٍ إلى شكله،
والظالمون والكفرة أيضاً : يُحْشَرُونَ أزواجاً ، يعني متشابهين كما قال : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ ) الصافات/22-23 ؛ يعني بأزواجهم : أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين ، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة ، ويُحْشَرْ منكرو البعث مع منكري البعث ، وهكذا،

Advertissement

ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله – عز وجل – الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله ، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من الأنوار ، فتسير هذه الأمة وفيهم المنافقون ، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى ) الحديد/13-14. الآيات ؛ فيُعْطِيْ الله – عز وجل – المؤمنين النور ، فيُبْصِرُون طريق الصراط ، وأما المنافقون فلا يُعْطَون النور ، بل يكونون مع الكافرين يتهافتون في النار ، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله،

‫0 تعليق