لماذا بكى سيدنا موسى عليه السلام عندما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فما السبب؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

خرج النبي ليدعو أهل الطائف، فكان استقبالهم للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- أسوء استقبالٍ، فقد استهزءوا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، وألحقوا به الأذى، حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، فعظُم حزن النبي صلّى الله عليه وسلّم، واشتدّ كربه، وفي تلك الأوقات العصيبة جاءت رحلة الإسراء والمعراج؛ لتكون تعويضاً وإيناساً للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- عمّا لقيه من أهل الأرض، وتُعرف الإسراء بأنّها الرحلة التي سارها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بالقدس الشريف، وأمّا لفظ المعراج فهو ما أعقب رحلة الإسراء من العروج إلى السماوات العُلا،ويذكر أن موسى عليه السلام بكى عندما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فما السبب؟

من الآيات التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج رؤية موسى عليه السلام فماذا حدث لموسى عليه السلام؟ ولماذا بكى عندما رأى النبي؟

عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء السادسة والسابعة في الإسراء والمعراج رأى فيهما الخليل إبراهيم وموسى عليهما السلام، ولقد حدث الترحيب المعتاد الذي تكرَّر من كل الأنبياء، غير أن موسى عليه السلام بكى بعد مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم،والسؤال لماذا بكى موسى عليه السلام؟،

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لأَنَّ غُلاَمًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي،

ويقينًا فإن هذا القول والبكاء من موسى عليه السلام بعد مرور الرسول صلى الله عليه وسلم عليه لا يجب أن يُؤخذ على أنه حسد منه عليه السلام على رسولنا صلى الله عليه وسلم، فموسى عليه السلام نبي كريم من أولي العزم من الرسل، وهو المعصوم،

وفي المواقف التالية مع الرسول صلى الله عليه وسلم سنجد خوف موسى عليه السلام وحرصه عليه وعلى أُمَّة الإسلام؛ ولكن كان بكاؤه ذلك لشدَّة حرصه عليه السلام على بني إسرائيل، وحزنه لما فعلوه معه وتكذيبهم لآيات الله تعالى على الرغم من طول المدَّة التي عاشها معهم، وبذل فيها أقصى ما يستطيع هو وأخوه هارون عليهما السلام،

 وأما كلمة: (غُلاَمًا) فلا شكَّ أنه لم يرد بها التقليل من شأن النبي صلى الله عليه وسلم، وحاشا لله أن يُريد ذلك، وإنما أراد صغر سنه بالنسبة إليه، وبالنسبة إلى مَنْ كان أكبر منه سنًّا من الأنبياء؛ لأننا إذا قسنا عُمر النبي صلى الله عليه وسلم بأعمار نوح، وإبراهيم، وموسى عليهم السلام وجدناه صلى الله عليه وسلم أصغر عمرًا منهم بكثير، ومع هذا فقد أعطاه الله على صِغر سنه، وقِصر مدَّة بعثته، ما لم يُعْطِ أحدًا ممن هو أسنُّ منه، وأطول زمنًا في البعثة، وتبعه على دينه الحقِّ من غير تحريف ولا تبديل ما لم يتبع أحدًا من الأنبياء،

بدأت أحداث ليلة الإسراء والمعراج حينما كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- نائماً، فأتاه آتٍ، فشقّ قلبه، وأخرجه وملأه حكمةً وإيماناً، ثمّ جاءت دابةٌ عظيمةٌ تسمّى البراق؛ لتحمل النبي والملك جبريل -عليهما السلام- في رحلتهما، فانطلقت بهما إلى بيت المقدس، ودابة البراق سريعةٌ جداً، حيث كانت تضع خطواتها عند منتهى نظرها، فدخل النبي المسجد الأقصى، فلقي جميع الأنبياء، فأمّهم بركعتين، ثمّ خرج بعد ذلك، فإذا بجبريل -عليه السلام- يخيّره بين كأسين؛ أحدهما الخمر، والآخر فيه لبنٌ، فاختار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اللبن، فأخبره جبريلٌ بأنّه قد اختار الفطرة،

بدأت بعد ذلك رحلة المعراج، فانطلق النبي وجبريل -عليهما السلام- إلى السماء الأولى، فاستفتحا فأُذن لهما، فإذا هو النبي آدم عليه السلام، فسلّم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ انطلقا إلى السماء الثانية، واستفتحا فأُذن لهما، فكان فيها نبيا الله عيسى ويحيى بن زكريا، فسلّما عليهما، فردّا السلام مرحّبين بهما، ثمّ عرج النبي إلى السماء الثالثة، وكذا كان في الاستقبال نبي الله يوسف، وفي السماء الرابعة كان نبي الله إدريس، ثمّ في السماء الخامسة كان نبي الله هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة كان موسى عليهالسلام، ثمّ إذا استأذنا في السماء السابعة، فإذا فيها إبراهيم عليه السلام، وكان مُسنداً ظهره إلى البيت المعمور؛ وهو بيتٌ يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، لا يعودون إليه،

الرسول صلى الله عليه وسلم بعدمامضىعليهعشرسنينفيمكة،يدعوالناسإلىتوحيدالله،وتركالشرك،أسريبهإلىبيتالمقدس،ثمعرجبهإلىالسماء،وجاوزالسبعالطباق،وارتفعفوقالسماءالسابعةعليهالصلاةوالسلام،معهجبرائيل،فأوحىاللهإليهماأوحى،وفرضعليهالصلواتالخمس، الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، فرضها الله خمسين، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلميسألربهالتخفيف؛حتىجعلهاخمسًا سبحانه،فضلاًمنه ونادى المنادي: “إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي”،

فنزل بها عليه الصلاة والسلام، في ليلة الإسراء، وأنزل الله في هذا قوله سبحانه: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”[ الإسراء:1]، فهذه الآية العظيمة بين فيها سبحانه الإسراء، أسري به من مكة على البراق، وهو دابة فوق الحمار ودون البغل، خطوه عند منتهى طرفه، كما أخبر به النبي ﷺ، فركبه هو وجبرائيل حتى وصل إلى بيت المقدس، وصلى هناك بالأنبياء،

Advertissement

ثم عرج به إلى السماء، واستأذن له جبرائيل عند كل سماء، فيؤذن له، ووجد في السماء الدنيا آدم ، آدم أباه عليه الصلاة والسلام، فرحب به وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح، ثم لما أتى السماء الثانية وجد فيها عيسى ويحيى، ابني الخالة، فرحبا به، وقالا: مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السماء الثالثة فوجد فيها يوسف عليه الصلاة والسلام، فرحب به، وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السماء الرابعة فوجد فيها إدريس، فرحب به، وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السماء الخامسة فوجد فيها هارون عليه الصلاة والسلام، فرحب به، قال: مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السادسة فوجد فيها موسى عليه الصلاة والسلام، فرحب به، وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الصالح، ثم عرج به إلى السماء السابعة فوجد فيها إبراهيم أباه عليه الصلاة والسلام -هو من ذرية إبراهيم، محمد من ذرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام- فرحب به إبراهيم، وقال: مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح، مثلما قال آدم، مرحبًا بالنبي الصالح، والابن الصالح،

‫0 تعليق