لماذا لقب سيدنا إبراهيم بأبو الأنبياء؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

الأنبياءُ هم بشرٌ مكلَّفون بإيصالِ رسالة الله تعالى للناسِ أجمعين؛ لاتّباعِ دين التوحيد ونشر السلام على الأرض، وعبادة الله الواحد الأحد، والامتثال لأوامره، واجتناب نواهيه، وقد اختار الله تعالى أنبياءه من بينِ العالمين؛ ليكونوا قدوةً في الأخلاقِ الحسنة حتّى لا يكون للناس حُجة على الله تعالى في أنّ أنبياءه الذين يدعون لدينٍ جديدٍ لا يمتلكونَ الأخلاق الحسنة، التي هي السببُ في جعلِهم قدوةً مُتّبعة مِن قِبل الأقوام على مرّ السنين، ولتأكيد نبوّتِهم للناس فقد أيّد الله تعالى أنبياءه بمعجزاتٍ خارقة للطبيعة؛ لتكونَ الدليلَ القويّ على أنّ اللهَ موجودٌ وقُدرته فاقت حدود كل كائن حيّ، كما أنّ الله تعالى أنزلَ العذاب على أقوام الأنبياء الذين جحدوا نعمة الله عليهم، وأنكروا وجوده وزادوا في كفرهم، وذلك ليكونوا عبرة للأقوام اللاحقة،ومن بين الأنبياء سنتحدث عن نبي الله إبراهيم،الذي لقب بأبو الأبياء فلماذا لقب بهذا الإسم هذا ما سنتعرف عليه في هذا الفيديو فتابعوا معنا:

يُعرّف النبي بأنّه إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- من البشر ليوحي إليه بشريعةٍ أو دينٍ سواءً كلّف بالتبليغ أم لم يُكلّف، وتجدر الإشارة إلى أن الله -تعالى- بعث في كل أمةٍ من الأمم السابقة نبيّاً ليبلّغ شريعة من سبقه من الرسل، أو رسولاً يبلّغ قومه شريعة مستقلّة، مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ)، ولذلك فإن عدد الأنبياء -عليهم السلام- كثيرٌ جداً، وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصص وأسماء خمسة وعشرين منهم، أما البقيّة فلم يرد ذكرهم،

السبب في إطلاق اللقب على نبي الله إبراهيم عليه السلام لأن جميع الأنبياء من بعده كانوا من ذريته، فسيدنا نوح عليه السلام لم يكن من ذريته أنبياء، أما إبراهيم فمن ذريته إسماعيل وإسحاق ومن ذريتهم بقية أنبياء الله حتى سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – ففي ذكر نسب محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام – يصل نسبه لإسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام –.كم جاء في قوله تعالى ، في سورة الأنعام،84،

(وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)
والأصل في التسمية لا يعود لترتيبه بين الأنبياء، فسيدنا لوط عليه السلام خرج في وقته وكان ابن أخ له، ولكن لم يأتي في نسله نبيٍ أخر، وقد تزوج إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام من واحدة ينحدر نسلها من بيت أخ لإبراهيم عليه السلام ولكن لم يكن نبيًا ولم يكن في نسله أنبياء،

وردت حياة سيدنا إبراهيم عليه السلام في التوارة والقرآن، ولذلك فإن التعريف باسمه وأبناءه يختلف حسب ما جاء في كلٍ منهما، فعند المسلمين يعرف باسم إبراهيم بن ءازر فقد جاء في كتاب الله “وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازر”، أما عند اليهود فيعرب باسم إبراهيم بن تارح؛ كما جاء في سفر التكوين، ويرجع نسب إبراهيم إلى سيدنا نوح عليه السلام؛ فهو العاشر في شجرة نسب نوح. وقد اختلفت الروايات التاريخية في ذكر مكان ولادته، فيقال في حران ويقال في أور بالقرب من بابل بالعراق، وفي تاريخ ولادته خلافاً أكبر، فيقال انه ولد ما بين القرن الثاني والثالث قبل الميلاد، ولكن لم تأتي المصادر بتاريخ مؤكد لولادته، وجاء فقط في التوراة تحديد بولادته سنة 1900 قبل الميلاد، ويعد ذلك أقدم تأريخ لولادته عليه السلام،وقد تزوج إبراهيم بثلاثة نساء هن “سارة وهاجر وقطورة، فأنجب من السيدة سارة سيدنا إسحاق، وأنجب من السيدة هاجر سيدنا إسماعيل، ومن السيدة قطورة ستة أبناء لم يكن منهم نبيًا،

ولمّا بلغ -عليه السلام- الأربعين من عمره وأصبح قادراً على مواجهة الباطل، بعثه الله -تعالى- بالرسالة وأمره بدعوة قومه إلى توحيد الله -تعالى- ونبذ الشرك، فأخذ إبراهيم -عليه السلام- يدعو إلى الله تعالى، وبدأ بأقرب الناس إليه وهو أبوه آزر، ثم قومه، ثم ملكهم النمرود، وكان يستخدم أساليب متنوّعة في الدعوة، إلى أن لجأ إلى وسيلةٍ تدلّ على ذكائه وفطنته، حيث كسر الأصنام جميعها إلا الصنم الكبير، ووضع المعول في رأسه، ولما سأله قومه أخبرهم بأن كبيرهم من حطّم الأصنام، فعلموا في أنفسهم أنها حجارةٌ لا تضرّ ولا تنفع، ولكنّهم حكموا على إبراهيم بالتحريق بالنار، فأخزاهم الله -تعالى- وجعل النار على إبراهيم برداً وسلاما،

وبعد أن نجا إبراهيم -عليه السلام- من النار، قرّر الذهاب إلى النمرود الذي ادّعى الألوهية، ودعوته إلى التوحيد، ولمّا ذهب إليه ودعاه، لم يكتفي النمرود برفض الدعوة، بل أخذ يجادل في الدفاع عن ادّعائه للألوهية، فسأل إبراهيم: “من ربك”؟ فقال إبراهيم: “ربي الذي يحيي ويميت”، فقال النمرود: “أنا أحيي وأميت”، وكان قصد إبراهيم -عليه السلام- أن الله -تعالى- المتحكّم بأرواح الخلق التي يحيون بها، ويموتون بسلبها، بينما كان قصد النمرود أنه يمكن أن يأتي برجلين حكم عليهما بالقتل، فيأمر بتنفيذ القتل بالأول، فيكون بذلك قد أماته، ويعفو عن الثاني، فيحييه،

وعلى الرغم من قدرة إبراهيم -عليه السلام- على بيان اختلاف المقصود في الإماته والإحياء، إلا إنه ترفّع عن الجدال، وطلب من النمرود طلباً آخر له علاقة بالإيجاد والعدم، والإحياء والإماتة، حيث قال: (فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)، فبُهت النمرود، وعجز عن الإجابة، لأنه لا يستطيع ادّعاء التحكّم بحركة الشمس، وباء بغضبٍ من الله تعالى، مصداقاً لقوله عز وجل: (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)،البقرة ،258.

Advertissement

وهذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،لاتنسى عزيزي المشاهد الإعجاب بالفيديو والإشتراك في القناة تشجيعا لنا لنستمر في نشر المزيد من الفيديوهات، دمتم في رهعاية الله،

‫0 تعليق