هل تعلم أن الكعبة هو أول بيت شيد في الأرض؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

الكعبة المشرَّفة بناء شامخ جليل يقع في قلب الحرم المكي الشريف ، وهي قبلة المسلمين ، ومحط أنظارهم وسميت الكعبة نسبة لتكعيبها وهو تربيعها وكل بناء مرتفع ( كعبة ) وقال النووي سميت بذلك لاستدارتها وعلوها وقيل تربيعها في الأصل،و سنتعرف على تاريخ الكعبة بإعتبارها أول بيت بني على الأرض فتابعوا معنا:

تعدّ الكعبة أول بيت بني على سطح الأرض استناداً لقوله تعالى: [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ] (آل عمران : 96)،والعلاقة وثيقة وأزلية بين الكعبة المشرفة منذ بنائها ومحيطها الجغرافي القريب ونعني به المسجد الحرام وأدى هذا التجاور بينهما إلى النظر في زيادة مساحات المسجد الحرام منذ بزوغ فجر النبوة وماتلا ذلك بما يتيح للمسلمين أداء شعائرهم في خشوع وطمأنينة،

ولم يكن هناك ذكر للمسجد الحرام قبل الإسلام والمتعارف عليه فقط مدار الطواف حول الكعبة المشرفة لأن العصر الجاهلي لم يتضمن صلاة تؤدى حول الكعبة بل كانوا يطوفون حولها فقط واعتاد الجاهليون الجلوس حولها في الصباح والمساء يستظلون بها من الشمس،وفقاً لما ورد في الروايات التاريخية والدينية قد بنيت الكعبة اثنتي عشرة مرةً على مر أزمنة مختلفة منذ بدء الخليقة، كان أولها أن قامت الملائكة بوضع حجارة الأساس للمبنى التي يروى أنّها كانت من حجارة الجنة، وقام بعد ذلك آدم عليه السلام بتشيد المبنى وبناه من بعده ابنه شيت إلا أنّه هدم بفعل الطوفان في عهد نبي الله نوح عليه السلام، حيث روى عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “بَعَثَ اللَّهُ جِبْرِيلَ إِلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ ، فَقَالَ لَهُمَا: ابْنِيَا لِي بِنَاءً ، فَخَطَّ لَهُمَا جِبْرِيلُ ، فَجَعَلَ آدَمُ يَحْفِرُ وَحَوَّاءُ تَنْقِلُ حَتَّى أَجَابَهُ الْمَاءُ، نُودِيَ مِنْ تَحْتِهِ: حَسْبُكَ يَا آدَمُ فَلَمَّا بَنَيَاهُ أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ يَطُوفَ بِهِ، وَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ أَوَّلُ النَّاسِ، وَهَذَا أَوَّلُ بَيْتٍ، ثُمَّ تَنَاسَخَتِ الْقُرُونُ حَتَّى حَجَّهُ نُوحٌ، ثُمَّ تَنَاسَخَتِ الْقُرُونُ حَتَّى رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْهُ”،

قام سيدنا إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل ببناء الكعبة مرة أخرى امتثالاً لأمره تعالى: [ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ] (البقرة : 127)، بقيت الكعبة بعد ذلك على حالها حتى سكنت مكة بعض القبائل العربية يدعون العماليق وجرهم الذين أصلحو ما تضرّر من بنيانها بفعل الزمن والعوامل الطبيعيّة، وكانت الكعبة كلَّ الفترةِ السابقة غير مسقوفة الى أن سقفها قصي بن كلاب وهو واحد من أجداد النبي محمد صلى الله عليه وسلم،
فسكنت فيه أقوام مختلفة، وتعاقبت على ولاية الكعبة العمالقة ، وجرهم ، وخزاعة ، وقريش ، وغيرهم،

وكانت الكعبة موضع تعظيم وإجلال الناس والولاة على مكة، يعمرونها ويجددون بنيانها عند الحاجة، ويكسونها، ويحتسبونه فخرًا وتشريفًا لهم، حتى جاء الإسلام فزاد في تشريفها، وحث على تعظيمها، وتطهيرها، وكساها النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة بعده،

وفي الماضي كان هناك من يقدم للكعبة المشرفة الهدايا ممثلة في أباريق وسطول من النحاس والفضة تستخدم للغسيل لكن في العهد السعودي أصبحت عملية إصلاح وترميم الكعبة المشرفة من ضمن اهتمامات الدولة ولم تعد هناك حاجة لمثل هذه الهدايا،

وكانت قريش قد أعادت بناء الكعبة قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وتركت جزءًا من البيت تابعًا للحِجْر ؛ لأن النفقة قد قصرت بهم،

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يحب أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام ، وأن يُدخل الجزء الذي تركوه من الكعبة ، وأن يجعل لها بابين لاصقين بالأرض ، كما في حديث عائشة رضي الله عنها : ” لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية ، لأمرت بالبيت ، فهدم ، فأدخلت فيه ما أخرج منه ، وألزقته بالأرض ، وجعلت له بابين بابًا شرقيًّا ، وبابًا غربيًّا ، فبلغت به أساس إبراهيم”  رواه البخاري،وفي سنة 64هـ لما تولى حكم الحجاز عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، بَنَى الكعبة المشرفة على ما أحب النبي – صلى الله عليه وسلم – ، مشتملة على ما تركته قريش ، وجعل لها بابين ، باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه،

بحيث تعرضت الكعبة لحريق كبير ناتج عن ضربها بالمنجنيق من قبل جيوش يزيد بن معاوية حين احتمى عبد الله بن الزبير وصحبه داخل الكعبة أثناء حصار جيوش الأمويين لمكة، ليقوم بعد ذلك عبد الله بن الزبير بهدمها وإعادة بنائها ولكن على قواعدها القديمة التي بناها إبراهيم عليه السلام، الى أن قامت الحروب مرة أخرى بين الأمويين وعبد الله بن الزبير في عهد عبد الملك بن مروان الذي قضى على عبد الله بن الزبير بأن أرسل عليه جيوش الأمويين بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي وهاذا كان في سنة 74هـ ، حاصر الحجاج مكة المكرمة ،وكتب إلى عبدالملك بن مروان يخبره أن ابن الزبير قد بنى البيت على أسس نظر إليه العدول من أهل مكة ، يعني به قواعد إبراهيم عليه السلام ، فأمره بأن يرد الكعبة على البناء الأول الذي بنته قريش ، فنقض البناء من جهة الحجر ، وسد الباب الذي فتحه ابن الزبير ، وأعاده إلى بناء قريش،

وفي عام 1630م – في عهد السلطان العثماني مراد الرابع – تضررت الكعبة بسبب السيول الضخمة التي ضربت مكة في ذلك العام، فأمر السلطان مراد بإعادة إعمارها لتكون البناء الحالي الشاهد أمامنا اليوم.

Advertissement

وهذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،.


‫0 تعليق