هل تعرف الفرق بين الكافر والمشرك ؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

الإسلام: هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام:” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ”، آل عمران: 19 ،الإسلام يعني: الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا هو الإسلام، ومن ذلك: أداء الصلاة.. أداء الزكاة.. صوم رمضان.. حج البيت.. بر الوالدين.. صلة الرحم.. ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام، وسمي دين الله إسلامًا؛ لأنه ذل لله وانقياد لطاعته وترك لمعصيته فلهذا قيل له: الإسلام، يقال: أسلم فلان لفلان يعني: ذل له وانقاد لأوامره، فالإسلام: هو الانقياد لأوامر الله والطاعة لأوامر الله عن خشوع وعن ذل وعن انكسار وعن رغبة فيما عند الله مرضاة له، ولكن كثيرا ما نسمع عبارة مشرك أو كافر في أذهاننا، ولكن لنتوقف لحظة عند هذين العبارتين، فما هو الفرق بينهما؟

الكفر في الإسلام هو مصطلح شامل لكل البشر (الغير مؤمنين بالله والمشركين به) أياً كانت معتقداتهم وتوجهاتهم وذلك لأن المؤمن بالله كافر بما سواه والمؤمن بغير الله كافر بالله، وقد يعثر على الكفر في سياق آخَر مثل الجحود بالنعمة، أو نكران الفضل، ومنه اشتق التكفير،

المشرك والكافر يجمعهما معنى واحد وهو الكفر بالله، ويفرقهما أنّ الكفر هو جحود بكل ما أتاه به الله من فرائض وسنن، مثل أن يجحد بإقامة الصلاة والصوم والحج، والكفر أشد من الشركِ لعدم إيمانه بالله وبالرسل وما جاءوا به. أما المشرك فهو يقوم بعبادة مخلوقات سواء كانت أشخاصاً أو نجوماً أو حيواناتٍ مع الله، فهو يتذلل لهم ويصوم ويقوم بكل الشعائر،

الكفر؛ هو جحد الحق وتكذيبه ورفض عبادة الخالق وعدم تصديق ما جاء به الرسل، أما الشرك فهو أن يعبد مع الله إلهاً آخر، وينقسم الشرك إالى نوعين؛ شرك أصغر وشرك أكبر، والشرك الأكبر أعظم، وفاعله خارج عن الملةِ، وهو في ثلاثةِ أنواع : الشرك في الربوبية، باعتقاده أنّ هناك متصرفاً آخر مع الله يدير الكون، ويقال على ذلك ادّعاء فرعون بأنه إله مع الله على الأرض. والشرك بالألوهية، وهو أن يتجه لعبادة الأوثان والأصنام حتى تقربه من الله تعالى، والله جل جلاله لم يجعلْ واسطة بينه وبين المخلوق. والشرك بالأسماء والصفات، وهو اعتقاده بأن هناك مخلوقاً يتصف بصفات الخالق ويعلم الغيب كالدجالين والأولياء، وكل من يدعي ذلك كاذب دجال. وأما الشرك الأصغر فهو يتمثل بالرياء، الذي تكون غايته ليس نيل رضا الله، بل غاية بالدنيا كنيلِ المناصب والجاه،

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

الكفر جحد الحق وستره ، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا ، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك،

أما الشرك فهو : صرف بعض العبادة لغير الله ، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك ، أو يذبح لهم أو ينذر لهم ، ويطلق على الكافر أنه مشرك ، وعلى المشرك أنه كافر ، كما قال الله عز وجل : ( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون/117 ، وقال سبحانه : ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ) المائدة/72 ، وقال جل وعلا في سورة فاطر : ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) فاطر/13، 14 ، فسمى دعاءهم غير الله شركا في هذه السورة ، وفي سورة المؤمنون سماه كفراً،

وقال سبحانه في سورة التوبة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) التوبة/32، 33 ، فسمى الكفار به كفاراً ، وسماهم مشركين ، فدلَّ ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً ، والمشرك يسمى كافراً ، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ،

ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْك الصَّلاةِ ) ، أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه ، والله ولي التوفيق”

Advertissement

فعبادة الخالق هي غاية خُلقنا لأجلها، وهي الخضوع له والتذلل، وهي مطلقة للخالق وحده سبحانه وتعالى، ويجب طاعته بكل أمر ونهي عن معصية، والمخلوق وجد لتلك الغاية فيجب عليه طاعة الله وعدم الجحود بفرائضه، وعدم الشرك لغيره وَ في حياتنا أسئلة كثيرة نطرحها، ومن هذه الأسئلة؛ ما هو الفرق بين المشرك والكافر ومتى يكون الشرك كفراً،

‫0 تعليق