من هو الشخص الذي تحدي النبي صلي الله عليه وسلم بأن يضع قدمه فوق رأسه وهو ساجد؟!!!

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الصلاة عند الكعبة، فقال له أبو جهل: يا محمد إذا سجدت عند الكعبة، فسوف أدوس على رأسك.
فلم يطعه رسول الله عليه الصلاة والسلام، فتوجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة ليصلّي، فقال أبو جهل مرّة أخرى: يا محمد إذا سجدت عند الكعبة، فسوف أدعو جميع قريش ليروا كيف سأدوس على رأسك، ولم يطعه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبدأ بالصلاة، فدعا أبو جهل قريشا، فعندما سجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ذهب إليه أبو جهل، فعندما اقترب أبو جهل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقف صامتا ساكنا لا يتحرك، ثم بدأ بالرجوع، فقالت له قريش: يا أبا جهل ها هو الرسول صلى الله عليه وسلم لمَ لمْ تدس على رأسه، وتراجعت؟؟
قال أبو جهل: لو رأيتم ما رأيته لبكيتم دماً.
قالوا: وما رأيت يا أبا جهل؟؟
قال: إن بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً، وأجنحة.
قال رسول الله صلى عليه وسلم: ” لو فعل لأخذته الملائكة عياناً “
تفسير الآيات:
أمر أبو جهل بدعوة قريش بقوله تعالى:” فليدع نادية” فرد عليه رب العالمين: إذا جمعت أهل قريشا، فسوف أجمع ملائكة العذاب ليمنعوك بقوله تعالى: “سندع الزبانية” فقال الله لرسوله: اسجد ولا تطعه، وسوف أحميك، بقوله تعالى: كلا لا تطعه واسجد واقترب


هل هذه القصه هي القصه الحقيقه أم أن ذلك ما نشر خطأ وتداول بين الناس ؟؟؟؟
هذه الصيغة المنتشرة هي تحريف وكذب. ولم يحصل حوار بين أبي جهل وبين النبي ﷺ أصلاً في تلك الوقعة.

– وإليكم الروايات الصحيحة للقصه
———————–
أ- من تفسير ابن كثير: قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرة قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يعفِّر مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي كَذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، ولأعفِّرن وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلي لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجأهم مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدقا مِنْ نَارٍ، وهَولا، وَأَجْنِحَةً. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا”. قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ -لَا أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَمْ لَا-: {كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.

وَقَوْلُهُ: {كَلا لَا تُطِعْهُ} يَعْنِي: يَا مُحَمَّدُ، لَا تُطِعْهُ فِيمَا يَنْهَاكَ عَنْهُ مِنَ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعِبَادَةِ وَكَثْرَتِهَا، وصلِّ حَيْثُ شِئْتَ وَلَا تُبَالِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ حَافِظُكَ وَنَاصِرُكَ، وَهُوَ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}. انتهى.

ب- في صحيح مسلم: (قالَ أَبُو جَهْلٍ: هلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قالَ فقِيلَ: نَعَمْ، فَقالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذلكَ لأَطَأنَّ علَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ في التُّرَابِ، قالَ: فأتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ علَى رَقَبَتِهِ، قالَ: فَما فَجِئَهُمْ منه إلَّا وَهو يَنْكُصُ علَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بيَدَيْهِ، قالَ: فقِيلَ له: ما لَكَ؟ فَقالَ: إنَّ بَيْنِي وبيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِن نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لو دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ المَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا). صحيح.

ت- في صحيح البخاري: ( قالَ أبو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الكَعْبَةِ لَأَطَأنَّ علَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: لو فَعَلَهُ لَأَخَذَتْهُ المَلَائِكَةُ). صحيح.

————————————
وتفسير الآيات الخاصة بتلك الواقعة:
———————————–
أ- تفسير ابن كثير رحمه الله: قَالَ تَعَالَى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى} نَزَلَتْ فِي أَبِي جَهْلٍ، لَعَنَهُ اللَّهُ، تَوَعَّدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّلَاةِ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَوَعَظَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَوَّلًا فَقَالَ: {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى} أَيْ: فَمَا ظَنُّكَ إِنْ كَانَ هَذَا الَّذِي تَنْهَاهُ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمَةِ فِي فِعْلِهِ، أَوْ {أَمَرَ بِالتَّقْوَى} بِقَوْلِهِ، وَأَنْتَ تَزْجُرُهُ وَتَتَوَعَّدُهُ عَلَى صِلَاتِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} أَيْ: أَمَا عَلِمَ هَذَا النَّاهِي لِهَذَا الْمُهْتَدِي، أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ، وَسَيُجَازِيهِ عَلَى فِعْلِهِ أَتَمَّ الْجَزَاءِ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى مُتَوَعِّدًا وَمُتَهَدِّدًا: {كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} أَيْ: لَئِنْ لَمْ يَرْجِعْ عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنَ الشِّقَاقِ وَالْعِنَادِ {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ} أَيْ: لنَسمَنَّها سَوَادًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمَّ قَالَ: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} يَعْنِي: نَاصِيَةَ أَبِي جَهْلٍ كَاذِبَةً فِي مَقَالِهَا، خَاطِئَةً فِي فعَالها. {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أَيْ: قَوْمَهُ وَعَشِيرَتَهُ، أَيْ: لِيَدَعُهُمْ يَسْتَنْصِرُ بِهِمْ، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وَهُمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ يغلبُ: أحزبُنا أَوْ حِزْبُهُ … وَرَوَى أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ جَرِيرٍ -وَهَذَا لَفْظُهُ- من طريق داود بن أبي هند، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ -وَتَوعَّده- فَأَغْلَظَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتهره، فقال: يا محمد، بِأَيِّ شَيْءٍ تُهَدِّدُنِي؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَكْثَرُ هَذَا الْوَادِي نَادِيًا! فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مِنْ سَاعَتِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

ب- تفسير الطبري رحمه الله: عن قتادة ( كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) ذكر لنا أنها نـزلت في أبي جهل، قال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأنّ عنقه، فأنـزل الله: ( كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) قال نبي الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه الذي قال أبو جهل، قال: ” لو فعل لاختطفته الزبانية “. ا.ه

أما عن البلاغة في قوله تعالى فليدع ناديه

Advertissement

 إنّ كلامَ الله لهو الإعجاز الحقّ في شتّى النّواحي، ومنها البلاغة، والبيان، ومن علم البلاغة ما يُسمّى بالمجاز المُرسل، وهو مجاز تكون العلاقة فيه غيرَ متشابهة، أو أنّ له عدّة علاقات، ومن هذه العلاقات ما يُطلق عليه بالعلاقة المحليّة، حيث يُذكر لفظ المحلّ، ويكون المقصودُ الحالَ منه، فقوله تعالى:(فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ)،[٤]خرج إلى السّخرية من أبي جهل، والإيجازُ فيه أنّ النّادي هو مكان الاجتماع، بيد أنّ المقصودَ العشيرة، والأنصار،[٥] والتّعميم هو الفائدة من المجاز هنا، حيث إنّ الناديَ يحتوي الأهلَ والأنصارَ، فالإنسان يختارُ في ناديه المخلصين له، والمدافعين عنه بصدق.


‫0 تعليق