ماهي الاسباب التي تؤدي الى الفشل في الحياة لكي نتجنبها

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

في حياة كل منا الكثير من الأسرار والخبايا، ولكل منا طموح وأحلام نحاول قدر الإمكان تحقيقها، حيث أن الفشل في الحياة من الأمور التي لا يجب تقبلها، ويجب أن نكون متمسكين بالعزيمة والإصرار والبناء، وعلى الرغم من سعينا الدائم لهذا إلا أننا نتعرض إلى الفشل في كثير من الأحيان، فما هي الأسباب التي تؤدي إلى الفشل في الحياة كي نتمكن من تجنبها وتفاديها؟ أولا عدم وضوح الأهداف

وهذا مطب يقع فيه الكثير من الأشخاص غالباً، إذ أن الدراسات أثبتت أن غالبية السكان لا يملكون هدفاً واضحاً ولديهم مستقبل ضبابي الوضوح ولا يُعرف نهايته، وهذا يُسبب ضياع الكثير من السنوات في العمر على الإنتاج والعمل.

يحتاج الإنسان إلى أن يُحدد هدفاً في حياته، حيث يُعتبر من المفاتيح الأساسية التي تساعد على نجاح الإنسان في حياته. ولا يزال عِلم تطوير النفس من الأمور المستحدثة لدى العرب، بالرغم من وجوده في البيئة الغربية من قديم الزمان، ومن أجل أن يُحقق الإنسان النجاح يجب أن يقوم على وضع الأهداف الخاصة به بكل وضوح، عن طريق تحديد الهدف بشكل واقعي وتحديد الزمن المُناسب لتحقيقه بما يتناسب مع القدرات الخاصة للإنسان، ويجب أن يكون الإنسان على دراية تامة بأن وجود الغاية أو الهدف لن ينعدم مع وجود الوسائل التي تتلائم مع الهدف الخاص به، ويعتبر الإنسان دون هدف فريسة سهلة للآخرين، حيث يتم السيطرة عليه وسوف ينحصر في أهداف من حوله.

ويعتبر الفراغ الروحي الذي يصيب الإنسان والكآبة النفسية هي أحد الأمور التي تظهر بسبب عدم وجود هدف واضح في حياة الإنسان، حيث يجب أن يضع الإنسان بعض الغايات والأهداف التي تجعل لحياته معنىً يعيش من أجله، ويجب أن تكون مرضاة الله -عزّ وجلّ- هي الهدف الأساسي في حياة الإنسان، لأن هذا الهدف هو سبب استقرار وسرور الإنسان في حياته وبعد مماته.

معرفة الهدف من الحياة من الممكن أن يشعر الإنسان بضياع معنى الحياة، ولهذا عليه أن يبحث عن هدف يثير الشغف في حياته، فمن الممكن أن يجد الإنسان هدف حياته عن طريق اللجوء إلى هذه الطريقة:

تقييم النفس: من أجل تحقيق الأهداف يجب أن يقوم الإنسان بتقييم نفسه، ويتحقق هذا الأمر عن طريق هذه النقاط:

من الممكن أن يقوم الإنسان بتخصيص كتيب صغير من أجل كتابة أهداف حياته وتقييمها، حيث يساعد هذا الأمر على التعبير عن الآراء الخاصة بالإنسان بصدقٍ وانفتاح، وأن يكون الإنسان على دراية تامة بالأمور التي يحب القيام بها، والأمور التي يجب تغييرها في حياته.

من الممكن أن يعرف الإنسان الهدف من حياته عن طريق كتابة الأمور التي يستمتع بالقيام بها، والتي تتصل بشكل أو بآخر بالعمل.

من الممكن أن يقوم الإنسان في تخيل ذاته بعد أن يكبر في السن، وأن يتخيل حياته في تلك الفترة، ثم يبدأ في العمل بشكل عكسي من أجل أن يحقق أهدافه والأمور التي يحتاجها ما بين الفترة الحالية وفترة الكهولة، على سبيل المثال من الممكن أن يكون الهدف هو الحصول على عائلة، أو حياة مهنية سعيدة، أو الحصول على أطفال في سن ما بعد الخامسة والعشرين.

أن يقوم الإنسان بتحديد الأمور التي تناسبه دون الاستماع لأعضاء المجتمع الذين يحيطون به، والذين يتوقعون منه أموراً لا تناسبه، ولهذا يجب على الإنسان النظر في الأمور التي يُريد أن يُغيّرها دون إعارة آراء الآخرين أي اهتمام.

التعرّف على الهدف من الإنسانية، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يكون الهدف من الإنسانية هو مساعدة الآخرين من أعضاء المجتمع، وفي هذه الحالة يرى الإنسان أن الهدف الذي يسعى إليه هو مساعدة من حوله.

كسر القواعد:

قد يحتاج الشخص للخروج عن المعتاد لاكتشاف هدفه، وفيما يأتي نصائح مفيدة: البحث عن الأشخاص الملهمين، سواء كانوا من الحياة المعاصرة أو من التاريخ القديم، كما يجب تحديد السبب وراء ذلك الإلهام، سواء كانت ميزات الشخصية أو عمل قام به ذلك الشخص.

التعرف على نقاط القوة في الشخصية من أجل تحديد الهدف، فمن الممكن التعرف على تلك النقاط عن طريق سؤال أحد الأصدقاء عن ذلك.

من الممكن أن يقوم الإنسان بتحديد الهدف الخاص به بعد عملية التقييم الذاتية ومعرفة آراء الآخرين به، وعلى الإنسان أن يكون على دراية تامة بأن الهدف قابل للتغيير في المستقبل، فمن المهم تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق الهدف ما إن يتم اختياره.

ثانيا: الرفقاء المحبطون

هناك مقولة شهيرة جداً لجبران خليل جبران يقول فيها: “وضعت لافتة على بيتي تقول: ممنوع دخول المتشائمين والمُحبِطين”، وقد يضحك الكثيرون من هذه المقولة لكننا لو انتقلنا إلى أرض الواقع فسنكتشف كيف أنها صحيحة للغاية، فالصديق الناجح والذي يسعى لتحقيق أهدافه سيدفعك لعمل المثل وأن تكون مثله، فيما سيجرك الصديق المُحبط إلى الفراغ والفشل.

ثالثا: عدم وجود مخطط عمل

قد يملك الأشخاص أهدافاً لحياتهم وأحلاماً وطموحات، ولكنهم يواجهون جداراً آخر ألا وهو عدم التخطيط، فلا يحسب الوقت ولا المال ولا الجهد، ويضيع الثلاثة بين المدخلات والمخرجات مما يؤدي إلى سقوط سريع.

رابعا الغرور

قد ينجح الشخص بالفعل ويقوم بتحقيق بعض أحلامه، فتأخذه العزة بالإثم ويصيبه كبرياء وغرور بغير موضعه مما يجعله يتراخى وينصرف عن الاهتمام بالهدف والشيء الأساسي، إلى الاهتمام بالشكل والقشرة الفارغة حتى يسقط عن درجات السلم درجة تلو درجة.

ويجب أن نشير إلى أن هناك فارق بين الغرور والثقة 

تعرف الثقة بالنفس بأنها الاعتداد بالنفس نتيجة عدّة عوامل، أهمّها: القدرة على تجاوز المواقف الصعبة، والنجاح المتكرّر، وتوطين النفس بالتسامح، والحكمة في التعامل، بينما يعرف الغرور بأنّه الشعور توهم كامل للعظمة، وبالتالي فإنّ الفرق بينهما أنّ الثقة بالنفس ناتجة عن تقدير الإمكانات المتوفّرة، أمّا الغرور فهو إساءة التقدير لهذه الإمكانات المتوفّرة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه قد تتحوّل الثقة بالنفس إلى غرور عندما يرى صاحبها أنّه قادر على عمل كل شيء، لذلك يجب الموازنة بين جمال الروح وجمال الشكل، فكلّما زادت الثقة بالنفس أصبح الإنسان أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة وهمومها، ولكن إذا تجاوزت الثقة بالنفس الحد المطلوب أصبحت خطراً على صاحبها؛ لأنها تتحول إلى غرور.

خامسا ضعف الإرادة والتصميم 

من المحال أن تجد أشخاصا ناجحين على الدوام، فالحياة مد وجزر وهناك من ينجح اليوم ويخفق بعد سنوات، والإخفاقات ما كانت إلا لكي نتعلم من أخطاءنا ونضعها لنصعد عليها نحو سلم النجاح، ولكن الكثيرين يفقدون الصبر وتنفذ إرادتهم وتصميمهم وسريعاً ما يتعبون.

سادسا: عدم وجود القدوة السليمة

من الجيد أن يسمع الإنسان عن قصص الناجحين في الحياة، وخاصة أولائك الذين بدأوا من ظروف مادية وبيئية ومجتمعية صعبة وانتصروا عليها وصنعوا نجاحهم بأيديهم، فهذه القصص مماثلة دفعة حقيقية إلى الشخص للتغلب على الصعاب ومن ثم النجاح، فيما ستكون الأمثلة السلبية محبطا ومثبطا.

سابعا: عدم إصلاح الذات

يجب على الإنسان أن يُصارح نفسه بسلبياته ويعمل على التغلب عليها وتحويل السلبيات إلى إيجابيات، فذلك سيدعم نجاحات الإنسان ويقلل من فرص الفشل.

كلُّ إنسان منَّا يسعى إلى إصلاح نفسه وتَغْييرها، والبعض يَيْئَسُ منها، ويظن أنَّ الإصلاح أمرٌ محال، لن يَصِل إليه، وفي هذه السُّطور بعضٌ من الطرق السَّهلة التي تساعدك على تغيير نفسك وإصلاحها.

الطريقة الأولى: ابدأ بأسهل خطوة:

ابحث عن شيءٍ يَسْهل عليك تغييره في حياتك، وابدأ به، كقراءة صفحةٍ في كلِّ يوم، أو كلمةٍ طيِّبة تقولها كلَّ يوم لمن يُسيء إليك، وهكذا ابحث عن جوانِبَ أخرى سهلةٍ، وهذا يُعطي لك حافزًا أكبر نحو إصلاح نفسك وتغييرها.

الطريقة الثانية: القراءة:

احرص على القراءة عن التغيير وإصلاح النفس، في قصص الناجحين، وأخبار العُظماء، وكيف وصَلوا إلى القمة.

الطريقة الثالثة: المكافأة:

كافئ نفسك على ما تقوم به من النَّجاح في إصلاح نفسك، ولو كان صغيرًا، فالمكافأة من أحسن الوسائل المحفِّزة على التغيير.

Advertissement

الطريقة الرابعة: التفكير الدائم في التغيير:

فكِّر دائمًا في إصلاح نفسك، ولو على سبيل التخيُّل، وأحلامِ اليقظة، لكن دون مبالغة في ذلك، فاجعل هذه الخواطرَ الواردة على قلبك، تدفعك إلى التغيير، حتَّى ولو كانت خطواتٍ صغيرةً؛ يقول ابن القيم – رحمه الله -: “واعْلَم أنَّ الخاطرات والوساوس تؤدِّي متعلقاتُها إلى الفكر فيأخذها الفكرُ فيؤدِّيها إلى التذكُّر، فيأخذها الذِّكْر، فيؤدِّيها إلى الإرادة، فتأخذها الإرادة، فتؤديها إلى الجوارح والعمل، فتستحكم، فتصير عادة”

الطريق الخامس: الدعاء:

وهذا أسهل الطرق، وأهَمُّها على الإطلاق، وهو من أنفع الوسائل في تحقيق الأهداف؛ يقول الإمام ابن القيِّم – رحمه الله -: “وكذلك الدُّعاء؛ فإنَّه من أقوى الأسباب في دَفْع المكروه، وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلَّف أثَرُه عنه؛ إمَّا لِضَعفه في نفسه – بأن يكون دعاءً لا يحبُّه الله؛ لما فيه من العدوان – وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله، وجمعيَّته عليه وقت الدعاء، فيكون بِمَنْزلة القوس الرخو جدًّا؛ فإنَّ السهم يَخْرج منه خروجًا ضعيفًا، وإمَّا لحصول المانع من الإجابة: من أكْلِ الحرام، والظُّلم، ورَيْنِ الذُّنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة والشَّهوة واللهو، وغلَبَتها عليها”

‫0 تعليق