ماذا يسمى هواء الجنة؟ ولماذا سمي بهذا الإسم؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

شرع الله -تعالى- عدّة أحكام في الشّريعة الإسلاميّة وجعل في النّفس البشريّة محفّزات لتدفعها إلى عبادة الله -تعالى- وطاعته، فبعض النّاس يخاف من نزول العذاب المذكور في القرآن الكريم فيه؛ ممّا يدفع ويحفّز إلى الطّاعة والالتزام بأوامر الله تعالى، وبعض النّاس يميلون بفطرتهم إلى التّرغيب وانتظار الأجر والعاقبة الحَسَنة فيقومون بأوامر الله -تعالى- رغبةً في المنقلب الحَسن، وكانت إحدى طرق ترغيب النّاس بالطّاعات والعبادات ذِكْر الجنّة ووصفها وصفاً دقيقاً؛ ليتشجّع الناس ويُقبلون على أوامر الله -تعالى- وينتظرونها بلهفةٍ ورغبةٍ، ويلتزمون بما يوصلهم إلى الجنّة ويجتنبون ما يُبعدهم عنها، وفي المقال الآتي بيان أوصاف الجنّة وذكر بعض الأحاديث النبويّة والآيات القرآنية التي وصفت الجنّة وأهلها،ولقد جاء وصف الجنة في العديد من الآيات والأحاديث،ومن هذا الوصف نذكر هواء الجنة،فماذا يسمى هواء الجنة؟

قد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الدنيا دار اختبار وابتلاء، وعوَّض كل من صبر فيها بجنة عرضها السماوات والأرض، ومن الجدير بالذكر أنَّ الحياة الدنيا بمصائبها وجميع شهواتها ما هي إلّا مرحلة عابرة في حياة الإنسان كما أنَّها قصيرة جدًّا مهما طالت، ولذلك يجب أن يحرص المؤمن على طاعة الله سبحانه وتعالى ونيل مرضاته، وتأدية جميع الفرائض المطلوبة منه واجتناب جميع نواهيه، وممّا لا شك فيه أنَّ رحمة الله جل جلاله بعباده واسعة وعظيمة لا مدّ لها، فقد سخّر للإنسان على هذه الأرض كل ما يحتاج إليه، وأرسل له الأنبياء ليهدونه إلى طريق الحق ويصرفونه عن طريق الضلال، ورزقه من الطيبات كلّها، وبيّن له كل ما هو مباح له وكل ما هو مُحرّم عليه،ولذلك يجب على الإنسان أن يتبّع طريق الهداية وأن يطمح إلى دخول الجنة، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ جنات الله سبحانه وتعالى لا وصف لها، وقد أشارت الكثير من الدلالات إلّا أنَّه مهما حاول الإنسان أن يتخيل شكل الجنة فلن يستطيع أبدًا أن يدرك ماهيتها،

أما فيما يتعلق بهواء الجنّة فهو يختلف اختلافًا تامًا عن الهواء الذي يتنفسه النّاس على الأرض حتى بالاسم، فاسم هواء الجنّة هو سجسج،والسجسج هو الهواء المعتدل الطّيّب الذي ليس فيه حر ولا بردوتُشير هذه الكلمة إلى وصف وسطيّ لهواء الجنة ما بين البرد والحرّ، فالسجسج هو الهواء المعتدل الذي يرتاح الإنسان في وجوده، ولا يُسبّب له أي نوع من الأذى، فهي تُشير إلى الظل الذي يمتد لمسافات طويلة كما بين فترة طلوع الفجر وحتى شروق الشمس، فالمسلمون عند دخولهم الجنة لا يروّن فيها حرّ الشمس الحارقة، ولا يشعرون فيها ببرودة الشتاء المؤذية، فجنة الله سبحانه وتعالى هي دار سكينة وراحة للإنسان، ولذلك يجب أن يسعى الإنسان لدخول الجنة والخلود فيها،

وأعظم نعيم لأهل الجنّة هو تكريم الله لعباده بالنّظر إلى وجهه الكريم، وبناء الجنّة من الفضّة والذّهب، وتربتها من الزّعفران وحصاها من اللؤللؤ والياقوت، وللجنّة ثمانية أبواب يدخلها المسلمون بحسب أعمالهم وفيها أنهار كثيرة، أنهار من ماءٍ غير آسن، وأنهار من خمر، وأنهار من لبن لا يتغيّر طعمه ولا يفسد، وأنهار من عسلٍ مُصفّى، وأشجار الجنّة دائمة الخُضرة والعطاء على مدار السنين، وهي أشجار كبيرة وضخمة ما بين الشجرة والأخرى مسيرة مائة عام، وقد ذلّلها الله لعباده المؤمنين ينالون ثمارها دون تعبٍ ولا جهد، ونساء أهل الجنّة من نور ثاقب، لو اطّلعت إحداهن على الأرض لأضاءت بنورها ما بين الأرض والسّماء، وخَدَم أهل الجنّة من الولدان الصّغار، الذين يقومون على خدمة أهل الجنّة وقضاء حوائجهم دون تقاعسٍ ولا تكاسل،قال الله تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} [إبراهيم: 23]،

Advertissement

ولقد حرَّم الله سبحانه وتعالى على الإنسان في الحياة الدنيا الكثير من الأمور التي يشتهيها، وجعل له على صبره وامتناعه عن ارتكاب الفواحش الكثير من الأجر والثواب، ولذلك فقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبويَّة التي وصفت الكثير من نعيم الجنة، كما ذكرت كل ما سيجده المسلمون عند دخولهم إليها،وتكون الجنة خالية من كل الكدر الذي تعرَّض له الإنسان في الحياة الدنيا. و الحياة في الجنة لا تشوبها شائبة، فلا يحزن الإنسان فيها ولا تضيق نفسه. أما طعام أهل الجنة وشرابهم لا مثيل له، كما أنَّ حليّهم وممتلكاتهم أكثر عظمة. وينال الإنسان في الجنة كل ما تشتهيه نفسه من مأكل ومشرب، وقصور. و نساء أهل الجنة جميلات، ولو أطلّت إحداهنّ على الدنيا لأضاءتها. إنَّ الجنة دار رخاء واستقرار لا يؤدّي فيها الإنسان أي شيء من عبادات الدنيا. فكلّ ما في الجنة سلام، فلا يسمع فيها الإنسان أو يرى شيئًا من الباطل.



‫0 تعليق