لماذا يضع إبليس كل صباح عرشه على الماء؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

أراد الله سبحانه وتعالى أن يخلق آدم عليه السّلام بيده ونفخ فيه من روحه لكي يستخلفه في الأرض فيعمّرها ويعبد الله تعالى، وقد بيّن ربّ العزّة مشيئته في خلق آدم لملائكته، وحين أتمّ الله خلق آدم أمر الملائكة أن تسجد له تكريماً لشأنه وتعظيما، فاستجاب الملائكة جميعهم لهذا الأمر الإلهي وسجدوا لآدم إلّا واحدٌ منهم هو إبليس لعنه الله عليه،قال تعالى:[ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى]،”البقرة،34″،وقال تعالى:[ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيس]،” الأعراف،11″،وذكر أن إبليس يضع كل صباح عرشه على الماء،وقد تتسائل عزيزي المشاهد عن سبب فعله لذالك؟ وكيف؟

ورد في الحديث الشريف عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:” إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْت كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْت شَيْئًا، ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْته حَتَّى فَرَّقْت بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ، فَيَلْتَزِمُه”، “أي: يضمه إلى نفسه ويعانقه”،فإنّ أشدّ ما يفرحه أن ينجح شيطانٌ في التّفريق بين الرّجل وزوجته، حيث يقرّبه إليه ويقول له أنت، أنت، وبالتّالي على النّاس وخاصّةً الأزواج أن يعلموا حقيقة عداوة إبليس وسعيه للتّفريق بينهم فيحاولوا جهدهم اجتناب المشاكل وأسبابها،وقد جاءات رواياتٌ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن إبليس وجنوده الذين يعملون تحت أمره بالإفساد والعصيان،

وجاء في (البداية والنهاية 63/1) للإمام ابن كثير:” وله عرش على وجه البحر، وهو جالس عليه، ويبعث سَرَايَاهُ يُلْقُونَ بين النَّاسِ الشَّرَّ والفِتَنَ… ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد ما ترى قال أرى عرشا على الماء. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك، فعرف أن مادة مكاشفته التي كاشفه بها شيطانية مستمدة من إبليس الذي هو يشاهد عرشه على البحر، ولهذا قال له اخسأ فلن تعدو قدرك، أي لن تجاوز قيمتك الدنية الخسيسة الحقيرة،

والدليل على أن عرش إبليس على البحر ما رواه الامام أحمد: حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني معاذ التميمي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة للناس،

قال أحمد: حدثنا روح حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عرش إبليس على البحر يبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة”.

“وحديث سفيان الذي يشير إليه الشيخ هو ما رواه أبو يعلى وعنه ابن حبان والروياني والحاكم في المستدرك من طرق عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بَثَّ جُنُودَهُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَضَلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ، قَالَ: فَيَخْرُجُ هَذَا، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَتَزَوَّجَ، وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَبَرَّ، وَيَجِيءُ هَذَا، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيَجِيءُ، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيَجِيءُ هَذَا، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيُلْبِسُهُ التَّاجَ”،فإبليس يضع عرشه على الماء لكي يعطي الأوامر لباقي الشياطين، الذين مهمتهم الوسوسة للناس،

Advertissement

وكي يتجنّب الإنسان شرّ الشّيطان ووسوسته عليه أن يتمسّك بدين الله تعالى وحبله المتين؛ فهو خير عاصمٍ له من أذاه، وإنّ الدّعاء هو وسيلةٌ أخرى من وسائل محاربة الشّيطان؛ حيث وردت عن رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أدعيةٌ لتحصين النّفس من حبائل الشّيطان،

‫0 تعليق