لماذا يدخل الفقراء الجنة قبل الاغنياء بـ500 عام

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

رَوَى سَعْدَانُ عن الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قال : ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَلْتَفِتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى فُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيهاً بِالْمُعْتَذِرِ إِلَيْهِمْ ، فَيَقُولُ : وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي ، مَا أَفْقَرْتُكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنْ هَوَانٍ بِكُمْ عَلَيَّ ، وَ لَتَرَوُنَّ مَا أَصْنَعُ بِكُمُ الْيَوْمَ ، فَمَنْ زَوَّدَ أَحَداً مِنْكُمْ فِي دَارِ الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ، فَخُذُوا بِيَدِهِ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ”
قَالَ : ” فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْهُمْ : يَا رَبِّ ، إِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا تَنَافَسُوا فِي دُنْيَاهُمْ ، فَنَكَحُوا النِّسَاءَ ، وَ لَبِسُوا الثِّيَابَ اللَّيِّنَةَ ، وَ أَكَلُوا الطَّعَامَ ، وَ سَكَنُوا الدُّورَ ، وَ رَكِبُوا الْمَشْهُورَ مِنَ الدَّوَابِّ ، فَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ؟
فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى : لَكَ وَ لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْكُمْ مِثْلُ مَا أَعْطَيْتُ أَهْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلَى أَنِ انْقَضَتِ الدُّنْيَا سَبْعُونَ ضِعْفاً”،وقيل أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ب 500 عام،فقد تتسائل عزيزي المشاهد عن السبب؟

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم وهو خمس مائة عام – وفي رواية بأربعين خريفا-“،أخرجه أحمد في مسنده ، وأبو داود في سننه ، والترمذي في جامعه ،والنسائي في سننه الكبرى ، وابن ماجه في سننه وغيرهم عن جمع من الصحابة . وصححه الترمذي وابن حبان والحافظ ابن حجر وغيرهم

وأما عن معناه والحكمة من ذلك فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالفقراء متقدمون في دخول الجنة لخفة الحساب عليهم والأغنياء مؤخرون لأجل الحساب ثم إذا حوسب أحدهم فإن كانت حسناته أعظم من حسنات الفقير كانت درجته في الجنة فوقه وإن تأخر في الدخول ؛ كما إن السبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ومنهم عكاشة بن محصن وقد يدخل الجنة بحساب من يكون أفضل من أحدهم . وصلى الله وسلم على محمد.

فالحديث المذكور حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني وغيره، وعلى المسلم أن يؤمن به ويعتقد بما جاء به، ويوضح معناه والحكمة من تأخير الأغنياء هذه الفترة ما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول االله- صلى االله عليه وسلم- قال: “قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجَدِّ (الأغنياء) محبوسون إلا أن أصحاب النار قد أمربهم إلى النار”،

وذلك أن الغني ـ من أهل الجنة ـ لا يدخلها حتى يسأل عن ما أعطاه الله له من الدنيا، وأما الفقير من أهلها فإنه لا شيء عنده يسأل عنه، وإن كان عنده من شيء فهو قليل، فيكون موقفه أقصر،

فأصحاب المال يشتركون مع غيرهم في الحساب ويزيدون عليهم بالسؤال عن المال سؤالين: من أين اكتسبوه ؟ وفيما أنفقوه؟ كما صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره،

فقد ثبت عن النبى أنه قال” يدخل فقراء أمتى الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وذلك خمسمائة عام” قيل هذا لا يدل على فضلهم على الاغنياء فى الدرجة وعلو المنزلة وان سبقوهم بالدخول فقد يتأخر الغنى والسلطان العادل فى الدخول لحسابه فاذا دخل كانت درجته أعلى ومنزلته أرفع كسبق الفقير القفل فى المضائق وغيرها ويتأخر صاحب الاحمال بعده فان قيل فقد قال النبى للفقراء لما شكوا اليه زيادة عمل الاغنياء عليهم بالعتق والصدقه: “ألا أدلكم على شئ اذا فعلتموه أدركتم به من سبقكم” فدلهم على التسبيح والتحميد والتكبير عقب كل صلاة فلما سمع الاغنياء ذلك عملوا به فذكروا ذلك للنبى فقال: “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء” وهذا يدل على ترجيح حال الغنى الشاكر قيل هذا حجة للقول الذى نصرناه وهو أن أفضلهما أكثرهما نوافل فإن استويا استويا وها هنا قد ساوى الأغنياء الفقراء فى أعمالهم المفروضه والنافلة وزادوا عليهم بنوافل العتق والصدقه وفضلوهم بذلك فساووهم فى صبرهم على الجهاد والأذى فى الله والصبر على المقدور وزادوا عليهم بالشكر بنوافل المال فلو كان للفقراء بصبرهم نوافل تزيد على نوافل الأغنياء لفضلوهم بها،

فإن قيل: إن النبى عرضت عليه مفاتيح كنوز الدنيا فردها

وقال: “بل اشبع يوما وأجوع يوما” وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنهما قالت: “خرج رسول الله من الدنيا ولم يشبع من خبز البر ومات ودرعه مرهونه عند يهودى على طعام أخذه لأهله”؟

وقال الامام أحمد حدثنا وكيع حدثنا الاعمش عن عبادة بن القعقاع عن ابى زرعه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله: “اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا” وقال الامام أحمد حدثنا اسماعيل بن محمد حدثنا عباد بن عباد حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبى عن مسروق عن عائشة رضى الله عنها قالت دخلت على امرأة من الانصار فرأت فراش النبى عباءة مثنيه فرجعت الى منزلها فبعثت الى بفراش حشوه الصوف فدخل على رسول الله فقال: “ما هذا؟ فقلت فلانه الانصاريه دخلت على فرأت فراشك فبعثت إلى بهذا فقال رديه فلم أرده وأعجبنى أن يكون فى بيتى حتى قال لى ذلك ثلاث مرات فقال ياعائشة رديه فوالله لو شئت لأجرى الله معى جبال الذهب والفضه فرددته” ولم يكن الله سبحانه ليختار لرسوله الا الافضل هذا مع أنه لو أخذ الدنيا لأنفقها كلها فى مرضاة الله ولكان شكره بها فوق شكر جميع العالمين

Advertissement

قيل احتج بحال رسول الله كل واحدة من الطائفتين والتحقيق أن الله سبحانه وتعالى جمع له بين المقامين كليهما على أتم الوجوه وكان سيد الاغنياء الشاكرين وسيد الفقراء الصابرين فحصل له من الصبر على الفقراء ما لم يحصل لأحد سواه ومن الشكر على الغنى ما لم يحصل لغنى سواه ومن تأمل سيرته وجد الأمر كذلك فكان أصبر الخلق فى مواطن الصبر وأشكر الخلق فى مواطن الشكر،

‫0 تعليق