لماذا دفن سيدنا يوسف عليه السلام في نهر النيل وليس على الأرض؟ وأين تم نقله؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

ذكر الله تعالى في كتابه العزيز المقصد من رواية القصص القرآنية على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين). وكان الهدف من تثبيت فؤاد النبي عليه الصلات والسلام كما قال إبن عاشور هو الزيادة في يقينه بموعود الله تعالى, كما أن المطلع على كتاب الله يجد فيه من المواعظ النافعة البالغة والقصص النافعة فجعل الله سبحانه من قصص أنبيائه عبر للناس, فكل نبي إختلف بقصة عن الآخرين وكانت قصة يوسف عليه السلام من أروع قصص الأنبياء لما إحتوته من عبر للمؤمنين.كما جاء في قوله عزوجل في سورة يوسف [ نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ]                                                                                            وفي هذا الفيديو سوف نتعرف على قصة يوسف الصديق وقصة وفاته وما سبب دفنه في نهر النيل ولم يدفن على الأرض وهل فعلا تم نقله لمكان آخر , من قام بنقله وإلى أي مكان نقل فتابعوا معنا:   

       

 سيدنا يوسف هو إبن سيدنا يعفوب عليهما السلام وقد كان ليوسف 11 أخاً، وكان والدة يحبة حباً جماً، وفى ليلة من الليالى رأى يوسف فى منامة أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، فقص رؤياة على والدة، فنصحة والدة ألا يقص رؤياة على إخوتة حتى لا تصيبهم الغيرة من يوسف، ولكن الشيطان قد وسوس لإخوة يوسف فإتفقوا على أن يلقوه فى غيابات الجب، وفعلاً طلبو من والده أن يترك لهم يوسف يلعب معهم ووعوده أن يحفظوه وعندما وصلو إلى مكانهم فعلو ما اتفقو عليه وألقوة وإدعو أن الذئب قد أكله، وبعد ذلك مر أناس من البدو فوجدوا يوسف و أخذوه وباعوه بثمن بخس وإشتراه عزيز مصر وطلب من زوجته أن ترعاه، ولكنها راودته عن نفسة فأبى يوسف علية السلام أن يعصى الله عز وجل، فكادت له  وأدخلته السجن ثم أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك وخرج من السجن، واستعمله الملك فى شئون الغذاء التى أحسن إدارتها فى سنوات القحط، وإجتمع شمله بوالده وإخوته وخروا له سجداً وبذلك تحققت رؤياه   بعد أن إستقرت حياة يوسف عليه السلام ومن عليه الله, أشرفت أيام والده يعقوب عليه السلام على النهاية  من الحياة الدنيا وأحس بنهاية الأجل, جمع أبنائه الاثني عشر من حوله ومن بينه نبي الله يوسف عليه السلام , ليسألهم أمرا بالغ الأهمية وقال لهم كما جاء في القرآن الكريم [ ما تعبدون من بعدي ] فأجابوه بقوله عزوجل [ نعبد إلهك و إله آبائك إبرهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ] وبهذا قد أتم نبي الله يعقوب عليه السلام رسالته , وقد أوصى نبي الله يعقوب إبنه يوسف عليهما السلام أن يحمل جسده بعد وفاته إلى بيت المقدس في فلسطين وأن يدفنه بجوار أبيه إسحاق وجده إبراهيم في بلدة الخليل,   فعل سيدنا يوسف ما أمره به أبيه, وعاد عليه السلام بعد دفنه إلى مصر, حيث كان نبي الله يوسف مؤتمنا  على خزائن الأرض في مصر وقد عينه الملك وزيرا للمال والإقتصاد فيها, وكان عليه السلام مسموع الكلمة لدى الملك,ولاقى نبي الله ما عانى من المكائد والدسائس والأهوال منذ أن كان صغيرا , وعاش سيدنا يوسف بعد أبييه يعقوب 23 سنة ووهب الله ولدين وهما إفرائيم ومنشا.                                  

فبعد أن من الله على نبيه يوسف ومتعه في الأرض وأعطاه من النعيم في الدنيا , إشتاقت نفسه للقاء الله عزوجل, وهو أول نبي تمنى الموت وقد ذكر في القرآن الكريم بقوله تعالى [رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ] وحين حضر سيدنا يوسف الموت جمع إليه قومه من بني يعقوب وأوصى أخاه يهوذا على قومه وتوفي عليه السلام وكان عمره 120 سنة .                                                                 

 بعد وفاته تخاصم أهل مصر في دفنه تعددت الروايت لكن المرجح منها أن قوم سيدنا يوسف قد إتفقوا على جعله في صندوق من الممر ويدفنوه في نهر النيل بحيث يمكن للماء أن يمر عليه وتصل بركته لجميع مصر وما حولها, وقد بقي مدفون هناك إلى أن أوحى الله إلى نبيه موسى عليه السلام أن ينقل قبر يوسف الصديق إلى بيت المقدس عند آبائه ,ولم يكن موسى عليه السلام يعلم مكان دفنه فأخبروه بأن عجوز من بني إسرائيل تعرف مكان دفنه فذهب إليها ليسألها, لكنها طلبت منه موثقا بأن يدعوا لها موسى الله ليرد لها شبابها إلى سبعة عشر سنة وأن يزيد الله عمرها مثل الذي مضى من عمرها فدعا موسى عليه السلام لها بذالك فأعلمته بمكان قبر سيدنا يوسف, وأخبرته بأن قبره في صندوق في النيل , وقام موسى عليه السلام بأخذه إلى بيت المقدس ودفن بجوار أبيه يعقوب وجديه إبراهيم وإسحاق عليه السلام في مدينة الخليل, وبحسب ما روت أحد أمهات الخلفاء العباسين بأن قبر سيدنا يوسف يوجد في مدينة الخليل في فلسطين، وبالفعل قد تم بناء قبرا لسيدنا يوسف في منطقة الخليل ، وأصبح من الأماكن المباركة بهذه المدينة ،وبعدها قامت الصحف المصرية بإطلاق العناوين الصحفية التي تفيد بأنه تم إكتشاف مومياء تعود إلى سيدنا يوسف ولكن ليس هناك معلومات مؤكدة حول هذا الأمر،وقد جاء في روايات أخرى بأن نبي الله يوسف قد دفن في مدينة نابلس في فلسطين, على الرغم من أن هذه المعلومة غير مأكدة , إلا أن هناك مقاما يعتبره أهل نابلس مكانا مقدسا , يطلق عليه مقام سيدنا يوسف ,ويقع بجانب تل بلاطة الأثري , يذهب إليه الفلسطينيون وغيرهم من المسلمين للوفاء بنذرهم في هذا المكان ويقوم البعض بهذه الزيارة كشكل من أشكال الطقوس الدينية ,ولكن حقيقة الأمر أنه ليس هناك أي معلومات تؤكد وجود جثمان سيدنا يوسف أسفل هذا المكان.     وقد أشار بعض المؤرخين والباحثين إلى أن دفن مكان سيدنا يوسف عليه السلام في مصر وبالضبط في نهر النيل،

 وقد جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حدث أصحابه رضي الله عنهم عن قبر يوسف عليه السلام بقوله صلى الله عليه وسلم “عجز هذا أن يكون كعجوز بني إسرائيل”                         فقال أصحابه ما عجوز إسرائيل يا رسول الله.فقال “إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق فقال لبني إسرائيل : ما هاذا؟ قال فقال له علماء بني إسرائيل: إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى: أيكم يدلري أين يوسف؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل، فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف، قالت لا والله حتى تعطيني حكمي فقال ما حكمك، فقال لها: ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة.فكأنه كره ذالك                                                قال فقيه له: أعطيها حكمها فأعطاها حكمها، في رواية بن حبان فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم: انضبوا هذا الماء فلما انضبوا، قالت لهم: احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار ”                هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.                                          والمعلوم عند الجميع بأنه لايوجد قبر نبي من أنبياء الله معروف مكانه وتتعدد الروايات والقصص الكثيرة  حول أماكن دفنهم عليهم السلام ما عدا قبر النبي محمد عليه السلام ،والله تعالى أعلم.            بالرغم من كل هذا فقد جعل تعالى من قصة يوسف عبرة للمؤمنن بحيث

Advertissement

 إختار يوسف علية السلام دخول السجن بدلاً من الوقوع فى معصية الله عز وجل، وهكذا ينبغى للعبد إذا كان الخيار بين أمرين أحدهما عيوبة له تؤول إلى أخر عظيم فى الآخرة، والأخرى معصية، فينبغى على العبد ألا يتردد فى ذلك ويقدم ما فيه الخير له فى الآخرة، حتى وإن كان سيعاقب فى حياتة الدنيا،   وقد كان السجن طريق يوسف إلى العزة فى الدنيا والفوز فى الآخرة                                     إذا ابتلى العبد بمكان من أماكن الفتن فينبغى له الإسرع بالهروب كى لا تدركة أسباب المعصية فيقع فيها ثم يندم، وهكذا فعل يوسف علية السلام عندما رادوتة إمرأة العزيز عن نفسة فر هارباً وهى تمسك بثوبة من خلفة.

  • العبرة بالنهاية لا بالبداية، وهكذا كان أمر إخوة يوسف تابوا واستغفروا وسمح لهم يعقوب ويوسف،   اذا سمح العبد فالله أولى بذلك وهو خير الراحمين.

‫0 تعليق