لماذا بكى ملك الموت عند قبض روح سيدنا ابراهيم ؟ قصة تزلزل القلوب

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

كان إبراهيم عليه السلام يعيش وسط قومٍ يعبدون الكواكب والتماثيل الحجرية والخشبية والملوك، إلا أنّه لم يرضَ بما كانوا يعبدونه، وكان والده أحد الذين يصنعون الأصنام، إلا أنه أحس بفطرته أنّ هناك إلهاً أعظم، فهداه الله تعالى، واختاره ليحمل الرسالة، فبدأ يدعو قومه لعبادة الله وحده، إلا أنّهم كذبوه، وهددوه بالقتل، وحاولوا إحراقه، فهجر قومه وبيته، ثمّ خرج إلى المعبد مع فأسه مستغلاً انشغال قومه وتجمعهم، فحطم كافّة التماثيل حتى تحولت لقطعٍ صغيرة من الأخشاب والحجارة،وعند قبض ملك الموت روح سيدنا إبراهيم بكى،فلماذا بكى ملك الموت؟ وكيف حدث ذالك؟

لماذا بكى ملك الموت عند قبض روح إبراهيم عليه السلام،ذكره أبو الشيخ الإصبهاني في كتاب العظمة وأبو نعيم في حيلة الأولياء بسندهما إلى كعب أن ملك الموت بكى في قصة خلاصتها:

أنه عندما أرسل الله تعالى ملك الموت إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه،فلم يعرفه إبراهيم ولكن إسحاق إبنه وسارة زوجته عرفاه فجعلى يبكيان فبكى إبراهيم معهما ثم بكى ملك الموت معهم رحمتا بهم وذهب عنهم،فأقبل إبراهيم  على إسجاق وسارة فقال: “بكيتما حتى بكي الضيف وبكيت وذهب”،قال إسحاق:”يا أبت ليس بضيف ولكنه ملك الموت عليه السلام ولو علمت أنه يريدني أو يريد أمي ما بكيت ولكني ظننت إنما يريدك”،

فعرج ملك الموت إلى السماء فقال:” يارب جئتك من عند عبد لك ما في الأرض بعده خير،لقد دعا بدعوة لأهل السماء والأرض”،فقال الله تبارك وتعالى:”أنا أعلم بعبدي اذهب فقبض روحه”،فأنزل في هيئة شيخ كبير،فدخل حائطا في عنب،فجعل يأكل عنبا وماء العنب يسيل على لحيته،فجعل إبراهيم ينظر إليه فقال: يا عبد الله كم أتى عليك؟ فذكر مثل سن إبراهيم،فإشتهى إبراهيم الموت فأشمه ريحانه فقبض عليه السلام،

وكان على عهد إبراهيم عليه السلام رجل يقال له : ماريا بن أوس ، قد أتت عليه ستمائة سنة وستون سنة ، وكان يكون في غيضة له بينه وبين النّاس خليج من ماء غمر ، وكان يخرج إلى الناس في كلّ ثلاث سنين ، فيقيم في الصّحراء في محراب له يصلي فيه ، فخرج ذات يوم فيما كان يخرج ، فإذا هو بغنم كان عليها الدّهن ، فاُعجب بها وفيها شاب كأنّ وجهه شقة قمر ، فقال : يا فتى لمن هذا الغنم ، قال : لإبراهيم خليل الرّحمن قال : فمن أنت ؟ قال : أنا ابنه إسحاق ، فقال ماريا في نفسه : اللّهم أرني عبدك وخليلك حتّى اراه قبل الموت،

ثم رجع إلى مكانه ورفع إسحاق ابنه خبره إلى أبيه فأخبره بخبره ، وكان إبراهيم يتعاهد ذلك المكان الّذي هو فيه ويصلّي فيه ، فسأله إبراهيم عن اسمه وما أتى عليه من السّنين فخبّره ، فقال : أين تسكن؟ فقال : في غيضة ، فقال إبراهيم عليه السلام إنّي أحبّ أن آتي موضعك فأنظر إليه وكيف عيشك فيها؟ قال : إنّي أيبّس من الثّمار الرّطب ما يكفيني إلى قابل ، لا تقدر أن تصل إلى ذلك الموضع فإنه خليج وماء غمر ، فقال له إبراهيم : فما لك فيه معبر؟ قال : لا : قال : فكيف تعبر؟ قال أمشي على الماء ، قال إبراهيم : لعل الله الّذي سخّ لك الماء يسخّره لي،

ويندرج سيدنا إبراهيم تحت نسل نوح -عليه السّلام- من ابنه تارح، والنبي لوط هو ابن أخيه هاران، وتضاربت عدّة روايات عن مكان ولادة إبراهيم، فمنهم من رجّح ولادته في أو بالقرب من بابل، ومنهم من رجّح ولادته في حرّان،

ولقد تزّوج إبراهيم عليه السلام من سارة ولم تنجب له نسلاً خلال الخمسة عشر سنة الأولى من زواجهم، فاقترحت عليه الدّخول بجاريته هاجر، فأنجبت له هاجر إسماعيل، وبعدها بفترة أنجبت سارة اسحق، ولكن قبل ذلك وبسبب غيرة سارة من هاجر وابنها، قام سيدنا إبراهيم بإنزالهم في وادٍ بعيدٍ في مكة، ليس فيه ماء، ولا عشب،

Advertissement

.

‫0 تعليق