كيف سيشفع الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته يوم القيامة؟

كيف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته يوم القيامة؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

يوم القيامة هو اليوم الذي سوف يحاسب فيه جميع المسلمين وسوف ترد الحقوق والمظالم، ولكن من الذي سوف يشفع لأمة المسلمين عند ربهم حتى يدخلون الجنة، جميعا نعلم أن هذا الشخص هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هو الذي سوف يشفع لنا عند الله عز وجل حتى ندخل الجنة وننعم بالكثير من النعم التي توجد في الجنة، ولكن كيف ترفع الرسول صلى الله عليه وسلم في أمته يوم القيامة، هذا ما سوف نوضحه لك من خلال المقال الخاص بنا اليوم.

شاهد أيضا: كيف تقومين بالرقية الشرعية

تعريف الشفاعة

الشفاعة في اللغة هي أن تضم شيء مفرد إلى شيء غيره، وذلك حتى يشفعه. وهناك تضاد بينها وبين الوتر، حيث أن الله عز وجل يقول والشفاء والوتر. ولكن الشفاعة في الإصلاح لها معنى آخر وهو التوسط لشخص آخر، وذلك حتى تجلب منفعة لنفسك أو تدفع ضرر عن نفسك.

ومن ذلك فإن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أهل الجنة حتى يدخلون الجنة وينالون شفاعته ولا يدخلون النار ويخرجوا منها إذا دخلوها.

ونستنتج من ذلك أن الشفاعة لا تكون للإنسان فقط، ولكنها أيضاً لغير الإنسان، حيث أنها شفاعة شرعية وشركية.

والشركية تعني ما يعتقده المشركون من المنافع التي يأخذونها من آلهتهم والشفاعة الخاصة بهم من هذه الآلهة، ولكن الشفاعة الشرعية بها ثلاثة شروط وهذه الشروط هي:

  • أن يكون الله راضي عن الشافع، وذلك بسبب قوله عز وجل: وكم من ملك في السماوات لا تعني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
  • أن يرضى الله عن الشخص المشفوع له، حيث أن الله عز وجل قال ولا يشفعون إلا لمن ارتضى.

أن يأذن الله بهذه الشفاعة، حيث أن الله عز وجل قال: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.

شفاعة الرسول يوم القيامة

الرسول صلى الله عليه وسلم يحظى بالمقام المحمود وبالمكانة الرفيعة وبالمنزلة الجليلة يوم القيامة، حيث أن الله عز وجل قال؛ ولسوف يعطيك ربك فترضى.
ونستدل بذلك بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن عن أنس بن مالك رضي الله عنه من أن النبي عليه الصلاة والسلام، وقال له يوم القيامة: (سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ).

شاهد أيضا: تعرف على أهوال يوم القيامة وكيف يكون حال الناس فيها

أنواع شفاعة الرسول يوم القيامة

شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الخلق يوم القيامة، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يجعل كل الخلائق عند الله سبحانه وتعالى.

وتعتبر هذه الشفاعة هي الشفاعة العظمى، وهي تعرف بهذا الاسم. وتحدث هذه الشفاعة عندما يقف جميع الناس في موقف عصيب يوم القيامة منتظرين أن يحاسبهم الله. بعد ذلك سوف يتوسلون لجميع الأنبياء عليهم السلام وذلك حتى يعجل الله من حسابهم والقضاء بينهم.

ويبدؤون بسيدنا آدم عليه السلام، بعد ذلك سيدنا نوح عليه السلام، وبعد ذلك إبراهيم عليه السلام، ثم موسى عليه السلام، وبعد ذلك عيسى عليه السلام.

ولكن الأمر سوف ينتهي بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أنه هو صاحب الشفاعة العظمى في يوم القيامة بين جميع الأنبياء.

ويقوم النبي صلى الله عليه وسلم بالشفاعة لأهل الموقف جميعهم في هذا الوقت. وهذا هو المقصود بقوله عز وجل: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً. 

شفاعة الرسول في أمّته

الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يشفع في أمته خاصة. وهناك الكثير من الأشكال الخاصة بالشفاعة، وهم:

  • سوف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم القوم الذي تتساوى حسناتهم مع سيئاتهم ويسمون أهل الأعراف.

يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدخلون الجنه بإذن الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الكثير من الأحاديث، ومن أهمهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (أدْخِلِ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسابَ عليه مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِن أبْوابِ الجَنَّةِ).

  • سوف يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة حتى يدخلونها، وذلك بعد أن ينتهي الحساب، حيث أنهم لا يؤذن لهم أن يدخلوا الجنة إلا بعد أن يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن الإمام مسلم في صحيحه أخرج عن أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (أنا أوَّلُ شَفِيعٍ في الجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ ما صُدِّقْتُ، وإنَّ مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيًّا ما يُصَدِّقُهُ مِن أُمَّتِهِ إلَّا رَجُلٌ واحِدٌ).
  • سوف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم لجميع أمته بأن يتم رفع درجاتهم في الجنة، وذلك من خلال الفضل والزيادة والكثير من العلماء اتفقوا على ذلك.
  • سوف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم لأقوام سوف يدخلون الجنة بغير حساب، وتعتبر هذه الشفاعة من أنواع الشفاعة التي توجد عند القاضي عياض وغيره، وذلك نستدل به بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنه قيل النبي صلى الله عليه وسلم (هذِه أُمَّتُكَ ومعهُمْ سَبْعُونَ ألْفًا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ ولا عَذابٍ).
  • سوف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلمين الذين دخلوا النار، حيث أنه سوف يطلب من الله أن يخرجهم من النار، ولكن هذه الشفاعة تتحقق فقط لأهل التوحيد.
  • بعد ذلك سوف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته الموجودين في النار، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
  • بعد ذلك سوف يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب، وذلك حيث أنه سوف يطلب من الله عز وجل أن يخفف العذاب عنه، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (هو في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ، ولَوْلَا أنَا لَكانَ في الدَّرَكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ).
  • شاهد أيضا: كيف تتخلصين من العين والحسد؟

أسباب استحقاق شفاعة الرسول يوم القيامة

Advertissement

المسلم سوف ينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال أن يأتي بمجموعة من الأعمال، ومن أهم هذه الأعمال:

  • الذي يوحد الله عز وجل، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله.
  • من يدعي بعد الآذان، ويسأل الله المقام المحمود والوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن الإمام البخاري أخرج في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ رَواهُ حَمْزَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن أبِيهِ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).
  • الشخص الذي يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

وبذلك يجب أن نستعد لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال القيام بالأعمال الصالحة التي تقبلها الله ويشفع لنا رسوله من خلالها.

‫0 تعليق