كيف خلق الله سيدنا ادم عليه السلام ؟ وماذا حدث له بعد دخول الروح فى الجسد

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

سيدنا آدم -عليه السلام- أبو البشرية، وأول الأنبياء، اسم يُغْني البشرية عن كثرة التفكير في ابتداء الحياة الإنسانية على هذه الأرض، ويُنهِي كثرة الافتراضات الفاسدة التي يختلقها الذهن البشري، نفَخَ الله فيه من روحه وابتدأت كل حركة للإنسان بعد ذلك؛ قال الله -تعالى- في القرآن الكريم:

{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[سورة التين، الآيات: 4-6].ولكن قد تتسائل عزيزي المشاهد عن كيفية خلق سيدنا آدم ؟ وماذا حدث له بعد دخول الروح في الجسد؟

خلق الله تبارك وتعالى آدم – عليه السلام – من تراب، بدليل قوله عز وجل ” ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون ” قال تعالى ” إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ” وقوله تعالى إخبار عن إبليس: ” قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ” وهذا أمر بين واضح لا خلاف فيه، ولا يحتاج إلى زيادة في إقامة دليل وإيضاح.
وقيل: إنما سمي آدم لأن الله تعالى خلقه من أديم الأرض، وعن وهب بن منبه أن رأسه من الأرض الأولى، وعنقه من الثانية، وصدره من الثالثة، ويديه من الرابعة، وبطنه وظهره من الخامسة، وفخذه ومذاكيره وعجزه من السادسة، وساقيه وقدميه من السابعة،
وعن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن الله تعالى خلقه من الأقاليم السبعة،

قال: ولما أراد الله تعالى نفخ الروح فيه أمر بروحه فغمست في جميع الأنوار وليست كأرواح الملائكة ولا غيرها من المخلوقات.
قال الله تعالى ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” الآية.
وقال تعالى: ” ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ” الآية،

قال: فأمرها الله تعالى أن تدخل في جسد آدم بالتأني دون استعجال فرأت مدخلاً ضيقاً حرجاً، فقالت: يا رب، كيف أدخل؟ فنوديت :
” ادخلي كرهاً واخرجي كرهاً ” فدخلت من يافوخه إلى عينيه، ففتحهما آدم ونظر إلى نفسه طيناً، ثم صارت إلى أذنيه، فسمع تسبيح الملائكة، وجعلت الروح يمر في رأسه والملائكة ينظرون إليه، ثم صارت إلى الخياشيم، فعطس، فانفتحت المجاري المسدودة، وصارت إلى اللسان؛ فقال آدم ” الحمد لله الذي لم يزل ولا يزول ” وهي أول كلمة قالها، فناداه الرب: ” يرحمك ربك يا آدم، لهذا خلقتك، وهذا لك ولذريتك “، وسارت الروح في جسده حتى بلغت الساقين، فصار آدم لحماً ودماً وعظماً وعروقاً، غير أن رجليه من طين؛ فذهب ليقوم فلم يقدر وهو قوله تعالى ” وكان الإنسان عجولا “.فلما صارت إلى الساقين والقدمين استوى قائماً على قدميه يوم الجمعة،

فقيل: إن الروح استوت في جسده في خمسمائة عام عند نزول الشمس،المصدر : نهاية الأرب في فنون الأدب – النويري،

دخل سيدنا آدم -عليه السلام- الجنة وعاش في نعيمها مع زوجه السيدة حواء يتقلب فيها حيث يشاء، وعدوُّه إبليس يتربص به ويوسوس إليه قائلاً: { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِالْخُلْدِوَمُلْكٍ لَّايَبْلَىٰ }[سورةطه،منالآية (120)]،فمازالبهحتىأَكلهووزوجُهمنالشجرة { وَعَصَىٰ آدَمُرَبَّهُ فَغَوَىٰ }[سورةطه،منالآية (121)]. فأُهبطامنالجنةليُنفذقدرالله،

آدم -عليه السلام- هو أول البشر وأول الأنبياء، إلا أنه لم يَرِد في القرآن الكريم نصٌّ صريح بإضافة النبوة إلى سيدنا آدم -عليه السلام- كغيره من الأنبياء والرسل، بل إنَّ ما أُطلق عليه في القرآن الكريم هو وصْف الاصطفاء؛ { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا }[سورة آل عمران، من الآية رقم (33])،

ومن صفات أدم عليه السلام:

Advertissement

فيه نفخة من روح الله: إنّ هذا الشرف العظيم الذي كان لأبينا آدم جعل الإنسان كائناً مختلفاً تماماً عن باقي الكائنات؛ فالرّوح هي التي أعلت من مقام الإنسان، وجعلته أقدر على تلمُّس مواطن الخير، والجمال في هذه الدنيا، وما ذاك إلا تمهيداً لطريق الإنسان نحو الله تعالى، ونحو نعيمه الأبدي الذي لا يفنى. سريع الندم والاستغفار: ظهرت هذه الصفة بوضوح بعد أن زلَّ آدم، وحواء، وأكلا من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عن الأكل منها. قال تعالى: (قَالَا رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِر لَنَا وَتَرْحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]،هذا وتعتبر هذه الصفة من أعظم الصفات التي ورثها الصالحون عن أبيهم آدم، وأمِّهم حواء، وهي التي بفضلها ساروا على دروب الخير والصلاح، ونالوا رضوان الله تعالى. المُعلَّم من الله تعالى: علَّم الله تعالى آدم -عليه السلام- الأسماء كلها، وصفة العلم هذه من أبرز الصّفات التي اتصف بها هذا النبي الكريم؛ حيث امتاز بها عن سائر مخلوقات الله تعالى حتى عن الملائكة الكرام الذين أنبأهم آدم -عليه السلام- بأسمائهم كما أورد القرآن الكريم، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على مكانة هذا النبي الكريم، وعلى أهميّة الإنسان بشكل عام. الكائن الذي سجدت له الملائكة: أمر الله تعالى الملائكة الكرام بالسجود لآدم -عليه السلام-؛ تكريماً له، غير أنّ إبليس أبى، واستكبر، فحاجَّ الله تعالى، فعلم إبليس عندها أنه من أهل النار، وأنه سيُنظر إلى يوم القيامة، وما هذا السجود لآدم -عليه السلام-، إلَّا دليل آخر على عِظَمِ مكانة الإنسان من بين سائر المخلوقات. مخلوق من طين: خلق الله تعالى آدم -عليه السلام- من الطين، وخلق الملائكة من النور، وخلق الجان من النار، وهنا فإن خلق آدم من هذه المادة يُعتبر صفةً مميّزة له؛ تدلُّ من وجه من الوجوه على عُمقِ هذا الكائن، وعلى ما أودعه الله تعالى فيه من أسرار.

‫0 تعليق