كيف تموت الملائكة؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

الملائكة في الاصطلاح الشرعي فهم مخلوقاتٍ سماويةٍ نورانيةٍ عظيمةٍ قويٍة عاقلةٍ متكلّمةٍ مريدةٍ، مجبولة على طاعة الله تعالى، كما أعطاها القدرة على التشكل بالصور الحسنة، وخلقهم الله من النور، ومسكنهم السماء، فوظيفتهم تلقّي الوحي من الملكوت الإلهي، فهم الواسطة بين الله -تعالى- وبين رسله في نقل الوحي، قال الله تعالى: (اللَّـهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في خلقهم: (خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ)، وممّا يدلّ على القوة والعظمة التي وهبهم الله إياها، ما جاء في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من الأوامر التي يتلقّونها من الله وامتثالهم لله فيها وطاعتهم له،ولكن قد تتسائل عزيزي المشاهد عن موت الملائكة؟ وكيف تموت؟

موت الملائكة كما يموت كل الخلق، يدل على ذلك قوله تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)، ويتولّى قبض أرواحهم ملك الموت، أما ملك الموت فيموت بلا ملك الموت، ويعانون أيضاً من سكرات الموت، فعندما ينفخ إسرافيل النفخة الأولى في الصور تموت جميع الملائكة ويبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، فيسأل الله جبريل عمن بقي -وهو أعلم- فيجيبه، فيأمره بقبض روح جبريل، فيذهب إليه فيجده ساجداً فيخبره أن الله أمر بقبض روحه، فيبكي جبريل ويدعو ربه بأن يخفف عنه سكرات الموت، فيضمه ضمّة فيخرّ جبريل، ثمّ يسأله الله عمن بقي فيجيبه، فيامر بقبض روح ميكائيل، فيجده ينتظر المطر ليكيله، فيخبره أنه قد جاء ليقبض روحه، فيبكي ويسأل الله ان يخفف عليه سكرات الموت، ويضمه ملك الموت فيموت ولا يبقى فيه من الروح شيء، فيسأله الله عمن بقي، فيجيبه أنه لم يبقَ سوى إسرافيل وهو -يعني ملك الموت-، فيذهب إليه ويخبره أنَّه قد جاء ليقبض روحه، فيبكي ودعو الله، فيضمه فيخرّ صريعاً، ولو كان أهل السماوات والأرض أحياءً لماتوا من شدة وقعته، ثمّ يسأله الله ويجيبه أنه لم يبقَ احد سواه‘ فيأمره الله ان يذهب بين الجنة والنار ويموت، فيفعل ويصيح صيحة لو أن الخلائق كانت حية لماتت من شدّة صيحته، ثمّ طلع الله إلى الدنيا ويقول: يا دنيا أين أنهارك وأشجارك وعمارك؟ أين الملوك وأبناء الملوك والجبابرة وأبناء الجبابرة؟ لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، فيرد الله تبارك وتعالى لله الواحد القهّار،

وقال ابن كثير رحمه الله : ” يخبر تعالى أن جميع أهل الأرض سيذهبون ويموتون أجمعون ، وكذلك أهل السماوات إلا من شاء الله ، ولا يبقى أحد سوى وجهه الكريم ؛ فإن الرب تعالى وتقدس لا يموت ، بل هو الحي الذي لا يموت أبدا ” ( تفسير القرآن العظيم 4/273)،

وقال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر/68
وروى البخاري ( 7383 ) ومسلم ( 2717 ) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون)،

والقرآن وسائر الكتب تنطق بأن الملائكة عبيد مدبرون كما قال سبحانه ( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً ) ، وقال تعالى : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ* يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى)،

Advertissement

وقال : ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) . والله سبحانه قادر على أن يميتهم ثم يحييهم ، كما هو قادر على إماتة البشر والجن ثم إحيائهم ، وقد قال سبحانه ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)،
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، وعن غير واحد من الصحابة أنه قال : ( إن الله إذا تكلم بالوحي أخذ الملائكة مثل الغشي ) وفى رواية ( إذا سمعت الملائكة كلامه صعقوا ) وفى رواية ( سمعت الملائكة كجرّ السلسلة على الصفوان فيصعقون فإذا فزع عن قلوبهم ) أي أزيل الفزع عن قلوبهم ( قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق فينادون الحق الحق)،

‫0 تعليق