كيفية صلاة الجنازة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

صلاة الجنازة (هي الصلاة التي يصليها الإنسان المسلم على الميت قبل دفنه)، وهي من أفضل الأعمال التي يقدمها الإنسان الحي إلى الميت،

لأن أجرها يذهب إلى ميزان حسنات الميت و يخفف من ذنوبه، كما إن ثوابها لا يقتصر على الميت فقط فإن المصلي ينال الأجر والثواب حيث ورد عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” حديث ذكر فيه ثواب صلاة الجنازة حيث قال رسول الله ” من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل : وما القيراطان : قال :مثل الجبلين العظيمين” ،  كما أنه يلزم الدعاء للميت في أثناء صلاة الجنازة وتثبيته عند السؤال في القبر.

ولكن صلاة الجنازة لها شروط في كيفية أدائها والتجهيز لها.

شروط أداء صلاة الجنازة:

يلزم لصلاة الجنازة عدد من الشروط فهي مثل صلاة الفروض والنوافل حيث يلزم لها الأتي:

1. الوضوء والطهارة:

فصلاة الجنازة تحتاج إلى وضوء وطهارة مثل باقي الصلوات فلا يجوز أداء هذه الصلاة على حدث سواء كان أكبر أو أصغر ويجب التطهر والوضوء.

2. التوجه إلى القبلة:

يجب عند صلاة الجنازة على الميت استقبال القبلة كما في صلاة السنن والفروض ولا يجوز وضع الميت والصلاة عليه في أي اتجاه.

3. سترة العورة:

يلزم للرجل ستر ما كان يستر في أثناء صلاة الفروض والنوافل، وكذلك بالنسبة للمرأة التي ترغب في أداء صلاة الجنازة على ميت ستر جميع الجسم ماعدا الوجه والكفين.

كيفية أداء صلاة الجنازة:

بما أن هناك شروط للتحضير لصلاة الجنازة هناك أيضا طريقة معينة لأدائها:

1. دعاء الاستفتاح:

  •  إنه من المؤكد ورود دعاء الاستفتاح عند أداء الصلاة إذا كانت تحتوي على ركوع وسجود كما ورد على النبي فهذا إجماع الفقهاء، ولكن الصلاة التي ليس  بها ركوع ولا سجود  فقد اختلف الفقهاء فيها ومنهم  صلاة الجنازة ؛ حيث ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة والمالكية على إنه لا يوجد دليل على قراءة الرسول دعاء الاستفتاح عند صلاة الجنازة، كما إن الشرع يدعو إلى التخفيف في صلاة الجنازة دون غيرها من الصلوات الأخرى.
  • وذهب فقهاء الحنفية إلى أنه يجوز قول دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة وذلك بدليل إنها صلاة مثل غيرها.

2. أداء صلاة الجنازة:

  • تعددت الآراء في كيفية أداء صلاة الجنازة بين جمهور الفقهاء حيث ذهب الحنفية إلى أنه يجب أن يكون القائم بصلاة الجنازة محازيًا لصدر الميت، ثم يذكر في نيته أداء هذه الصلاة طاعة وامتثال إلى أمر الله، ثم يقوم بالتكبير أربع تكبيرات؛ حيث إن الأولى هي التكبيرة الخاصة بالإحرام، ثم بعد ذلك يقول دعاء الاستفتاح ويذكر التكبيرة الثانية وذلك من غير إن يرفع اليدين، ويصلي على النبي، ثم يذكر التكبيرة الثالثة والتي يدعو فيها للميت وللمسلمين كافة، وبعد ذلك يكبر التكبيرة الرابعة ثم يسلم بعد ذلك، ومن الجدير بالذكر أن صلاة الجنازة لدى هذا الجمهور تكون سرًا ما عدا ذكر التكبيرات تكون جهرًا.
  •  بينما صلاة الجنازة عند جمهور المالكية يلزم لأداء صلاة الجنازة أن يقف الإمام في وسط الجنازة، ثم يذكر نيته في أداء صلاة الجنازة على هذا المتوفى وعلى جميع موتى المسلمين، ثم يذكر التكبيرة الأولى الخاصة بـ الإحرام ورفع اليدين فيها وبعد ذلك يتولى في التكبيرات حتى التكبيرة الرابعة مع الاستمرار في الدعاء بعد كل تكبيرة ولكن دون أن يرفع الإمام يديه.

 وعند الانتهاء من التكبيرة الأخيرة ” التكبيرة الرابعة” يسلم وذلك للخروج من الصلاة، كما إنه يجوز الإسرار بصلاة الجنازة كلها وذلك بالنسبة للمأموم فقط أمام الأمام فيجوز الجهر أو إسرار صلاة الجنازة ولكن ما عدا التكبيرات الأربعة والتسليم.

  • عند جمهور الشافعية حيث يجب أن يقف الإمام عند رأس الجنازة وذلك في حالة كونه ذكر أم إذا كان أنثى يقف الإمام عند عجزه، ثم يكبر أربع تكبيرات مع رفع اليدين في كل تكبيرة، ويلزم عند جمهور هذا المذهب وضع اليدين على الصدر مثل الصلاة العادية، ثم يسترسل في صلاة الجنازة بعد ذلك مثل مذهب جمهور المالكية.
  • وبالنسبة لجمهور الحنابلة يلزم لأداء صلاة الجنازة وقوف الإمام عند صدر المتوفى وذلك في حالة كونه ذكر أم إذا كان أنثى فيقف الأمام عند وسطها، ثم يكبر التكبيرات الأربعة مع رفع اليدين في كل تكبيرة وبعد التكبيرة الأولى يستعيذ بالله من الشيطان ثم يذكر البسملة ويقرأ فاتحة الكتاب، بعد التكبيرة الثانية يقرأ الصلاة الابراهيمية، بعد التكبيرة الثالثة يقوم بالدعاء للميت، عند التكبيرة الرابعة ينتظر قليلا بدون قول أي شئ ويسلم بعد ذلك.

حكم صلاة الجنازة:

  • نظرًا لأهمية صلاة الجنازة على الميت لما لها من أجر وثواب؛ فهي تثقل موازين الميت كما تخفف عنه السيئات، فذكر علماء الدين إن صلاة الجنازة فرض كفاية حيث إذا قام بها مجموعة من المسلمين تسقط عن الباقين، ولكن إذا لم يقوم بها أحد من المسلمين فإنهم يأثمون، فهي ليس فرض عين.
  • ولكن على الرغم من إن صلاة الجنازة فرض كفاية وليس عين، حث الرسول على زيادة عدد المصلين على الميت وذلك لما فيها من خير للميت والحي حيث تثقل ميزان حسنات الميت وكذلك ينال الحي الأجر والثواب.
  • وعلى الرغم من أن صلاة الجنازة فرض كفاية للرجال والنساء إلا نهى الرسول النساء من السير خلف الجنازة واتباعها.

الأشخاص الذين لا يصلى عليهم:

إن الأصل في الشريعة الصلاة على الميت ولكن تم استثناء بعض الموتى الذين لا يصلى عليهم وهم :

  • الشهيد: اجتمع جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز صلاة الجنازة على الشهيد وذلك استنادا لما فعله رسول الله مع شهداء أحد، حيث أنه دفنهم بدون صلاة جنازة، كما جاء في حديث  عن رسول الله(كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقَالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ، ولَمْ يُغَسَّلُوا، ولَمْ يُصَلَّ عليهم)، لذلك لا يجوز صلاة الجنازة على الشهيد، بينما يختلف فقهاء الحنفية مع هذا الرأي حيث يرون وجوب صلاة الجنازة على الشهيد.
  • الطفل الذي لم يبلغ : لا تجوز صلاة الجنازة على الطفل الصغير الذي لم يبلغ، وذلك استنادا لما قام به رسول الله حيث دفن ابنه إبراهيم عندما توفي دون أن يصلي عليه وذلك ما يؤكده الحديث الذي ذكر عن السيدة عائشه حيث قالت “ماتَ إبراهيمُ بن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ ابنُ ثمانيةَ عشرَ شَهْرًا فلَم يصلِّ علَيهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”.
  •  الكافر  :تحرم صلاة الجنازة على الكافر أو المرتد من دينه فهو كافر لا يجوز الصلاة عليه وذلك لقوله تعالى”وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنهُم ماتَ أَبَدًا وَلا تَقُم عَلى قَبرِهِ إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ”.

الأركان الخاصة بصلاة الجنازة:

إذا كان لصلاة الفروض والنوافل عدد من الأركان، فإن لصلاة الجنازة أيضًا عدد من الأركان التي بدونها تكون الصلاة باطلة،

تتكون أركان صلاة الجنازة من 7 أركان، ولكن هذه الأركان حدث عليها إختلاف لدى المذاهب الفقهية الأربعة ولكن قبل التعرف على هذه الإختلافات نذكر أركان صلاة الجنازة 7:

  1. التكبيرات: حيث يلزم لصلاة الجنازة أربع تكبيرات.
  2. النية: يجب عند صلاة الجنازة إن يعقد الشخص نية الصلاة على الميت وذلك للحصول على أجر.
  3. الدعاء للميت: عند صلاة الجنازة على الميت يجب الدعاء له والتوسل إلى الله للتخفيف عنه.
  4. القيام عند أداء صلاة الجنازة:

 لا يصح لشخص أداء صلاة الجنازة وهو قاعد بدون عذر شرعي مقبول.

  • الصلاة على النبي: عند بعض المذاهب الفقهية الصلاة على النبي ركن أساسي من أركان صلاة الجنازة.
  • قراءة الفاتحة: لا تصح صلاة الجنازة بدون قراءة الفاتحة فهي صلاة مثل غيرها من الصلوات الأخرى.
  • التسليم: عند الإنتهاء من صلاة الجنازة يلزم التسليم وذلك ليعلم المصلين أن الإمام خرج من الصلاة.

ولكن اختلف فقهاء المذاهب الإسلامية الأربعة بشأن هذه الأركان حيث ذكر :

  •  الحنفية: حيث أكدا الحنفية على ضرورة أن تتضمن صلاة الجنازة أربع تكبيرات ولا تصح الصلاة دون هذه التكبيرات الأربعة، وذلك بجانب أداء هذه الصلاة و الشخص قائم ولا يجوز  أدائها وهو قاعدًا وذلك دون عذر شرعي مقبول مثل أن يكون الشخص الذي يؤدي هذه الصلاة عاجز أو يعاني من مرض يجعله لا يستطيع القيام وأداء صلاة الجنازة.
  • المالكية: ذكر المالكية أحكام أداء صلاة الجنازة في خمس عناصر حيث ذكروا:

النية حيث يلزم للشخص الذي يرغب في أداء صلاة الجنازة أن ينوي القيام بالصلاة على هذا الميت وعلى جميع موتى المسلم، وكذلك التكبيرات الأربعة فإنه لا تجوز صلاة الجنازة على الميت دون التكبيرات الأربعة فهي لازمة لدي جمهور فقهاء هذا المذهب كما إن ذلك لازم في المذاهب الفقهية الأربعة، ويدخل ضمن نطاق هذه الأحكام الدعاء للميت وذلك في أثناء التكبيرات بما يخطر على بال المصلى وذلك بنيه التخفيف على الميت  وزيادة ثقل حسناته.

وكذلك في نهاية صلاة الجنازة يذكر الإمام تسليمة واحدة وذلك حتى يسمع القائمين على صلاة الجنازة ويكونوا على علم من أن الصلاة قد انتهت.

  •  الشافعية: ورد سبعة أركان لأي أداء صلاة الجنازة حيث يلزم الراغب في القيام بصلاة الجنازة على الميت أن يعقد النية فهي مثل غيرها من الصلوات الأخرى، يجب أيضًا على الشخص المؤدي لصلاة الجنازة القيام فلا يجوز أدائها وهو قاعد دون عذرًا يذكر، كما إن الصلاة مبنية على التكبيرات الأربعة فهي باطلة دون هذه التكبيرات.

فعند القيام بصلاة الجنازة يجب قراءة الفاتحة فهو لا يجوز الصلاة من دونها مثل صلاة الفرائض والسنين، كما إن الصلاة والسلام على النبي يعد ركن من الأركان في صلاة الجنازة فبدونها تبطل الصلاة، كما يجب أن تتضمن صلاة الجنازة الدعاء للميت فهي من أفضل ما قد يقدم له، ويتم التسليم بعد التكبيرة الرابعة فهي لازمة لختم صلاة الجنازة كما أنه من خلالها يعرف المصلين أن الصلاة انتهت.

  • الحنابلة : ذكر أن صلاة الجنازة مبنية على ستة أركانها وهي:

القيام في أداء هذه الصلاة وذلك للقادر.

Advertissement

ويلزم ذكر التكبيرات الأربعة في صلاة الجنازة وبدونها تبطل الصلاة، ويجب قراءة فاتحة الكتاب مثل أي صلاة أخرى، كما يجب الصلاة والسلام على النبي، ويجب تقديم الدعاء للميت وذلك للتخفيف عنه وزيادة الأجر،

ويجب عند الانتهاء من صلاة الجنازة التسليم.

‫0 تعليق