قوم يدخلون الجنة قبل يوم القيامة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

خَلق الله الإِنسانَ وأَنشأَ داراً لِحُلُولِه، وجعل الدنيا مرحلةً لِنُزولِه، فتوَطَّنها مَنْ لم يعرفْ شَرفَ الأخرى لخُمُوُلِه، فأخذَ منها كارهاً قبل بلوغِ مأموله، ولم يُغْنِه ما كسَبه من مالٍ وولدٍ حتى انهْزَم في فُلولِه، أوَ مَا تَرى غِربانَ الْبَين تَنُوحُ على طُلُولِه، أمَّا الموفَّقُ فَعَرَفَ غرورَها فلمْ ينخدِع بمُثُولِه، وسابَقَ إلى مغفرةٍ من الله وجنةٍ عرضُها السماء والأرضُ أعِدَّتْ للذينَ آمنوا بالله ورسولِه، وأشْهدُ أنْ لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ عارفٍ بالدليلِ وأصُولِه، وأشْهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ما ترَدَّد النسيمُ بين شمالِه وجنوبِه ودَبُورِه وقَبولِه،أما اليوم سنتعرف على قوم يدخلون الجنة قبل يوم القيامة،فقدتتسائل عزيزي المشاهد عن هؤلاء القوم من هم؟ ولماذا يدخلون الجنة قبل يوم القيامة؟

الجنة قد خلقها الله سبحانه وفرغ من خلقها لقوله سبحانه في الحديث القدسي : ” أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت .. ” الحديث . ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم رآها في ليلة الإسراء والمعراج ، ولغير ذلك من الأدلة،و أما وهل يدخلها أحد من البشر قبل يوم القيامة ؟

الظاهر أن ذلك على نوعين:

1- دخوله بروحه كما هو حال الأموات ، فهذا ثابت للأنبياء ، والشهداء الذين تكون أرواحهم في حاصل طير خضر تسرح في الجنة . وكما هو الحال في الأحاديث التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها أنه دخل الجنة في المنام ( رؤيا النوم ) ، فإنها في حالات الأرواح،

  2-أما دخول الجنة بالجسد والروح فإنها تكون يوم القيامة للبشر وللجن . ويستثنى من هذا ما ذكر أن آدم عليه السلام كان في الجنة قبل أن ينزل إلى الارض ، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله وغيره  . والله أعلم،

يجب على كل مسلم أن يعتقد أن الحساب بعد الموت حق ، وأن الجزاء يكون بعد الحساب ، قال تعالى : ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الحجر/92-93 ، وقال سبحانه : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) الأعراف/6
ثم إن هذا الحساب يكون على مرحلتين :
المرحلة الأولى : فى القبر بعد الموت : وذلك حين يأتيه الملكان فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه ، كما جاءت بذلك الأحاديث المتواترة ، وهي فتنة القبر التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ منها،
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُم تُفتَنُونَ فِي القُبُورِ ) رواه البخاري (1049) ومسلم (584)
يقول ابن حجر رحمه الله في “فتح الباري” (1/165):
” أصل الفتنة الاختبار والامتحان ” انتهى،
ونقل المناوي في “فيض القدير” (6/234) عن بعض أهل العلم قولهم:
” يحاسب المؤمن في القبر ليكون أهون عليه في الموقف ، فيمحص في البرزخ ، فيخرج وقد اقتص منه ” انتهى،

ويكون بعد هذا الحساب جزاء أيضا ، فمن فاز أتاه من النعيم والسرور في قبره ، ومن خسر أصابه من العذاب والشقاء،
وكل ذلك في القبر أو في حياة البرزخ ، أما الجنة والنار فلا يدخلها أحد دخولا تاما إلا بعد المرحلة الثانية من الحساب ، وهي حساب الآخرة،
ولكن قد تدخل بعض الأرواح الجنة ، فيصيبها بعض نعيمها ، كرامة منه سبحانه وتعالى،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلَقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَهُ اللَّهُ إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ )
رواه مالك في الموطأ (1/240) وصححه ابن عبد البر في “الاستذكار” (2/614)
نسمة المؤمن : روحه . يعلق : أي يأكل ويرعى،

Advertissement

كما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الصّحيح الذي رواه الإمام مسلم أنّه أوّل من يدخل الجنّة من النّاس، قال :(آتي باب الجنّة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن من أنت ؟ فأقول: محمّد، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك )، وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وفيه (أنا سيد بني آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أوّل من يدخل الجنّة يوم القيامة ولا فخر )، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام قطعًا هو أوّل رجلٍ يفتتح دخول الجنّة بفضله على النّاس ومقامه عند ربّ العالمين، ثمّ يدخل أولي العزم من الأنبياء الذين اصطفاهم الله على عباده بالرّسالة والنّبوّة،

‫0 تعليق