قصة زواج زينب بنت النبي ﷺ من رجل كافر

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بآل بيته، حيث قال: (وأهلُ بيتي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذَكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهلِ بيتي)، ولذلك فإنّ لآل البيت مكانةٌ عظيمةٌ في قلوب المسلمين، ودرجةٌ عاليةٌ في الدين، ولهم فضائلٌ كثيرةٌ، منها: قول الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، فيجب على المسلمين محبتهم وموالاتهم، تنفيذاً لوصية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.ومع هذا قد تتسائل عزيزي المشاهد عن قصة زواج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم من رجل كافر؟وكيف يعقل هذا؟

ولدت زينب سنة ثلاثين من مولد النبي علية الصلاة والسلام، وعندما بلغت سن الزواج طلبتها خالتها ” هاله بنت خويلد أخت ام المؤمنين خديجه، ابنها ” أبي العاص بن الربيع” وكانت الموافقه وكان الرضا من الجميع وزُفت زينب بنت محمد علية الصلاة والسلام، إلى ” أبي العاص بن الربيع …. ومضت السيده خديجه إلى العروسين المتحابين” تبارك لهما وخلعت قلادتها لتجعلها في عنق زينب هدية العروس كان ذلك قبل أن ينزل الوحي على أبيها محمد علية الصلاة والسلام ….. ولما أشرقت الأرض بنور ربها , آمنت زينب فيمن آمن . ولكن زوجها أبا العاص لم يكن من السهل علية أن يخلع دينه ! وأحس كلا الزوجين أن قوة أقوى من حبهما تحاول أن تفرق بينهما، أما هو فقد أعلن التمرد والعصيان، لن ينال مما بيننا يازينب أن تكوني على دينك وأثبت على ديني”، أما هي فقالت : ” قليلاً ياصاحبي , لستُ حلأ لك , وأنت على ذلك الدين , فأسلمني إلى أبي أو أسلم معي . لن تكون زينب لك بعد اليوم إلا أن تؤمن بما آمنت”،

وهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ورزقت زينب بـ أمامة وعلي، فلما كانت غزوة بدر اشترك أبو العاص بن الربيع مع قومه من مشركي مكة ضد الجيش المسلم ووقع في الأسر، فالرسول وزع الأسرى، فقال: يا فلان! خذ فلاناً وفلاناً وفلاناً، ويا فلان! خذ فلاناً وفلاناً وفلاناً، فوقع أبو العاص بن الربيع في سهم بلال مؤذن رسول الله، فبدأ الأغنياء من أهل الأسرى يأتون من أجل أن يدفعوا الفدية، وكان مقدارها أربعة آلاف، فيدفعون الفدية ويأخذون أسيرهم، فجاء عبد الله بن الربيع أخو أبي العاص زوج زينب من أجل أن يفتدي أخاه، وكانت السيدة زينب في مكة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: زينب تفدي زوجها يا محمد، فقد بعثت بهذه الصرة فدية لزوجها.
ففتح الرسول الصرة فبكى بكاء مراً؛ فقد كان فيها عقد للسيدة خديجة أعطته لابنتها زينب في ليلة عرسها، فبعثته السيدة زينب تستدر به عطف رسول الله، فعندما تذكر ابنته وتذكر زوجته السيدة خديجة قال: إن شئتم أن تردوا عليها أسيرها فردوه، فسيدنا بلال قال: والله لأردن أبا العاص لا بعقد ولا بمال، ولكن إرضاء لله ورسوله،
فعاد أبو العاص واطمأنت زينب عليه، فحين دخل بيته قال: يا زينب! لقد حان الفراق، فلقد وعدت أباك بأن أردك إليه، فإن الإسلام فرق بيني وبينك، وكانت السيدة زينب مسلمة وهو مازال على شركه، فوجب التفريق عندئذ، فقال لها: إن أخي سيأخذك إلى منطقة كدى -وهي على بعد ثمانية كيلو من الحرم- وهناك سوف ينتظرك زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب ليصحباك إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفي هذا الوقت كانت السيدة زينب حاملاً بالحمل الثالث، فخرج أخو أبي العاص بن الربيع من أجل أن يسلم السيدة زينب لـ زيد وعلي خارج مكة، وإذا بالمشركين وراءه، فقالوا: إلى أين تذهب، قال: أذهب لأسلم زينب بنت محمد لتذهب إلى أبيها، وكان المشركون قد خرجوا من هزيمة بدر في تلك اللحظة، وكل واحد منهم قد قتل له قريب، فقام أحد أولئك المشركين وشد الهودج الذي ركبت عليه، فوقعت السيدة زينب على صخرة، فنظر عبد الله بن الربيع فوجد حولها بركة من الدماء، فإذا بها قد أجهضت ما في بطنها، فسل السيف وجهز كنانته بالنبال وقال: والله ما اقترب منها أو مني أحد إلا قتلته.
وكان كافراً، ولكن أخاه وعد الرسول بأن يعيد إليه ابنته، ومسألة الوعد عند العربي مسألة تذهب فيها الرقاب فلا يخلف وعداً أبداً؛فاقترب أبو سفيان من أخي أبي العاص وقال له: يا ابن الربيع! ما أصبت؛ خرجت على القوم، وهم حديثو عهد بهزيمة، وتريد أن تأخذ بنت محمد وتهاجر بها؟! ارجع حتى تهدأ النفوس ثم اخرج بها،
فعاد بها فظلت مريضة أياماً من أثر الإجهاض، وبعد أن تماثلت للشفاء ودعها زوجها ووصلت إلى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذت معها علياً وأمامة، فـ علي بعدما هاجر مع أمه كان عمره سبع سنوات، فأدركته حمى فمات لحكمة يعلمها الله، ولم يبقى لزينب الا ابنتها امامة
مكثت زينب في بيت أبيها فى المدينة سنوات، إلى أن طرق الباب طارق بالليل وإذا به أبو العاص بن الربيع زوجها السابق، ولم تتزوج بعد، فجيء به قد أسر وهو في قافلة لقريش أغار عليها أسامة بن زيد ومجموعة من المسلمين بسبعمائة فارس، فأسروا المجموعة كلها، فهرب من الأسر وجاء إلى زينب يستجير بها، فدخلت المسجد مسرعة، وقبل أن يقيم بلال صلاة الفجر قالت: أيها الناس! إني أجرت أبا العاص بن الربيع، فأقام بلال فلما انتهى رسول الله من الصلاة قال: (أيها الناس! أسمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: يا زينب! ونحن أجرنا من أجرت)
ثم قال سيدنا الحبيب: (أعيدوا إلى أبي العاص ما سلبتموه؟)، أي: من القافلة، فأرجعوا إليه كل شيء، فرجع إلى مكة ووزع عليهم أشياءهم، ففرحوا بالتجارة وبالربح، ثم قال: يا معشر قريش! أعادت إليكم تجارتكم؟ قالوا: لقد وفيت يا أبا العاص،
فقال: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهاجر إلى المدينة في السنة السابعة من الهجرة، فدخل على سيدنا الحبيب فأسلم وبايع وصار صحابياً، ثم قال: يا رسول الله! أريد أن تعيد إلي زينب؟ فقال: (يا أبا العاص! لقد وعدت فوفيت ونحن إذا وعدنا وفينا، عد إلى زوجتك فهي حل لك) فعاد إليها أبو العاص وعاش معها سنة، ثم توفت رضى الله عنها فى حياة ابيها صلى الله عليه وسلم،

https://amzn.to/3iIZVA6

Advertissement

‫0 تعليق