توبة مالك بن دينار،قصة تقشعر لها الأبدان

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

 مالك بن دينار البصري، أبو يحيى، ولِد في زمن عبد الله بن العباس، فهو من التابعين وليس من الصحابة كما يعتقد البعض، ولكنه يتصف بصفاتٍ تشبه صفات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم،كان مالك بن دينار شديد التأثر بالأخيار من التابعين مثل محمد بن واسع، ولقد كانت لديهما القناعة الكاملة بما يقسمه الله لهما، فلا يتضايقان عندما يحصلان على الغداء، ولا يجدان ما يأكلان على العشاء، ولكن رِضا الله تعالى هو المهم. سمع مالك بن دينار من أنس بن مالك، وروى عنه الكثير مثل أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، والبخاري استشهاداً،وكما سنتعرف عن قصة توبة مالك بن دينار فتابعوا معنا:

قد اتصف مالك بن دينار بالكثير من الصفات النبيلة التي جعلت منه مضرباً للمثل، مثل الزهد في الدنيا وخيراتها وما تحويه من رفاهية، وكان يتصف بمخافة الله عز وجل، واستطاع أن يكون مثالاً لمن يبحث عن القدوة في محاربة النفس والشهوات وملذات الدنيا والصبر على هذه المحاربة، ورزقه الله تعالى القدرة على الدأب للحصول على الحقيقة والمعرفة، فكان يصبر في سبيل طاعة الله تعالى والحصول على معرفته، قال رحمة الله عليه: “خرج أهل الدنيا من الدنيا، ولم يذوقوا أطيب شيء فيها، قالوا: وما هو يا أبا يحيى؟ قال: معرفة الله”

بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس ، افعل المظالم ، لا توجد معصية إلا وارتكبتها، شديد الفجور، يتحاشاني الناس من معصيتي،يقول:
في يوم من الأيام ، اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله، فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة، أحببتها حباً شديدا ، وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية في قلبي،ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر، فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين . وكأن الله يجعلها تفعل ذلك، وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي، وكلما اقتربت من الله خطوه، وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي ،حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنوات فلما أكملت .. الـ 3 سنوات ماتت فاطمة.ويقول جعفر:” شهدت المغيرة جاء إلى مالك بن دينار لما ماتت زوجة مالك بن دينار وهي امرأة المغيرة، فقال له يا أبا يحيى: انظر ما يصيبك من ميراث ابنتك فخذه قال: اذهب يا مغيرة فهو لك”،ويقول مالك بن دينار.

انقلبت اسوأ مما كنت،ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء،فعدت أسوأ مما كنت،وتلاعب بي الشيطان حتا جاء يوما وقال لي شيطاني:لتسكرن سكرة ما سكرة مثلها من قبل،فعزمت ام اسكر وعزمت أن أشرب الخمر،وضللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب، فرأيتني تتقاذفني الأحلام حتر رأيت تلك الرأيا، رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس، وتحولت البحار إلى نار،وزلزلت الأرض ،وإجتم الناس إلى يوم القيامة،والناس أفواج وأفواج وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان،هلم للعرض على الجبار فأرى فلان هذا،وقد تحول وجهه وقد تحول وجهه الى سواد شديد ممن شدة الخوف،حتى سمعت المنادي ينادي باسمي،هلم للعرض على الجبار،فاختفى البشر من حولي،(هذا في الرأية)، وكأن البشر اختفى من أرض المحشر،ثم رأيت ثعبانا عظيما قويا يجري نحوي فاتحا فمه،فجريت أن من شدة الخوف  فوجدت رجلا عجوزا ضعيفا،فقلت آه.أنقذني من هذا الثعبان فقال لي يا بني أن ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو،

فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب من الثعبان لأسقط في النار؟فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي … وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يا فاطمة أدركي أباك أدركي أباك،

 ويقول:
فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي يا أبت ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله فقلت يا بنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!! قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامة..؟ وذلك الرجل الضعيف: ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شيء ينفعك،

 ويقول:
فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يا رب.. قد آن يا رب, نعم ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله فاغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله،يقول:
دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله،ذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار،

وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول: أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك … أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التوبة.

Advertissement

قال عنه سليمان التيمي: ما أدركت أحدًا أزهد من مالك بن دينار، وكان مالك يقول: وددت أن رزقي في حصاة أمتصها لا ألتمس غيرها حتى أموت. ويقول سلام بن أبي مطيع: دخلنا على مالك بن دينار ليلاً وهو في بيت بغير سراج، وفي يده رغيف يكدمه فقلنا: أبا يحيى ألا سراج؟ ألا شيء تضع عليه خبزك؟ فقال: دعوني فوالله إني لنادم على ما مضى، .

‫0 تعليق