تعرف على حجم وشكل الميزان الذي توزن به إعمال العباد يوم القيامة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

إنَّ مِن أركان الإيمان بالله الإيمانَ باليوم الآخر، الذي جعَلَه الله – بعقابه وثوابه – نهايةً للعالم الذي نعيش فيه، فيكون الحساب من الخالق – سبحانه – ويصير المؤمنون للجنة بفضْل الله ورحمته، ويَخْلُد الكفار المجرمون في النار بعدله وحكمته، فهو يوم الحشر والنشور، ويوم الفَصْل والقيامة، ويوم الدِّين والحساب، ويوم تَرْجف الراجفة، تَتْبعها الرَّادِفة، حين تَحِقُّ الحاقَّة، وتقع الواقعة والقارعة، وتجيء الصَّاخَّة والطامَّة، يوم الآزِفَة إِذِ القلوب لدَى الحناجر كاظمين، ذلك يوم الخروج، يوم تبلى السرائر، وتتَكَشَّف خبيئات الضمائر، فيوضع الميزان لوزن أعمال العباد،بكن قد تتسائل عزيزي المشاهد،عن حجم هذا الميزان؟وقدتتسائلكذالك عن شكله؟

إذا تمت محاسبة العباد على أعمالهم يوم القيامة ، أُعطى كل عبد كتابه المشتمل على أعماله كلها فأما المؤمن فيعطاه بيمينه تكرمة له، فيوضع الميزان لوزن أعمال العباد قال القرطبي : ( فإذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقدير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها)، الواقع أن العلماء لم يتفقوا على إثبات أوصاف الميزان _ وقد تقدمت الإشارة إلى بعض الجوانب في وجوب الإيمان بالميزان, ومواقف الناس في ذلك،

وقد دلت النصوص الشرعية على أن الميزان ميزان حقيقي له كِفَّتان ، توزن به أعمال العباد . وهو ميزان عظيم لا يقدر قدره إلا الله تعالى ، وقد اختلف أهل العلم هل هو ميزان واحد تورزن به أعمال العباد أم أن الموازين متعددة ولكل شخص ميزانه الخاص ، فمن قال بالتعدد استدلوا بأن الميزان قد ورد في بعض الآيات بصيغة الجمع ، مثل قوله تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء /47.

ومن قال بأنه واحد استدلوا بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرضلوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي… ) السلسلة الصحيحة (941) . وحملوا الآية التي ورد فيها الميزان بصيغة الجمع على تعدد الموزونات من الأعمال والأقوال والصحف والأشخاص .فقالوا : إنه جُمِع الأشياء التي توزن فيه،

ومما يدل على وزن الأقوال عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) رواه البخاري 6406.

ومما يدل على وزن الأشخاص عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ الْعَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَقَالَ اقْرَءُوا ( فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ) رواه البخاري 4729 وكذلك يدل عليه ما ثبت من أن ابْنِ مَسْعُودٍ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الأَرَاكِ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِمَّ تَضْحَكُونَ ) قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ فَقَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِيالْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ ) حسن إسناده الألباني في شرح الطحاوية برقم 571 ص418

Advertissement

إن اليوم الآخر هو يوم واحد، لكن مقداره خمسون ألف سنة، قال تعالى: (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ). وهو يوم يسير على المؤمنين، وعسير وطويل على الكافرين، والتعمق في التفكير بهذا اليوم هو من باب التنطع، وعلى المسلم أن يُسلّم بالأمور الغيبية ويأخذها على ظاهر معناها دون التعمق بها، أو محاولة قياسها بأمور الدنيا، فهي ليست مثلها، وإن كانت تشاركها في أصل المعنى، ولكن الفرق بينهما عظيم، ولا يدرك كنه ما ورد فيه من أنواع العقاب أو الثواب في هذه الحياة،

‫0 تعليق