اين يوجد قبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

هو الصحابي الجليل خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقظة بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب، ويكنّى بأبي سليمان، وأمّه لبابة بنت الحارث، أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، مدحه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قائلاً عنه: (نعمَ عبدُ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ سيفٌ من سيوفِ اللهِ)، وكان إسلامه قبل فتح مكة، وكان والده سيداً في قريش، ولُقّب بريحانة قريش، يلتقي نسبه بالرسول -عليه الصلاة والسلام- بمُرّة بن كعب، وقد كان -رضي الله عنه- حريصاً على تربية أبنائه على الفروسية، والحرب، واستخدام الأسلحة، كما كان شديد العداء لرسالة الإسلام وللرسول قبل إسلامه،

نقلت الروايات التاريخيَّة أنّ وفاة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- كانت في السنة الحادية والعشرين من الهجرة النبوية؛ حيث وافته المنيّة وهو في إحدى القرى القريبة من حمص، ودُفِن هناك وفقاً للروايات الراجحة التي نقلها غير واحد من العلماء والمؤرّخين، منهم: الواقديّ، ومحمد بن سعد، وغيرهما. ورغم شجاعة خالد بن الوليد رضي الله عنه، وما عُرِف به من إقدامٍ في القتال، واستبسالٍ في الغزوات والمعارك التي قادها وخاضها، إلّا أنّ الله تعالى لم يُقدِّر له أن يموت في إحدى المعارك التي خاضها، فقدّر الله -تعالى- له أن تكون منيّته على فراشه، وممّا نقلته الآثار أنّ خالداً -رضي الله عنه- قال قبل موته مُتأثِّراً ومُعبِّراً عن حاله: (ها أنا ذا أموت على فراشي، وما في جسدي قيدُ شبرٍ إلّا وفيه ضربةُ سيفٍ، أو طعنةُ رمحٍ، أو رميةُ سهمٍ في سبيل الله، أموت كالبعير، وكنتُ أتمنّى أن أموت شهيداً في سبيل الله، فلا نامَتْ أعيُنُ الجُبَناء)، ولعلَّ الله -تعالى- بكرمه ورحمته يُثيب الصادقين بنيّاتهم، ويأجرهم على قصدهم الحسَن، فتكون لخالد بن الوليد -رضي الله عنه- منزلة الشُّهداء، يقول الله تعالى: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا*لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،

ويقول الكاتب الكبير عباس محمود العقاد فى كتابه “عبقرية خالد” شارحا طبيعة ابن الوليد:

لم تكن بخالد ولا بإخوته حاجة على التجارة لكسب العيش وتحصيل المال، إذ كان أبوه على تلك الثروة التى لا مزيد عليها فى البلاد العربية، وكانت ثروته أشبه شىءفى عصرنا هذا بثروة المصارف التى تعمل فى صفقات القروض والربا ومضاربات الأسعار، أما الثمرات والخضر فى مزارعه فلم تكن مما يحمل إلى البلاد القصية للبيع والشراء، وإنما قصارها أن تباع فى الحواضر الحجازية وما قاربها من البوادى القادرة على شيء من الترف والمتعة، ولا سيما فى أيام الأسواق والحجيج، ولهذا فسر بعضهم وصف بنيه ﺑ”الشهود” فيما تقدم من الآيات بأنهم كانوا أبدًا فى صحبته وجواره مفاخرة بهم وتنزيهًا لهم عن الكدح والتصرف فى شئون المعاش، فإن قضيت لأحدهم رحلة أو سياحة، ففى غير هذه الأغراض أو غير حاجة ملحة إلى الاتجار، وإنما هى الدربة والتمرس بالمصاعب والانتفاع بخبرة السياحة وآدابها، وقد ينفقون فى ذلك خير ما يكسبون، كما كان يصنع عمه “زاد الراكب” وأعمامه الآخرون الذين اشتهروا بالأنفة من مجاراة أحد لهم فى الضيافة وبذل العطايا والهبات،

Advertissement

‫0 تعليق