الصحابي الذي دخل الجنة ولم يسجد لله سجدة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

إن الدين الذي ندين به إنما أنزله الله لنا عن طريق نبيه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي الأمي صلى الله عليه وسلم، وبلغنا عنه عن طريق الصفوة المختارة من جيل البشر، التي تعرف بالصحابة، تلك الجماعة المؤمنة التي اختارها الله لصحبة نبيه، ولتلقى الدين عنه مباشرة، وكُلِّفت تبليغَه إلينا،وكانت هذه الجماعة أبر الناس قلوبًا وأعمقهم علمًا وأقلهم تكلفًا، وبلغت من صدق إيمانها، وحسن إخلاصها،أما اليوم سنتعرف على الصحابي الذي دخل الجنة ولم يسجد الله سجدة،فقدتتسائل عزيزي المشاهد عن هذا الصحابي؟ وكيف يعقل أن يدخل الجنة دون السجود؟

هذا الصحابي هو عمرو بن ثابت بن وقيش ، ويقال: أقيش ، بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري ، وقد ينسب إلى جده فيقال عمرو بن أقيش. وأمّه بنت اليمان أخت حذيفة. وكان يلقب أصيرم ، واستُشهد بأحد.هكذا سماه ابن حجر في “الإصابة” (5801)،

هل يمكنك أن تتخيل أن يشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لرجل بأنه من أهل الجنة رغم أنه لم يسجد الله؟، سجدة واحدة؟! هذا ما حدث مع صحابي كريم كان يأبى الإسلام عندما أسلمقومه، ولم يكن يلتفت إلى دعوتهم له إلى الإسلام، بل كان يقول لهم: “لو أعلم ما تقولون حقاً ما تأخرت عنه”،

عبارته رغم رفضه للإسلام تدل على بحثه عن الحقيقة والتثبت منها، لذا شرح الله صدره للإسلام، فأسلم مسرعًا، وحينها كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستعد للخروج إلى غزوة أحد، فسارع هذا الصحابي الجليل- وكان قد أسلم توًا- وحمل سلاحه ليلحق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وجيش المسلمين، وقاتل معهم حتى استشهد ولم يكن قد صلى ولو ركعة واحدة، بل لم يعلم الكثير من المسلمين بإسلامه حينها، وعندما علم النبي باستشهاده قال عنه: “إنه لمن أهل الجنة”،

وكان قبل إسلامه : يمنعه من الإسلام أن له مالا من الربا، يخشى إن أسلم أن يضيع عليه ، وكره أن يسلم حتى يأخذه ، فلما كانت غزوة أحد ، قذف الله في قلبه الإسلام ، وجاء يسأل عن بني عمه ، وعن أناس من قومه ، فقيل له : إنهم خرجوا لقتال المشركين بأُحد ، فخرج للجهاد ، فرآه بعض المسلمين ، فقالوا له : إليك عنا ، فقال : إني آمنت ، ثم قاتل حتى أثبتته جراحه ، وأشرف على الموت ، فحملوه إلى قومه بني عبد الأشهل ، فسألوه عن سبب مجيئه أهو حمية لقومه ، أم غضب لله ورسوله ؟ فقال : بل غضب لله ورسوله ، ثم مات شهيدا ، ولم يصل لله صلاة واحدة ، ثم ذكروا أمره للنبي صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة قائلا : إنه لمن أهل الجنة،

وقد ورد في قصة إسلامه واستشهاده حديثان:الأول : أخرجه أبو داود في “سننه” (2537) ، والطبراني في “المعجم الكبير” (17/39) ، وأبو نعيم في “معرفة الصحابة” (4965) ، والحاكم في “المستدرك” (2533) ، والبيهقي في “السنن الكبرى” (18543) ، من طريق مُوسى بن إسماعيلَ ، قال حدَّثنا حمادٌ بن سلمة ، قال أخبرنا محمدُ بن عَمرِو، عن أبي سَلَمةَ عن أبي هريرة:

( أن عَمرو بن أقَيْشٍ كان له رِباً في الجاهليةِ ، فكَره أن يُسلِمَ حتى يأخذَه ، فجاء يومَ أُحدٍ ، فقال: أين بنو عمّي؟ قالوا: بأُحدٍ ، قال: أين فلان؟ قالوا: بأُحدِ ، قال: فأين فلان؟ قالوا: بأُحدِ ، فلبس لأمَتَه ، وركبَ فرسَه ، ثم توجّه قِبَلَهم ، فلما رآه المسلمون قالوا: إليك عنا يا عَمرو ، قال: إني قد آمنتُ ، فقاتَلَ حتى جُرِحَ ، فحُمل إلى أهله جَريحاً ، فجاءه سعدُ بن مُعاذٍ فقال لأخته: سَليه: حَميَّةَ لقومك ، أَو غضباً لهم ، أم غضباً لله؟ فقال: بل غضباً لله ولِرسوله ، فماتَ ، فدخل الجنَة ، وما صلّى لله صلاةً)،

Advertissement

وإسناده حسن ، لأجل كلام يسير في محمد بن عمرو بن علقمة ، وحديثه من رتبة الحديث الحسن ، وقد حسنه الحافظ ابن حجر في “الإصابة” (4/501) ، وكذا حسنه الشيخ الألباني في “صحيح سنن أبي داود” (2288)،

‫0 تعليق