أين دفن سيدنا آدم عليه السلام؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

سيدنا آدم -عليه السلام- أبو البشرية، وأول الأنبياء، اسم يُغْني البشرية عن كثرة التفكير في ابتداء الحياة الإنسانية على هذه الأرض، ويُنهِي كثرة الافتراضات الفاسدة التي يختلقها الذهن البشري، نفَخَ الله فيه من روحه وابتدأت كل حركة للإنسان بعد ذلك؛ قال الله -تعالى- في القرآن الكريم:

{ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[سورة التين، الآيات: 4-6].

دخل سيدنا آدم -عليه السلام- الجنة وعاش في نعيمها مع زوجه السيدة حواء يتقلب فيها حيث يشاء، وعدوُّه إبليس يتربص به ويوسوس إليه قائلاً: { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ }[سورة طه، من الآية (120)]، فما زال به حتى أَكل هو وزوجُه من الشجرة { وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ }[سورة طه، من الآية (121)]. فأُهبطا من الجنة ليُنفذ قدر الله. ولكن أين دفن سيدنا آدم عليه السلام؟

عاش سيّدنا آدم في الأرض لسنوات طويلة لم تُعرف كعددٍ دقيق وصحيح، وأشير إلى ذلك في التوراة، وقد ذكر فيه أنه عاش تسعمائة وثلاثين سنة، ليأتي بعدها ملك الموت ويقبض روحه إلى الخالق، ويبقى السؤال أين يقع قبر سيدنا آدم؟ الإجابة تكمن بقولنا إنّه غير معروف أي مكان لقبر الأنبياء إلا قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الموجود في المدينة المنورة. لم يُعرف مكان وجود قبر سيدنا آدم عليه السلام لغاية وقتنا الحاضر، فقد قيل بأنّه دفن بجبل أبي قبيس في مكة المكرمة، وقيل أيضاً بأن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام حمله هو وحواء في زمن الطوفان في تابوت، وقد دفنهما في بيت المقدس، وقيل أيضاً بأنّ رأسه عند مسجد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقدماه عند البيت المقدس، وأنّ حواء توفيت بعد وفاته بعام، كما أنّ هناك اختلاف في عمره عليه السلام فقد حدثنا أبي هريرة وابن العباس رضي الله عنهما بأنّ عمره قد اكتتب في لوح محفوظ ألف سنة.

وأسكن الله تعالى سيّدنا آدم وزوجته في الجنة ومتعهم بجميع الأنعام الموجودة في الجنة إلا من شجرة واحدة حدّدها الله لهم وأمرهم بعدم الاقتراب منها أو الأكل منها، فما كان من إبليس إلا أن وسوس لهما بالأكل من تلك الشجرة وما سيأتي عليهم من خير عندما يفعلان ذلك، فاستجاب سيدنا آدم وحواء لوسوسة إبليس وأكلا منها ليكونا بذلك عاعصين لأمر ربّهم، فطردا من الجنة إلى الأرض. عندما هبط آدم وحواء إلى الأرض تابا إلى الله واستغفراه، ثمّ أدركتهم رحمة الله تعالى، ولكن الله عز وجل جعل الأرض مستقراً لهما ليعيشا فيها ويعمراها ويموتا فيها ويخرجا يوم البعث منها، وفي هذا الأمر تبيّنت حكمة الخالق بأنّه جاعل في الأرض خليفة، وكان يعلم قبل خلقه لآدم وحواء بأنهما سيأكلان من الشجرة، وذلك ليعلم الناس أجمعين بأنّ السبب في طرد آدم وحواء من الجنة هو الشيطان، ولبيان طريق الجنة للناس كافّةً وهو طاعة الله وحده.

Advertissement

وردَ في قصة سيدنا آدم أنَّه عندمَا خلقَ الله تعالى آدم -عليه السلام- أخبرَ الملائكةَ بهذا الحدثِ العظيمِ الذي سيغيِّرُ مجريات الأحداثِ في الأرضِ، قال تعالى: “وإذْ قالَ ربُّك للملائكةِ إنِّي جاعلٌ في الأرضِ خَليفةً” ، وتكريمًا لهذا الكائنِ الجديدِ أَمرَ الله تعالى الملائكةَ أن يسجدوا لآدمَ سجودَ تكريمٍ وتشريفٍ وتعظيمٍ وليس سجودَ عبادة، وقد تكرَّر ذكر أمرَ السجود لآدم في سبعة مواضع في القرآن الكريم لإظهار عظيمِ التكريم لسيِّدنا آدم، ولكن إبليس امتنع عن السجود تكبُّرًا وتعاليًا، قال تعالى: “إلَّا إبليسَ أبَى واستَكبَر وكانَ منَ الكَافرينَ” ، وقال تعالى: “فسجدُوا إلَّا إبليسَ لم يَكُن مِن الساجِدينَ” ، وبرَّر إبليس عصيانه بقوله كما وردَ في القرآن الكريم: “أنَا خيرٌ منهُ خلقتَني من نارٍ وخلقتَه من طِين”، وقوله: “لَم أكُن لأسجدَ لبشَرٍ خلقتَه مِن صلصالٍ من حَمإٍ مَسنونٍ”. بعدَ ذلك أتى أمرُ الطرد لإبليسَ من الجنَّة نهائيًا إلى يومِ يُبعثون بسبب عصيانِه ورفضهِ لأمرِ ربِّه، قال تعالى: “قالَ فاهبِطْ منهَا فما يكونُ لكَ أنْ تتكبَّرَ فيهَا فاخرُجْ إنَّكَ منَ الصَّاغرين” ، لكنَّ إبليس رفضَ حكمَ الله تعالى وتوعَّد بإغواء أبناء آدم من البشر، فردَّ عليه الله -تبارك وتعالى- بقوله: “إنَّ عبادِي ليسَ لكَ علِيهم سلطانٌ إلَّا مَن اتبعَكَ من الغَاوِين” وتلك قصة سيدنا آدم مع إبليس،

‫0 تعليق