آخر رجلين في الدنيا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!
Advertissement

إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء فكذلك الظمأ إلى العدل لا بد أنه يدل على وجود العدل. ولأنه لا عدل في الدنيا. فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي، أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث: أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه وليس يدري هل أرضى ربه أم أسخطه وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه، وهو المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل يوم تبدو السرائر ثم لا أدري إلى جنة أم إلى نار،فالدنيا دار الفناء والأخرة دار الخلود فيوم الحساب والعقاب آت لا ريب فيه،ولكن قد يتبادر لذهن الإنسان من آخر الرجال في الدنيا،هذا هو موضوع حديثنا اليوم،”آخر رجلين في الدنيا”،فقدتتسائلا عزيزي المشاهد من هم أخر رجلين في الدنيا؟ وكيف سيكون مصيرهم؟

عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف يريد عوافي السباع والطير وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما،(صحيحي البخاري)،أما أخر رجلين سيكونا في المدينة بحسب إشارة النبي في حديث البخاري ومسلم، فقد فصل قصتهما عمر بن شبة في “أخبار المدينة ” في رواية عن أبي هريرة موقوفة قال: آخر من يحشر رجلان: رجل من مزينة وآخر من جهينة، فيقولان: أين الناس؟ فيأتيان المدينة فلا يريان إلا الثعالب، فينزل إليهما ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس،

يروي ابن حبان في صحيحه أن “آخر قرية في الإسلام خرابا المدينة”، أي إن هذه الأحداث ستكون في آخر الزمان قبيل قيام القيامة،

وأورد الإمام مالك في الموطأ رواية تقول إن السباع والذئاب ستدخل إلى المسجد النبوي حتى المنبر، فعن أبي هريرة مرفوعا: “لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الذئب فيعوي على بعض سواري المسجد أو على المنبر. قالوا : فلمن تكون ثمارها؟ قال : للعوافي : الطير والسباع”،قولهتَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِتَاءِ الْخِطَابِ وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ غَيْرُ الْمُخَاطَبِينَ لَكِنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ أَوْ مِنْ نَسْلِ الْمُخَاطَبِينَ أَوْ مِنْ نَوْعِهِمْ وَرُوِيَ يَتْرُكُونَ بِتَحْتَانِيَّةٍ وَرَجَّحَهُ الْقُرْطُبِيّ،

 وقوله على خَيْرِ مَا كَانَتْ أَيْ عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ تبعا لعياض وَقد وُجِدَ ذَلِكَ حَيْثُ صَارَتْ مَعْدِنَ الْخِلَافَةِ وَمَقْصِدَ النَّاسِ وَمَلْجَأَهُمْ وَحُمِلَتْ إِلَيْهَا خَيْرَاتُ الْأَرْضِ وَصَارَتْ مِنْ أَعْمَرِ الْبِلَادِ فَلَمَّا انْتَقَلَتِ الْخِلَافَةُ عَنْهَا إِلَى الشَّامِ ثُمَّ إِلَى الْعِرَاقِ وَتَغَلَّبَتْ عَلَيْهَا الْأَعْرَابُ تَعَاوَرَتْهَا الْفِتَنُ وَخَلَتْ مِنْ أَهْلِهَا فَقَصَدَتْهَا عَوَافِي الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ وَالْعَوَافِي جَمْعُ عَافِيَةٍ وَهِيَ الَّتِي تَطْلُبُ أَقْوَاتِهَا وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ عَافٍ قَالَ بن الْجَوْزِيّ اجْتمع فِي العوافى شيآن أَحَدُهُمَا أَنَّهَا طَالِبَةٌ لِأَقْوَاتِهَا مِنْ قَوْلِكَ عَفَوْتُ فُلَانًا أَعْفُوهُ فَأَنَا عَافٍ وَالْجَمْعُ عُفَاةٌ أَيْ أَتَيْتُ أَطْلُبُ مَعْرُوفَهُ وَالثَّانِي مِنَ الْعَفَاءِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْخَالِي الَّذِي لَا أَنِيسَ بِهِ فَإِنَّ الطَّيْرَ وَالْوَحْشَ تَقْصِدُهُ لِأَمْنِهَا عَلَى نَفْسِهَا فِيهِ،

وروى الإمام أحمد بن حنبل والحاكم النيسابوري وغيرهما عن محجن بن الأدرع الأسلمي قال : بعثني النبي – صلى الله عليه وسلم – لحاجة، ثم لقيني وأنا خارج من بعض طرق المدينة فأخذ بيدي حتى أتينا أحدا، ثم أقبل على المدينة فقال: ويل أمها قرية يوم يدعها أهلها كأينع ما يكون. قلت: يا رسول الله، من يأكل ثمارها؟ قال: عافية الطير والسباع،

Advertissement

كما يروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف (يريد عوافي السباع والطير)، وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما”، .

‫0 تعليق