ميَّز الله جلَّ جلاله جبريلَ عليه السلام عن الملائكة، وجعله قائدًا لهم، وخصَّه بما لم يخصَّ به لا الملائكة ولا أحدًا من المخلوقاتِ خَلقًا وتكليفًا؛ فهو حاملُ الوحي – وهو كلامُ الله جلَّ جلاله – وهو من يَنزل بالشرائعِ والأحكام مِن السماء إلى الأرض، وهو من يدمِّر الأممَ الظالمة، وخلقَه اللهُ جل جلاله خلقًا عظيمًا مميَّزًا، ومنحه إمكاناتٍ هائلة،ورغم كل هذه الإمكانات والعظامة،هناك قصة غريبة بين جبريل عليه السلام وملاك لم ينزل من السماء قط،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدا على هذه القصة،فقدتتسائل عزيزي المشاهد عن هذه القصة كيف حدثت؟ وماذا حدث فيها بالضبط؟ وكيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشهد على هذه القصة؟

جبريل يتحدث مع النبى محمد عن ملك لم ينزل إلى الأرض قط فمن هو ؟
كان النبى محمدا جالسا ذات يوم مع جبريل عليه السلام يتحدثان .. وبينما هم كذلك إذ انشق أفق السماء .. فنزل ملك عظيم .. فلما رآه جبريل .. تصاغر ( أى تواضع ) حتى جاء هذا الملك إلى رسول الله فقال له : يا محمد .. إنى رسول الله إليك .. أخيرك بين أن تكون ملكا نبيا أم عبدا رسولا..
فاستدار رسول الله نحو جبريل يستشيره .. فقال جبريل : تواضع لربك يا محمد .. فقال له النبى : بل عبدا رسولا .. وانصرف الملك..
فسأل النبى جبريل : من هذا الملك ؟
فقال جبريل : هذا ملك لم ينزل من السماء إلى الأرض إلا اليوم..
فسأله النبى : فما بالك لما رأيته تصاغرت ( أى تواضعت من الإجلال ) ؟
فأجابه جبريل : والله ما ظننته نزل إلا بقيام الساعة..
صفحة روائع الإعجاز العلمىوالبيانىفى القرآن والسنة،
فإن الملائكة عالم غير عالم الإنس وعالم الجن، وهو عالم كريم، كله طهر وصفاء ونقاء، وهم كرام أتقياء، يعبدون الله حق العبادة، ويقومون بتنفيذ ما يأمرهم ، ولا يعصون الله أبدا،
وقال بعض المحققين:
(الملك من الملك. قال: والمتولي من الملائكة شيئاً من السياسات يقال له مَلك , ومن البشر مَلكِ)،
وقال بعض الزائغين إن الملائكة عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات. كيف هذا ؟ والله سبحانه وتعالى يقول: { الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع …} فاطر آية 1،
إذاً الواجب علينا أن نؤمن بعالم الملائكة ونصدق بوجودهم ونؤمن بأنهم خلق من خلق الله مأمورون مكلفون لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه ونؤمن بأنهم يموتون كما يموت باقي الخلق من الجن والإنس. ونؤمن بأن منهم حملة العرش، ومنهم خزنة جهنم، ومنهم خزنة الجنة، ومنهم كتبة الأعمال، ومنهم الذين يسوقون السحاب، ونؤمن بأن للملائكة أسماء كجبريل عليه السلام، وإسرافيل، ومالك، ومنكر، و نكير، وبالجملة نؤمن بكل ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عالم الملائكة))،
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال 🙁 كان النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بارزاً للناس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان ؟ قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وبكتابه ورسله وتؤمن بالبعث، قال : ما الإسلام ؟ قال:
( أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، قال : ما الإحسان؟ قال ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، قال: متى الساعة ؟ قال:
ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها؟ إذا ولدت المرأة ربتها وإذا تطاول رعاء الإبل إليهم ( في البينان)، في خمس لا يعلمهن إلا الله ) ثم أدبر فقال : ردُّوه فلم يروا شيئاً فقال : ( هذا جبر يل جاء يعلم الناس دينهم ). البخاري،